والمشوهون للتاريخ والمزورون والملفقون والذين يرمون الناس بالبهتان والكذب والتزوير والتلفيق) وعند الله تجتمع الخصوم
رحم الله العلامة النسابة المؤرخ/ شعيباً الدوسري وأسكنه فسيح جنته آمين
أخي لؤي
يا ليت تذكر لنا نبذة مختصرة عن الشيخ شعيب الدوسري
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - 10 - 08, 04:16 م]ـ
الموضوع قُتل بحثاً في الألوكة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13467
وقد قلتُ هناك:
قرأت الكتاب وعندي منه نسختان، وتأكد لي أنه كتاب مزوَّر قبل سنين غير بعيدة (حوالي سنة 1400 هجرية)، وهو مطبوع ومصفوف آلياً بحروف الطباعة المعاصرة، وأسلوبه وعبارته مطابقة لأسلوب الجرائد المعاصرة، كتسمية الإقليم (منطقة!!)، وطريقة ترتيب الكتاب هي طريقة المعاصرين، كوضع اسم المترجم له متوسطاً في أعلى الصفحة ووضع تاريخ ميلاده ووفاته في سطر آخر مفصولاً بينهما بشرطة. وكتابة الحواشي بأرقام مسلسلة كما نفعل نحن اليوم في (المايكروسوفت وورد!!). ويكتب الحوار بين الرجلين كما في حوار المسرحيات المطبوعة!! ومع ذلك وضعوا عليه تاريخ الطباعة سنة 1365 هجرية، ونسبوه إلى رجل لم يُعرف بالتصنيف، بل زعموا أن هناك طبعة سابقة على هذا التاريخ!
وقد صُنِّفت عشرات التواريخ لجزيرة العرب من عام 1365 إلى عام 1400، ولا يُعرف أن أحداً من مصنِّفيها ـ وهم أئمة هذا الفن ـ وقف على هذا الكتاب المزعوم أنه مطبوع سنة 1365!!
ولم يَرُقْ ذلك للقائلين بصحة الكتاب، ولا سيما الأخ صقر بن حسن، ودخلتُ معه في مناظرة ظويلة، ولم يستطع الإجابة على شيء من الاعتراضات الموجَّهة إلى الكتاب.
ولعلك تلاحظ مما كُتب ههنا وما كُتب هناك: أن المدافعين عن الكتاب يلجأون إلى تغيير الموضوع، من مناقشة مضمون الكتاب إلى مناقشة تعليقات المعلقين على الكتاب. وأنهم يقولون بلسان الحال أو المقال: إن الدولة السعودية بلغ بها الحقد على عسير أن جنَّدت هؤلاء المرتزقة وأجبرتهم على نقض الكتاب!!
وإن كنتَ ممن يطلب الحق فأنقل لك لك من هناك مثالاً من مئات الأمثلة على تزييف الكتاب، وهو من عندي لم أقلِّد فيه أحداً، ولعلك تطلب من الطرف الآخر أن يجيب عليه:
ترجم مزوِّر الكتاب لسعيد بن عائض رحمه الله، فذكر أنه عاد من الأسر قبل سنة 1297 (الموافقة لسنة 1879)، وقال قصيدته النونية الطويلة بعد عودته، ومات بمكة سنة 1317 (الموافقة لسنة 1899). فتأمل هداك الله قوله في تلك القصيدة:
هُبُّوا انظرو كيف ألقى (الغرب) أخيته (؟) * شَرْكاً يشيد به في الأرض صهيونا
أتركُ الكلام على الركاكة والأخطاء اللغوية والضرورات الشعرية في هذا البيت (علماً بأنها سِمَة جميع الكتاب نثرِه وشعره، وأن فيها دلالة ظاهرة على أن الناظم والمصنِّف واحد!!)، وأتركُ لوائح الانتحال الأخرى التي تلوح على القصيدة وسائر قصائد الكتاب!! كما أتجاوزُ استخدام الناظم لكلمة (الغرب) بمعنى النصارى (وهو استخدام صحفي معاصر مترجم عن الإفرنج، كما قال روديارد كبلينغ (الشرق شرق والغرب غرب)، ولا يُتصوَّر أن يقول هذه الكلمة بهذا المعنى رجلٌ من جزيرة العرب في القرن الثالث عشر الهجري). والشاهد على أي حال هو تحذيره لقومه من شروع (الغرب) بتشييد الدولة الصهيونية على الأرض! وقوله (هُبُّوا) معناه أن المشروع الصهيوني خرج من الفكرة إلى التطبيق ويحتاج إلى هبَّة لمقاومته.
السؤال هو: هل خرج المشروع الصهيوني من الفكرة إلى التطبيق، وبلغ مبلغاً من الخطورة، وصارت كلمة (صهيون) شعاراً عليه بحيث يدرك أهل عسير وغيرهم معناه لأول وهلة، واستطار خبر ذلك في عسير قبل وفاة سعيد بن عائض في سنة 1899؟!
يعلم شُداة التاريخ أن المؤتمر الصهيوني الأول عُقد في بازل سنة 1897، وكانت قراراته سريَّة بطبيعة الحال، وكتب هرتزل رسالته إلى السلطان عبدالحميد في 17 يونية سنة 1901، وكان الكتاب سرِّياً بطبيعة الحال. ولم يأبه الناس لهذا المشروع آنذاك، لأن الدولة العثمانية كانت لا تزال على حال من القوة والسيطرة على الأمور، ولأن بريطانيا كانت حليفاً لها رسمياً ضد الروس.
¥