الناس مختلفين في أمر علي وعثمان، فسأل إبراهيم النخعي عن ذلك فقال: «ما
أنا بسبأي ولا مرجئ» [7].
* الشعبي عمر بن شراحيل الحميري اليمني المتوفى عام (103ه/721م)،
من رواة الأنساب والأخبار الثقات [8]. أخرج عنه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»
قال: «أول من كذب عبد الله بن سبأ» [9].
*سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني المتوفى عام
(106ه/721م)، كان أحد فقهاء التابعين، ثبتاً فاضلاً [10]، روى يعقوب بن
سفيان الفسوي في كتابه «المعرفة والتاريخ» قال: «قال أبو الوليد: سألني سالم
بن عبد الله بن عمر: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: بئس القوم بين
سبأي وحروري» [11].
* أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي المعمر المتوفى عام
(110ه/ 728م)، روى عن علي بن أبي طالب، قال فيه الحافظ الذهبي:
وبه ختم الصحابة في الدنيا [12]. أخرج ابن عساكر عنه قال: «رأيت المسيب
ابن نجبة أتى به ملببه، يعني ابن السوداء، وعلي على المنبر، فقال علي: ما
شأنه؟ فقال: يكذب على الله ورسوله [13].
* حُجيّة بن عدي الكندي أبو الزعراء الكوفي، روى عن علي وجابر وهو
من الطبقة الثالثة [14]. ذكر ابن عساكر عنه أنه رأى علياً على المنبر، وهو
يقول: من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله ورسوله يعني ابن
السوداء [15].
* أبو الجلاس الكوفي، روى عن علي بن أبي طالب، من الطبقة
الثالثة [16]. نقل ابن عساكر عنه قال: «سمعت علياً يقول لعبد الله بن سبأ:
ويلك! والله ما أفضي إليّ بشيء كتمته أحداً من الناس، ولقد سمعته يقول: إن
بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهم [17].
* قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى عام (117ه/735م)، من ثقات التابعين
وحفاظهم، روى عن أبي الطفيل وأنس بن مالك، كان آية في الحفظ
والرواية [18]. نقل الإمام الطبري في تفسير قوله: «وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية
] فأما الذين في قلوبهم زيغ ... [قال: إن لم يكونوا الحرورية والسبئية
فلا أدري» [19].
* أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي المتوفى عام (157ه/773م) [20]. نقل
الإمام الطبري عنه في «تاريخه» رواية يصف فيها أشراف أهل الكوفة لخصومهم
من أصحاب المختار بالسبئية [21].
ثانياً الموهوم لا يدفع المعلوم:
يقول المؤلف: «لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد
الله بن سبأ عند غير سيف بن عمر سوى رواية عند البلاذري» [22].
إن المصادر المتقدمة التي اطلع عليها د. الهلابي إذا كانت أغفلت موضوع
ابن سبأ والسبئية، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه شخصية خرافية، إذ إن عدم ذكرها
له لا يقوم دليلاً على الإنكار أو التشكيك، فهل استوعَبَت تلك المصادر كل أحداث
التاريخ الإسلامي حتى نقف وقفة المنكر أو المتشكك إذا لم تذكر شيئاً عن ابن سبأ؟!
وهل من شروط صحة الرواية التاريخية تضافر كل كتب التاريخ على ذكرها؟!
ثم هل نسي د. الهلابي أن المصادر القديمة ضاع كثير منها فأصبحت مفقودة أو في
حكم المفقود، حيث ضاع كثير من مؤلفات الزهري وابن إسحاق والواقدي
والمدائني وابن شبّه والأصمعي والهيثم بن عدي وعروة بن الزبير وغيرهم، إلا ما
استوعبته بعض المصنفات الموسوعية كتاريخ الطبري مثلاً؟
ومن هنا ينبغي الرجوع إلى الأمر المعلوم المحقق للخروج من الشبهات
والتوهمات، إذ إن الموهوم لا يدفع المعلوم، و المجهول لا يعارض المحقق
فشخصية ابن سبأ وجماعته حقيقة تاريخية يتفق عليها كثير من المصادر المتقدمة
غير البلاذري.
جاء ذكر السبئية على لسان أعشى همذان المتوفى عام (83ه/702م) وقد
هجى المختار وأنصاره من أهل الكوفة بقوله:
شهدت عليكم أنكم سبئية وأني بكم يا شرطة الكفر عارف [23]
وجاء ذكر السبئية في كتاب «الإرجاء» للحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى
عام (95ه/713م)، الذي أمر بقراءته على الناس وفيه: « ... ومن خصومة هذه
السبئية التي أدركنا، إذ يقولون هدينا لوحي ضل عنه الناس» [24].
وفي الطبقات لابن سعد المتوفى عام (230ه/844م) ورد ذكر معتقدات
السبئية وأفكار زعيمها، فعن عمرو بن الأصم قال: قيل للحسن بن علي: إن أناساً
من شيعة أبي الحسن علي عليه السلام يزعمون أنه دابة الأرض، وأنه سيبعث قبل
¥