تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعد أن انتهت الصلاة جلست إلى الرجل أبصره بخطأ ما قال وأن رسول الله ? لم يقل هذا، ويستحيل أن يقوله، لأن الله سبحانه وتعالى يقول " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " () فكتمان رسول الله ? شيئا من الرسالة يعنى أنه عصى ربه وخان الأمانة … وقلت كلاما كثيرا فى توضيح هذا المعنى. ولكن الرجل الذى لا يعرف إلا ما يمليه عليه شيخه – فى الطريقة – وهو على شاكلته جادلنى بقوله: أليس من الحكمة أن نخاطب الناس على قدر عقولهم؟ قلت: بلى، ولكن خطاب البشر شئ وإبلاغ الوحى شئ آخر، وقد كان رسول الله ? يدرك هذا، ولذا قال: من يرد الله به خيرا يفقه فى الدين ()، وقال " فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " () وعبثا حاولت، والرجل السليب العقل ماض فى غيه.

الأمر الثانى: أن الدكتور مؤنس يحرص على أن يدخل على العامة أن كل فقهائنا سلطويون، وأن " الفكر السياسى الإسلامى كله انحصر فى موضوع الخلافة الملكية من يستحقها ومن لا يستحقها، وكيف يستطيع الخليفة الملك أن يكون رؤفا رحيما برعيته، وما الذى يصلح السلطان وما الذى يفسده، وما إلى ذلك من المباحث الفرعية البعيدة جدا عن طبيعة أمة الإسلام وغايتها " () " إنما غايتنا – واللفظ له – أن نبين للناس أهمية هذا الصحيفة، فهى بعد القرآن الكريم وبقية الأحاديث النبوية، تعطينا خطا جديدا واضحا فى الفكر السياسى الإسلامى الأصيل، بعيداً عما أدخل عليه، وأقحم فيه من آراء جاهلية، وأفكار غير إسلامية انحرفت بمسار الفكر السياسى عندنا انحرافا لم يجعل منه فكرا سياسيا أصيلا، إنما هو مواعظ وأمانى وتقسيمات وتقنينات هالكة لا يتحصل منها شئ، نجدها فى كتب الأحكام السلطانية، ومواعظ الملوك، ومرايا الأمراء، التى يسميها بعض الناس بالفكر السياسى الإسلامى ظلما وعدوانا " ().

أما السر فى إصرار الفقهاء على وجوب الخلافة، وهى فى النهاية – كما يقول – ملك دينى، وظيفته تنفيذ أحكام الشرع فلأن " الفقهاء هم الذين ينفذون أحكام الشريعة، ومعنى هذا فى النهاية أن الخلافة كلها فى خدمة الفقهاء، وهذا هو لباب الفكر السياسى للفقهاء جميعا، فما دام الحاكم يؤيدهم ويعطيهم درجاتهم ومراتبهم فهو عندهم حاكم مقبول، وطاعته واجبة، حتى لو كان فاسقا، قاتلا، وسفاكا " ().

هذا للأسف ما كتبه المؤرخ على أساس من البحث والاستقراء المزعومين، فيا ترى ماذا سيكتب من يبنى على أساس الحدس والتخمين ()؟ وهل يليق بمؤسسات الدولة أن تتكفل بأموال الدولة نشر أفكار وئدت منذ قرابة المائة سنة، ومن كثرة تمحيصها والرد عليها يكاد صاحبها – الشيخ على عبد الرازق – يعدم كل مترحم عليه؟.

وهل من قبيل التنوير نفى المتيقن، والواقع التاريخى، وتشويه تراث الأمة وأعلامها؟

وهل يتصور بعد حملة الاجتثاث هذه أن يكون لدى الأجيال القارئة لهذا الافتراء ولاء لأى شئ، وأى شخص؟ اللهم أهد قومى فإنهم لا يعلمون.

أخوانى: هذا ما وقفت عليه من أدوات القراءة التاريخية التى يتسلح بها الرجل، وهى تكشف عن غايته، فأحزموا أمركم. والسلام.

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 12 - 06, 02:29 م]ـ

أنا أورد من اهتم بالكتابة في تاريخ الاندلس، و ابراز الحضارة الأندلسية،أمَّا منهج حسين مؤنس فتغريبي واضح و مكشوف، و له ولعٌ بالثقافة الفرنسية.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير