الْمُنْجِدُ مِنْ مُعْجَمِ الْمُنْجِد، الَّذِي صَنَّفَهُ النَّصْرَانِيُّ الْمُلْحِد
ـ[أبو العُلا الهاشمي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 08:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هذا مقال مختصر عن معجم المنجد، تحصلت لدي مادته دون تقصد، فجمعتها وها أنا أنزلها حينما رأيت المقال الرائع (النزعة النصرانية في قاموس المنجد)، على أني لا أجسر على تسمية كل معجم قاموسا، إنما القاموس اسم لذلك الكتاب الذي طغت شهرته على المعاجم حتى ظن الكثرة أن كلمة قاموس تعني معجمًا، وليس الأمر كذلك، والله الموفق.
وقد أتبعته بمقالة في التقاء اللغتين على لسان واحد ...
وإني لأتمنى من الناصحين أن يوقفوا الكاتب على موضع الزلل، وموطن الخلل ... وإني لممنون لهم بذلك، والله الحافظ.
الْمُنْجِدُ مِنْ مُعْجَمِ"الْمُنْجِد"
الَّذِي صَنَّفَهُ النَّصْرَانِيُّ الْمُلْحِد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَه، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ لا نَبِيَ بَعْدَه، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هَدْيَه، أمَّا بَعْدُ:
فإنَّ طَالِبَ العَرَبيَّةِ رَجَّاعٌ للمَعَاجِم، يُؤَمِّلُ مِنْ ذَلِكَ الوُصُولَ إِلَى مَا نَدَّ عَن عِلْمِه، أو استدرَاكَ مَا غَابَ عن فَهْمِه مِنْ غَرِيبِ الكَلِمَات، فترَاهُ يَرَى بِعَيْنِ الْخَلِيل، ويَصِحُّ بِصِحَاحِ الجوْهَرِي، ويَغُوصُ في قَامُوسِ الْمَجْد، ويُرْعِي سَمْعَه لِمَا يَنْطِقُ به لِسَانُ ابنِ مَنْظُور، ويُقَايسُ بِمَقَاييسِ ابنِ فَارس، ويَستَضِيءُ بِمِصْبَاحِ الفَيومُيّ، وقَدْ تَرَى في بعضِ طُلابِ العَرَبِيَّةِ مُخْتَارًا مُخْتَارَ الصِّحَاحِ لَهُ صَاحِبًا [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn1)، يَفْزَعُ إِليهِ عِندَ نَائِبَةٍ عَرَبِيَّة ... وهكذا تَرَى الطَّالِبَ متقلِّبًا بين هَذِهِ المعَاجَمِ الشَّريفَة، يَرفَعُ بِهَا ما أَشْكَل، ويَدفَعُ بِهَا مَا أَعْضَل، وَقَدْ يَستَكشِفُ بَعضَ الأَوهَامِ وَالأَغْلاطِ التِي فِيها عِندَ عَرْضِ الموادِّ بَعضِهِا عَلى بَعْضٍ في الْمَعَاجِم. وَهَذَا الطَّالِبُ (العَرَبِيُّ) الْمُسْتَمْسِكُ بِهذِهِ المعَاجِمِ هُو السَّعيدُ بالعربيَّةِ الأصِيلَة، فَلْتهْنِهِ العَرَبِيَّةُ وَ لْيَهْنَأْ بِهَا [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn2).
ألا وإنَّ مِمَّا يَجْدُرُ بطَالِبِ العربيَّةِ أنَّ يَتنبَّهَ لَهُ: الْحَذَرَ مِنْ مُعْجَمِ النَّصْرَانِيِّ الْمُلْحِدِ"الْمُنْجِد"، فَإنَّه كِتَابٌ فَاسِد، استبطَنَ الأوهَامَ والأغْلاطَ الفَاحِشَة، وَاعْتَمدَهُ بَعضُ مَنْ لا يُقِيمُ للعَربِيَّةِ وَزْنًا فجرَّهُ ذَلِكَ إلى مَزَالِقَ مَشِينَة، وَقَدْ شَانَ لسِانَه العَرَبِيَّ مَنْ أَمَّهُ وَقَصَدَه، ولَيْتَ فَارِسًا عَرَبيًّا يُشَرِّدُ بِهِ، وَيَتَصَدَّى لَهُ فلا يُبْقِي لَهُ ولا يَذَر.
وهذهِ كَلِمَاتٌ في التَّحْذِيرِ مِنهُ كانَتْ تَمَرُّ بِي فَأقَيِّدُها حتَّى أجْمَعَ النظيرَ إلى نَظِيرِه، فَتَحَصَّلتْ لِي جُمْلَةٌ حَسَنَة، وَهَا أَنَا أَهَبُكَ إِيَّاهَا، وإنْ ظَفِرَ أَحَدُنَا بأَخَوَاتٍ لِهَا فَلْيُذَيِّلْهَا بِهَا حَتَّى يَشْتَدَّ عَضْدُ التَّحْذِيرِ مِنْهُ، ودُونَكَ مَا يَأتِي:
- قَالَ العَلامَةُ تَقِيُّ الدِّينِ الْهِلالِيُّ – رَحِمَهُ اللهُ -: ... وهذا الفعل لم أجده في شيء من معاجم اللغة التي عندي إلا في المنجد، و لا عبرة به؛ لأنه يخلطُ الدَّخِيلَ بِالأصَيل" [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=33#_ftn3).
- قال شَيخُ شُيوخِي العَلامَةُ الأَلمعَي، اللُّغَويُّ البَارِعُ اللَّوذَعِي، عَبدُ البَاسِطِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنٍ البُورْنِيُّ الْمِنَاسِيُّ الأثيوبيُّ – رَحِمَهُ اللهُ – في "أرجوزةِ التَّصْريف" أو " مَقُاصِدِ الْمَرَاح":
فَأَقْبِلُوا يَا إِخْوَةَ العُلُومِ
وَلا تَلَطَّخُوا بِكُتْبِ الْمُلْحِدِ
إِذْ مَنَعُوا كُتْبًا لأَهْلِ الدِّيْنِ
فَكَيْفَ بِالكَافِرِ بِالْجَحُودِ
فَالآنَ قَدْ أَكَبَّ كُلُّ العُلَمَا
وَكُتُبُ الإسْلامِ كَالْمِصْبَاحِ
وَاتْلُ كِتَابَ اللهِ كَيْمَا يَعْلَمُوا
¥