تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن عباس: [ما خَلَقَ اللهُ وما ذرَأ وما برَأ نفساً أكرمَ على اللهِ من محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وما سمعتُ الله أقسمَ بحياةِ أحدٍ غيرِه، قال الله تعالى ذكره: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)].

أخرجه الطبري (14/ 91 - 92 - ط. دار هجر) عن المثنى بن إبراهيم، عن مسلم بن إبراهيم، عن سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس به.

قلت: هذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان:

الأولى: عمرو بن مالك، وهو النكري؛ قال ابن حبان في "المجروحين" - في ترجمة ابنه يحيى بن عمرو -: [كان منكر الرواية عن أبيه، ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه أو من أبيه أو منهما معا، ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الاتضاح، بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات والوجود من الاشياء المعضلات، فيكون هو وأبوه جميعا متروكين من غير أن يطلق وضعها على أحدهما ولا يقربهما من ذلك لأن هذا شيء قريب من الشبهة]، وذكره ابن حبان أيضاً في الثقات!!

الثانية: المثنى بن إبراهيم؛ لم أجد له ترجمة.

وقد وجدتُ طريقاً آخر لهذا الحديث، أخرجه الحارث بن أبي أسامة - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 227/5746) - عن عبد العزيز بن أبان، عن سعيد بن زيد به.

قلت: هذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه عبد العزيز بن أبان؛ قال الحافظ في "تقريب التهذيب": [متروك، وكذبه ابن معين وغيره].

ثم وجدت للحديث طريقاً ثالثاً، أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 487) أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي، حدثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأنا سألته، قال: حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد الضبعي، عن سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، قال: قال ابن عباس: ((ما خلق الله خلقا أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله عز وجل أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون وحياتك إنهم لفي سكرتهم يعمهون)).

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ في علتان:

الأولى: عمرو بن مالك النكري.

الثانية: شيخ البيهقي؛ لم أجد له ترجمة.

وقد وردت أسانيد أخرى إلى عمرو بن مالك، ولكن متنها مختصر جداً، وبالإضافة إلى ذلك لم يصح أيضاً إسناد واحد إلى عمرو بن مالك

[خلاصة البحث]: أن هذا الأثر ضعيف بمجموع طرقه؛ لضعف عمرو بن مالك، ولم يصح أيضاً أي إسناد إلى عمرو بن مالك؛ بل تحتوى جميع الطرق على المجاهيل أو المتروكين.

ومعذرة على الإطالة لكنها فوائد يذكرها الشيخ، وأعلقُ عليها، لكي يستفيد الجميع منها.

وإكمالاً للفائدة:

قال القاضي عياض في "الشفا": [اتفق أهل التفسير في هذا أنه قسم من الله جل جلاله بمدة حياة محمد صلى الله عليه وسلم]، ثم قال: [وهذه نهاية التعظيم، وغاية البر والتشريف].

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 09 - 06, 07:45 ص]ـ

تابع

[فوائد الدرس الأول] (11/ربيع الثاني/1424):

الفائدة رقم (3):

تابع: [بيان قَدْر ومكانة النبي عند الربِّ العليّ]:

2 - لم يقسمِ اللهُ لنبيٍّ من أنبيائه بصفة الرسالة إلا للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)}.

وقال النَّقَّاش - كما في "تفسير القرطبي" (15/ 5) -: [لم يقسم الله تعالى لأحدٍ من أنبيائه بالرسالة في كتابه إلا لَهُ].

3 - أقسم الله تعالى (بالضحى والليل إذا سجى) ليُبَيّن مكانة نبيه وتعظيمه إياه.

قال القاضي عياض في "الشفا": [تضمنت هذه السورة من كرامة الله تعالى له، وتنويهه به، وتعظيمه إياه ستة وجوه].

وذكر أيضاً القاضي عياض الآيات الأخرى التي فيها القسم من الله ليبين مكانة النبي، مثل (والنجم)، و (والقلم وما يسطرون)، وغيرها من الآيات، فراجع كلام القاضي فإنه مفيد.

ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 04:26 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء

في انتظار البقية ...

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 02:53 ص]ـ

تابع

[فوائد الدرس الأول] (11/ربيع الثاني/1424هـ):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير