وهذا عمر يعزل الولاة لمجرد أن قيل في أحدهم شيئا يسيرا ولو كان غير صحيح فما بالك بأمر عظيم وشنيع مثل هذا
سئل الإمام أحمد بن حنبل: عن عمر بن سعد بن أبي وقاص قال: لا ينبغي أن يحدِّث عنه، قلت: مَن هو؟، قال: أخو عامر بن سعد وأخو مصعب بن سعد،
قلت: لِمَ، قال: لأنه صاحب الجيوش وصاحب الدماء ().
قال ابن عبد البر (): ((إنما نسب قتل الحسين إلى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين، ووعدَه أن يوليَه الري إن ظفر بالحسين وقتله؛ وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم من مضر واليمن)).
قال ابن كثير: ((فكلُّ مسلم ينبغي له أن يحزنه هذا الذي وقع من قتله ـ رضي الله عنه ـ؛ فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضلُ بناته، وقد كان عابدًا، شجاعًا، سخيًّا؛ ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنّع ورياء)) ().
وقال أحمد بن حنبل: ((يزيد بن معاوية فعل بالمدينة ما فعل))، قلت - يعني الراوي -: وما فعل؟، قال: قتل بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفعل، وما فعل، قال: نهبها، قلت: فيذكر عنه الحديث؟، قال: لا يذكر عنه الحديث، ولا ينبغي لأحد أن يكتب عنه حديثًا)) ().
وعن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي قال: كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي يصلِّي معنا الفجر، ثم يقعد حتى يصبح، ثم يصلِّي، ثم يقول: اللهم إنك شريف تحب الشرف، وإن لتعلم أني شريف فاغفر لي، قال: قلت: كيف يغفرُ الله لك وقد خرجت إلى ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعنتَ على قتله؟!،
قال: ويحك فكيف نصنعُ؟، إن إمراؤنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم ولو خالفناهم كنا شرًّا من هذه الحمر السقاءات)) ().
قال الذهبي: ((إن هذا لعذر قبيح؛ فإنما الطاعة في المعروف)).
وقال: ((ليس بأهلٍ للرواية فإنه أحد قتلة الحسين ـ رضي الله عنه ـ، وقد قتله أعوان المختار)) ().
والله المستعان
وللحديث بقية
قال ابن كثير رحمه الله:
قلت الناس في يزيد بن معاوية أقسام فمنهم من يحبه ويتولاه وهم طائفة من أهل الشام من النواصب
وأما الروافض فيشنعون عليه ويفترون عليه أشياء كثيرة ليست فيه ويتهمه كثير منهم بالزندقة ولم يكن كذلك
وطائفة أخرى لا يحبونه ولا يسبونه لما يعلمون من أنه لم يكن زنديقا كما تقوله الرافضة ولما وقع في زمانه من الحوادث الفظيعة والأمور المستنكرة البشعة الشنيعة فمن أنكرها قتل الحسين بن علي بكربلاء
ولكن لم يكن ذلك من علم منه ولعله لم يرض به ولم يسؤه وذلك من الأمور المنكرة جدا ووقعة الحرة كانت من الأمور القبيحة بالمدينة النبوية
وللحديث بقية
من أخطاء ابن العربي المالكي في كتابه العواصم تضعيفه لأثر عائشة رضي الله عنها
قال رحمه الله:
وأما الذي ذكرتم من الشهادة على ماء الحواب فقد بؤتم في ذكرها باعظم حوب ما كان قط شيء مما ذكرتم ولا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الحديث ولا جرى ذلك الكلام ولا شهد احد
بشهادتهم وقد كتبت شهاداتكم بهذا الباطل وسوف تسألون
قال الشيخ عبدالله:وإنكار أبو بكر لكلاب الحوأب ليس فيه تأول الأحد بحق ولا باطل، فهو خارج عن موضع النقاش.
ثم هو لم ينفرد بإنكاره، فقد أنكره إمام أهل الحديث في زمانه يحي بن سعيد القطان، وطعن به في راويه قيس ابن حازم.
قال الذهبي:
" قيس بن أبي حازم أبو عبد الله البجلي تابعي كبير فاتته الصحبة بليال سمع أبا بكر وعمر وعنه بيان بن بشر وإسماعيل بن أبي خالد وخلق وثقوه وقال بن المديني عن يحيى بن سعيد منكر الحديث ثم ذكر له حديث كلاب الحوأب مات 98 ع "
الكاشف ج 2 ص 138
قال أبو حاتم: وحديث كلاب الحوأب من أصح الأحاديث وأحسنها وأجودها ولا يطعن فيه طاعن
وهو على شرط البخاري ومسلم وقد أخرج الحديث:أحمد في المسند ووغيره بهذا الإسناد
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة قالت لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس 24812
مسند الإمام أحمد 6/ 97
وأخرجه أيضاً إسحاق عن جرير وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وغيرهم وله شاهد من حديث ابن طاوس عن أبيه مرسلا يرويه عبد الرزاق وغيره
وقد جاوز قيس بن أبي حازم القنطرة ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه وحديث محتج به في دوواين الإسلام وله في الصحيح أكثر من أربعين جديثاً فتضعيف ابن العربي في غير محله ولم يذكر وجهة نظر حديثية وجيهة وتبرير الأخ الشنقيطي غير صحيح وعليه أن ينتقد ابن العربي بدلاً من الدفاع عنه \
ومن يطعن في هذا الإسناد كمن يطعن في حديث مالك عن نافع عن ابن عمر
أو حماد عن أيوب عن ابن سيرين أو سفيان عن منصور عن النخعي
قال ابن حجر: ومراد القطان بالمنكر الفرد المطلق وقال الذهبي: اجمعوا على ا الاحتجاج به ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه كذا قال
ولا ننكر فائدة كتاب العواصم ففيه فوائد كثيرة معروفة للقاصي والداني والله أعلم
¥