وفي المبحث الرابع، ’الآخر‘، عرضتُ لوجهة نظر الشاعر العزب عن ’المرأة‘ وكيف تطورت نظرته عبر دواوينه، فقد كان – في ديوانه الأول ’أبعاد غائمة‘ - ينظر للمرأة نظرة رومانسية، ثم أصبح ينظر إليها – في شعره - نظرة حسية واقعية مهاجمة مقتحمة. كما أوضحتُ موقفه من الحُكَّام، فكان موقفه دائماً سلبياً، فهو يراهم أفَّاقين ولصوصاً جوفاً باعوا أوطانهم، وأذلوا شعوبهم.
وأما الفصل الثاني، ’’اللغة الشعرية وإشكالية التأويل‘‘، فجاء في ثلاثة مباحث:
* المبحث الأول: (سيمياء العنوان) وعالجتُ فيه مفهوم العنوان ودوره في تأويل النص الشعري الحديث، وتحدثتُ عن العنونة الخارجية (عناوين الدواوين) عند الشاعر العزب مبيناً خصائصها، وعلاقتها بالعناوين الداخلية من ناحية، وبنية النص الشعري من ناحية أخرى. ثم تحدثتُ عن العنونة الداخلية (عناوين القصائد) وبنيتها النحوية وإيحاءاتها، وعلاقتها بالنص الأساس. وفي النهاية عرضتُ لأهم وظائف العنوان في شعر العزب.
* المبحث الثاني: (المفارقة) التي هي جزء من طبيعة الحياة كلها، وليس الشعر فحسب، وبينتُ أن المفارقة علامة القصيدة الجيدة، وأنه لا شعر بلا مفارقة، وأن قضايا ’المفارقة‘، موجودة في تراثنا النقدي والبلاغي حتى وإن غابت التسمية نفسها. وتحدثتُ عن أنواع من المفارقات: المفارقة اللفظية: عن طريق التضاد، والمدح بما يشبه الذم، والذم بما يشبه المدح، والسخرية، والإنكار. كما تحدثتُ عن مفارقة الموقف بأقسامها: المفارقة الرومانسية، والدرامية، والتصويرية.
* المبحث الثالث: (شعرية الانزياح) وبينتُ فيه أن ’الانزياح‘ أحد الركائز الهامة التي تنبني عليها اللغة الشعرية، فهناك الانزياح الإسنادي، والانزياح الدلالي، والانزياح التركيبي مع بيان أقسامها، وتوضيح دور كل منها في إبراز ملامح الخطاب الشعري العَزَبي وتأويله.
وفي الفصل الثالث، ’’الصورة الفنية .. التشكيل والتأويل‘‘، تحدثتُ – خلال مقدمة وأربعة مباحث - عن تشكيل الصورة الفنية وتأويلها. ففي المقدمة بيّنتُ مفهوم الصورة، وأهميتها، وصعوبات الاقتراب منها، وجهود القدماء والمحدثين في النهوض بها. وفي المبحث الأول: تعرضتُ لـ (الصورة بين الحقيقة والخيال) وبينتُ أن الصورة ليست مرادفة للخيال، بل من الممكن أن تنهض على الحقيقة، وهذا يتطلب جهداً أكبر من الشاعر لإبراز أفكاره وعواطفه. كما تحدثتُ عن (الصورة الخيالية) مبيناً دور الخيال في رسم الصورة الشعرية موضحاً دور الأنواع البلاغية ’التشبيه، والاستعارة، والكناية‘ في تأويل الصورة.
وفي المبحث الثاني: (الصورة والحواس) تحدثتُ عن علاقة الصورة بالحواس، وفصَّلتُ القول في الصور: البصرية، والسمعية، والشمية، واللمسية، والذوقية، واختتمت المبحث بالحديث عن تراسل الحواس.
وفي المبحث الثالث: (الصورة والرمز الشعري) بينتُ معنى الرمز، وفصَّلتُ الحديث عن رمزين أساسيين عند الشاعر محمد أحمد العزب، وهما (النهد – الليل)، ثم تحدثتُ عن استدعاء الشخصيات، وعن رمزية الألوان في شعر العزب، وبينتُ دورهما في رسم الصورة وتأويلها. وفي المبحث الرابع والأخير (الصورة الدرامية) بينتُ مفهوم الدراما ومظاهرها في شعر العزب (الحوار – الصراع – تعدد الأصوات – الغنادرامية – القناع)، ودور هذه المظاهر في تشكيل الصورة وتأويلها.
وفي الخاتمة عرضتُ أهم نتائج الدراسة، وتوصياتها. كما قدمتُ ببليوجرافيا بأهم المراجع عن موضوع الكتاب.
الخاتمة والنتائج والتوصيات
موضوع هذا الكتاب (الخطاب الشعري عند محمد أحمد العزب .. دراسة تأويلية) وهدفه استجلاء ملامح الخطاب الشعري عند الشاعر المصري المعاصر ’محمد أحمد العزب‘ من زاوية المنهج التأويلي للوقوف على ملامحه وخصوصياته، وفي سبيل ذلك اتبع الباحث مجموعة من الإجراءات النقدية التي سوف تتضح فيما يأتي.
ففي (التمهيد)، عرض الباحث لحياة وأعمال الشاعر ’محمد أحمد العزب‘ الذي ولد في المنصورة 1932م، وأصدر ثمانية دواوين شعرية (أبعاد غائمة - مسافر في التاريخ - أسألكم عن معنى الأشياء - عن التعامد والانحناء في فصول الزمن الميت - فوق سلاسلي .. أَكتبُني - تجليات شتى لامرأة ملأى بالفراشات - الخروج على سُلطة السائد (تنويعات غنادرامية) - أتمادى تحت سقف الكناية).
¥