تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

استولت عليها جميع الجيوش عبر التاريخ ودخلتها من جهة الشمال.

وهجرت النواة الأولى للمدينة بمرور الزمن وحلت محلها نواة رئيسة تقوم على تلال أخرى غير تلال الضهور (الطور) مثل مرتفع ساحة الحرم (موريا) في الشرق، ومرتفع صهيون في الجنوب الغربي "، ومع الأيام دخلت هذه المرتفعات داخل أسوار المدينة، وكان ذلك على يدي الأمبراطور الروماني ايليوس هدريانوس (117 - 138م) (16).

أما بالنسبة لاسم المدينة، فقد اعتمد الباحثون في هذا المقام على مواد العهد القديم، فقالوا بأن أسمها الأول كان "يبوس "، ثم صار أسمها "أورشليم " بصيغ متنوعة، ثم مدينة داود، وبعد ذلك ايليا، وبعد الفتح الإسلامي بزمن عرفت باسم القدس، أو بيت المقدس، ويضاف إلى هذا أن أسفار العهد القديم أطلقت عليها أسماء أخرى مثل: سالم، وهيروسوليما، وبيدرأرنان، وأريئيل، ومدينة قوية، وابنه صهيون، والمدينة الدموية، والمدينة المطلوبة غير المهجورة، ومدينة قوية، ومدينة الرب، والسيدة في البلدان، والعظيمة بين الأمم، ووادي الرؤيا، وسدوم، والبرج، وهاليا، والجريزا،، وأشار المسيحيون إليها أحياناً باسم "الضريح القدس "، واللاتين باسم ييروسوليما. (17) ومع أن اسم يبوس اسم عربي شامي، مازال معروفاً في أحواز دمشق (جديدة يابوس) من غير الممكن توثيق جميع هذه الأسماء التي وردت في أسفار العهد القديم، والذي يمكن اعتماده فقط أولاً اسم "القدس " ثم " ايليا " رسمياً فقط لبعض الوقت، والقاعدة التي اعتمدت في بلاد الشام حتى قدوم الأسكندر المقدوني، في إطلاق الأسماء على الأماكن، قد ارتبطت بطبيعة المكان جغرافياً أو طبيعياً، أو بوجود مكان مقدس (بيت) أو بمعركة من المعارك، ولم يستخدم الشاميون السابقة "أور" في أي مكان من بلادهم، واقتصر استخدام هذه السابقة على بلاد الرافدين، ومن هذا المنطلق من المرجح أن اسم " أورشليم" قد أطلق على المدينة المقدسة في أيام الحكم الأخميني في المائة الرابعة قبل الميلاد، وذلك مع ظهور مقاطعة "يهود"، واسم "يهود"، واسم أورشليم اسم رافدي بابلي، ظل رائجاً حتى مطلع العصر العباسي، حيث أنه عندما بنى أبو جعفر المنصور مدينته المدورة (بغداد) أطلق عليها اسم " دار السلام أي أورشليم.

والاسم القدس " هو الذي يمكن توثيقه لغوياً، وجغرافياً، وتاريخياً، وهذا الاسم مرتبط بالماء من حيث الجر، ومن حيث التخزين، وكما سلفت وأشرت إلى التشابه ما بين مكة المكرمة والقدس فهذا واضح لنا من حيث التشابه بالموقع الجبلي، وكذلك أصل الاسم ومعناه، فقد أشار القرآن الكريم إلى مكة باسم "بكة" في قوله تعالى (إن أول بين وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين) سورة آل عمران – الآية 96، والإشارة إلى بكة هي إشارة إلى بئر زمزم، ففي لبنان هناك بعلبك، وفي سورية ومصر اسم الفم " بق" ويقال للذي يطلب منه الكلام " بق الكلمة "، وبقين، نبع مشهور في ريف دمشق، يشرب الناس مياهه المعبأة في قوارير، وما برح العرب في كل مكان يصف كل واحد منهم الماء في حالة الفوران والغليان "الماء يبقبق". ومثل هذا كلمة "قدس " التي تضبط بـ" قادس – قادش وقدس " وفي سورية قدس أو قادس قرب حمص، واسم النبع الآن "عين التنور "، ونبع النهر الذي تشرب منه طرابلس الشام هو "قاديشا" وفي فلسطين "قادش برنيع" قرب بئر السبع، وإلى الشمال من صفد قرية اسمها "قدس"، وهناك "قادش" على الساحل الجنوبي الغربي لبحيرة طبرية، بالقرب من سمخ، (18) وفي جنوب لبنان قرية أسمها "قدس"، وإلى جانب دمشق بلدة "قدسيا" التي سميت كذلك لجر الماء إليها من نبع العراد، وفي الأندلس مدينة عريقة كان أسمها "قادس" في كورة اشبيلية، ذكر اقوت في معجم البلدان أن الماء كان يجلب إليها من نبع عذب في البحر، حيث بني فوقه بناء محكم ووثق بالرصاص، والحجارة الصلبة " وسيق الماء من هناك إلى المدينة، وفي العراق القادسية التي وقعت قربها المعركة المشهورة، وكذلك قديس، وكان أيضاً قرب دجيل بين حربي وسامراء قرية كبيرة أسمها قادسية (19)، وفي جنوب اليمن قدس، وعاصمة الصومال أسمها "مقديشو"، ويقال حتى الآن في سورية لدلاء الماء " قادوس " وفي المغرب الأقصى، القادوس مجرى الماء، وهناك قرب فاس "عين قادوس".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير