تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 – حث الإسلام على ذلك .. يقول بعض الصحابة: " كنا نعلم أبناءنا الغزوة من غزوات النبي كما نعلمهم السورة من القرآن "، وانظر إلى أحاديث جابر بن عبد الله الأنصاري الطوال وهو يروي عن بعض غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ما رواه عنه في غزوة الأحزاب وغيرها، وحديث كعب بن مالك عن المخلفين عن غزوة تبوك وهو حديث طويل دخل ولا شك في باب القصص التاريخي في المقام الأول، حتى إن أول من جمع المغازي كانوا أبناء الصحابة من أمثال عروة بن الزبير وأبان بن عثمان بن عفان (9)، وسمح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتميم الداري بالجلوس مرة واحدة في الأسبوع في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليقص سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصصه وأخبار الأمم السابقة (10) ..

8 – السيرة النبوية قصص، وهي أسهل المواد دراسة واستيعابا، لطبيعة القصص من التشويق والتأثير وسهولة الفهم والثبات في النفس والذهن، ولذلك ركز القرآن الكريم على القصص: (نحن نقص عليك أحسن القصص) [يوسف:3]، ومن خلال قصص السيرة يتم إحاطة الدارس بكثير من علوم الإسلام ويتشرب معانيه دون كثير جهد وعناء ..

9 – تحقيق شدة التعلق بالرسالة نفسها وهي دين الإسلام الذي بذلت في سبيله هذه التضحيات الجسام التي تذخر بها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته أجمعين .. إن دراسة هذه السلسلة المتصلة من العطاء الدائم الذي لا ينقطع والتضحيات الضخمة والجهاد المرير يلقي في قلوب الدارسين قيمة الكنز الذي بين أيديهم فيتمسكون به ..

10 – دراسة السيرة جزء من دراسة التاريخ، وتكمن أهمية دراسة التاريخ في أن:

أ – التاريخ يعيد نفسه، ومشكلات الإنسان تكاد تكون متكررة لا تتغير على وجه الحقيقة، ويجب حلها في ضوء ما تم حلها به سابقا .. (لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)

ب – التاريخ ذاكرة الشعوب ومن يفقد ذاكرته فلا حاضر ولا مستقبل له ..

ج - تعميق هوية وأصالة الأمة والشعوب والحفاظ على التراث ..

د – يعتبر للتاريخ أهمية خاصة في الأمم صاحبة الرسالة المستمرة المتصلة، لأنه يعينها على فهم طبيعة الرسالة، والثقة في إمكانية تحقيقها على أرض الواقع كما تحققت في عهود سابقة .. والإسلام على وجه الخصوص والتحديد قد ردم الفجوة بين النظرية والتطبيق، فما ظهرت نظرية من النظريات على وجه الأرض إلا وحدث بينها وبين التطبيق الواقعي فجوة طبيعية لاستحالة تطبيق النصوص تطبيقا كاملا على أرض الواقع، إلا دين الإسلام ونصوصه لأنه من لدن حكيم خبير يعلم من خلق، وليس هناك شاهدا على إمكانية تطبيق النصوص تطبيقا واقعيا كاملا خير من السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي في عصور الالتزام بالمنهج ..

هـ – اهتمام القرآن الكريم اهتماما بالغا بتاريخ الأمم والشعوب السابقة وتركيزه على معنى الوحدة البشرية منذ بدء خلق الإنسان .. ومطالبته لنا بأخذ الدروس والعبر من التاريخ (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) [الروم:9].

و – تقديم تعريف واقعي للمسلم المعاصر في عالم اليوم على أنه إنسان له تاريخ .. إنك لا تستطيع أن تتقدم إلى مؤسسة أو شركة محترمة لشغل وظيفة مرموقة دون تقديم شهادات الخبرة السابقة والسيرة الذاتية، والمسلم اليوم إذا أراد تقديم نفسه للعالم فلابد أن يقدم نفسه على اعتبار أنه إنسان له تاريخ حضاري مجيد يعينه على استشراف دوره في حاضر العالم ومستقبله ..

ثانيا: ضوابط دراسة السيرة النبوية:

غير أن دراسة السيرة النبوية المطهرة على أهميتها القصوى يجب أن تنضبط بضوابط منهجية حتى لا تتحول إلى نوع من اللهو أو العبث أو التسلية دون تحقيق الأهداف المنهجية المرجوة من دراستها، وأهم هذه الضوابط:

1 - ضابط التوثيق على المنهج الإسلامي في حفظ وتوثيق الحديث الشريف، ويعتبر أهم هذه الضوابط ويتعلق بالكتب والدراسات القديمة – على وجه الخصوص - لتنقية هذه الكتب من الخرافات والإسرائيليات والوضعيات .. وهذا يتحقق بالتنقيح في ضوء منهج علوم الحديث، ولعل هذا الضابط قد توفر تماما في الدراسات الحديثة للسيرة النبوية ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير