تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تنوير السند بتراجم العلماء الأجِلاَّء من آل سند.

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 11 - 06, 03:19 م]ـ

الشيخ عثمان بن سند الوائلي النجدي البصري:

(مؤرِّخُ الخليج العربي وعلاَّمة القطر العراقي)

الشيخ عثمان بن سند النجدي نسبةً، البصري مولداً، والوائلي نسباً، و المالكي مذهباً، ظاهرة موسوعيَّة نجدية من القرن الثالث عشر الهجري، بل لعلّه من العلماء القلائل الذين لا تتناسب شهرتهم الحاليَّة مع مكانتهم و آثارهم العلمية المرموقة.

و لعلَّ عِدَّةٌ من الاعتبارات و الظروف الخاصَّة و العامَّة ساعدت على غمط هذا العلَم الكثيرَ من سبقِهِ و تميُّزه العلمي.

نشأته:

هو العالم الجليل والأديب البارع العلامة بدر الدين عثمان بن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن سند بن راشد بن علي بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن حمد بن يعقوب بن حمد الرباعي العنزي الوائلي.

هاجر والده محمد السند من بلدة "حريملاء" بنجد إثر أحداثٍ وقعت في بلدته عام 1168 هـ إلى جزيرة "فيلكة" بالكويت لطلب الرزق، فولد له بِها المترجَم لهُ عام 1180هـ، ثم انتقلت أسرته بعد ذلك إلى الأحساء وهو في سن الصغَر.

طلبه للعلم:

طلب الشيخ عثمان العلم صغيراً على علماء الأحساء، فأخذ عن الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز الأحسائي، و "سيبويه" عصره الشيخ عبدالله البيتوشي الكردي الذي اختصَّ به.و ممَّن زامله في الطلب على الشيخ البيتوشي و غيره الشيخ عبدالله بن عثمان بن جامع، و الشيخ ناصر بن سليمان بن سحيم وغيرهما كثير.

و في عام 1204هـ انتقل للبصرة ـ و بالتحديد ناحية الزبير ـ للأخذ عن علمائها، فأخذ عن الشيخ محمد بن علي بن سلُّوم في علوم الهيئة و الفلك، و الشيخ محمد بن فيروز في الفقه، ثمَّ الشيخ ابراهيم بن جديد،و الشيخ عبدالله بن شارخ، و أخذ عن العالمين المشهورين علي بن محمد السويدي و زين العابدين المدني (جمل الليل) المحدِّث حين مرَّا بالبصرة.

و لمَّا حجَّ و جاور بمكَّة و المدينة المنوَّرة مُدَّة أخذ عن علماء الحرمين، و من يرِدُ إلى الديار المقدَّسة من العلماء.

و دخل عام 1214هـ بغداد حيث أكمل أخذه عن الشيخ السويدي، و أخذ عن الشيخ ابن سميكة، و الشيخ أحمد الحافظ، و الشيخ علي بن حسين بن كثير في علوم الحديث، و الشيخ أبي الحسن السندي، و الشيخ عبدالقادربن عبيدالله بن صبغة الله الحيدري، و أخيه الشيخ عبدالله، و الشيخ محمد أسعد الحيدري، و الشيخ محمد أمين، و الشيخ أحمد الحياني قاضي بغداد، و الشيخ خالد النقشبندي، ثمَّ صار يتردَّد على بغداد بين الحين و الحين للاستفادة من علمائها، و ارتحل بعد ذلك إلى الشام فأخذ عن علمائها.

و في عام 1232 هـ تمكَّن أحد الموظفين البارزين في بغداد و الذي كان من قبلُ مملوكاً من التمرُّد على والي بغداد و عزله، ومن ثمَّ تولِّي ولاية بغداد و اليصرة، و ما كان هذا الموظَّف إلاَّ زميلُه في الطلب على الشيخ "السويدي"، ذلك هو الشيخ العالم "داوود أفندي".

و أحدث "داوود" باشا نقلة حضاريَّة في العراق بِما ابتدع من تحديثٍ لآلات الحرب و معدَّاته، و من تطوير لشتَّى المرافق، حتَّى أنه أنشأ أول مطبعة باللغة العربية، و كان أوَّل ما نشره كتاب:" دوحة الوزراء" للكركوكي عام 1246هـ، ثمَّ ثنَّى بعد ذلك بكتاب الشيخ ابن سند الموسوم بـ: "مطالع السعود".

و في عام1334هـ وعَدَ ابنُ سند داودَ باشا أن يؤلِّف له تاريخا، إلاَّ أنَّ إقامة ابن سند في البصرة عطَّلت إخراج مثل هذا الكتاب.

ـ ثم إن الوجيه الكبير أحمد بن رزق طلب منه زيارة بلد "الزبارة" البلد المعروف في قطر، فاستأذن من الوالي داود فأذِن له في ذلك، فذهب فجعلهُ الصدرَ المقدَّم في بلده، و احتفى به احتفاءاً بالغاً، و اعتبر قدومه إليه زينةً لبلاده، و غنيمة في بساطه، و ألَّف له الشيخ عثمان كتابه المشهور (سبائك العسجد في أخبار أحمد بن رزق الأسعد)، و رغب منه دوام البقاء عنده، و لكنَّ الزبارة تضيق عن معلوماته، و تصغر في وجه نشاطه العلمي، فعاد الشيخ عثمان إلى بغداد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير