تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال د/ حميتو:" وقد اختلف في بقاء الغنة في النون والتنوين عند الإظهار، والذي ذهب إليه أبو عمرو الداني وغيره بقاء الغنة قال في "الاقتصاد": وإذا أظهرا كان مخرجهما من طرف اللسان مع صوت من الأنف" ().

وقال ابن أبي السداد في "شرح التيسير": "وحقيقة الإظهار إنما تحصل بأن يلصق طرف اللسان في مقدم الفم، ولا بد معها من جريان صوت الغنة في الأنف" ().

وعموم قول أبي عمرو في "المنبهة" يدل على ما قاله في "الاقتصاد" و"ذهب إليه ابن أبي السداد، قال في ذلك: "واعلم هداك الهل أن الغنة صوت من الأنف فكن ذا فطنة

إلى أن قال: والنون في النطق له صوتان ... صوت من الأنف وصوت ثان

مخرجه من داخل الخيشوم ... وهو الذي يفضي إلى الحلقوم

ومراد أبي عمرو بقوله: "إن الغنة من صفة النون "أنها داخلة في بنيتها التركيبية إذ لا تفارقها مظهرة ولا مدغمة.

وقال مكي في "الرعاية" في حديثه عن النون: "وهي متوسطة القوة، وفيها إذا سكنت غنة تخرج من الخياشيم، فذلك مما يزيد في قوتها، والخفيفة منها مخرجها من الخياشيم من غير مخرج المتحركة" ().

وقال أبو الفضل بن المجراد: "وكان الشيخ أبو القاسم ـ يعني الشاطبي ـ يقتضي أن لاغنة مع الإظهار لأنه قال في باب مخارج الحروف:

وغنة تنوين ونون وميم إن ... سكن ولا إظهار في الأنف يجتلي"

فاشترط أن تكون تلك الأحرف سواكن، وأن تكون غير مظهرات، هذا مقتضى كلام الفاسي وأبي شامة ومن تبعهما من شراحها في ذلك، وهو أيضا ظاهر كلام مكي في "التنبيه" "حيث قال:

" فأما النون في نفسها والتنوين إذا أدغمتهما فيما بعدهما فإنهما يصيران من مخرج الحرف الذي أدغما فيه لأنهما ينقلبان حرفا مثله، فأما إذا أظهرتهما فإن مخرجهما في حال الإظهار خاصة من مخرج النون المتحركة، وذلك من طرف اللسان بينه وبين فوق الثنايا العليا ومخرج النون الساكنة والتنوين في حال الإخفاء من الخياشيم لا غير ".

قال ابن المجراد:

"فجعل مخرج النون والتنوين في حال الإظهار من طرف اللسان خاصة، فيظهر منه أن لا مخرج لهما في الخيشوم، وهو خلاف ما ذكر في "الكشف"كما نقلنا ().

"والصحيح ما قاله الشاطبي ومن وافقه، وقد نقل ذلك أبو شامة نصا عن الداني رحمه الله عند كلامه على بيت الشاطبي المذكور" ().

قلت: "إشارة ابن المجراد إلى ما نقله أبو شامة عند البيت المذكور للشاطبي حيث قال:

"وقوله" إن سكن ولا إظهار": بيان للحالة التي تصحب الغنة لهذه الأحرف، لأن هذه الحروف ليست لازمة للغنة لا تنفك عنها ()، فقال: شرطها أن يكن سواكن، وأن يكن مخفيات أو مدغمات، إلا في موضع نصوا على الإدغام فيه يعبر عنه أو اختلف في ذلك على ما مضى شرحه في باب أحكام النون الساكنة والتنوين.

"فإن كن مظهرات أو متحركات فلا غنة .. ثم قال:

"قال الشيخ أبو عمرو في شرح هذه الغنة المسماة بالنون الخفيفه: هذه النون التي مر ذكرها، فإن ذلك من الفم، وهذه من الخيشوم- قال: وشرط هذه أن يكون بعدها حرف الفم ليصح إخفاؤها، فإن كان بعدها حرف من حروف الحلق أو كانت آخر الكلام وجب أن تكون الأولى ()، فإذا قلت "عنك" و"منك" فمخرج هذه النون من الخيشوم، وليست تلك النون في التخفيف ()، فإذا قلت "من خلق" و"من أبوك" فهذه هي النون التي مخرجها من الفم، وكذلك إذا قلت "أعلن" وشبهه مما يكون آخر الكلام وجب أن تكون هي الأولى أيضا" ().)) ا. هـ

قال ابن الجزري في التمهيد:" وقد ذكر بعض القراء في كتبهم أن الغنة باقية فيهما، وذكر شيخ الداني، فارس بن أحمد، في مصنف له أن الغنة ساقطة منهما إذا أظهرا، وهو مذهب النحاة، وبه صرحوا في كتبهم، وبه قرأت على كل شيوخي ما عدا قراءة يزيد والمسيبي.))

وعلق محمد مكي نصر علي هذا الخلاف قائلا:

قال المرعشي: ويمكن أن يكون النزاع لفظيا، لأن من قال ببقائها أراد عدم انفكاك أصل الغنة عن النون ولو تنوينا، ومن قال بسقوطها أراد عدم ظهورها)) ا. هـ نهاية القول المفيد صـ158

اختلفوا في سبب الإظهار.

قال بعضهم: الإظهار هو الأصل، لأن الأصل لا سبب له، وذكر في تنبيه الغافلين عند حديثه عن الإظهار قال: و الإظهار هو الأصل.

وقال بعضهم سبب الإظهار التباعد في المخرج، قال المالقي:" وأما الإظهار فلبعد المخرج. "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير