تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: والذين ذكروا بُعد المخرج فلربما من باب تميم الفائدة، حيث إنهم وجدوا لكل حكم سببا وعلة، فمن هنا ذكروا سببا للإظهار. وإلا فالأحرف علي أصلها والإظهار أصل، ويشكل أيضا غنة الخاء والغين عند أبي جعفر عند من قال بالبعد رغم ما تأولوه من قربهما من أقصي اللسان، وأطلق بعضهم التقارب النسبي.قال الضباع في الإضاءة:" والإظهار هو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب والإدغام فرعه لاحتياجه إليه كما سيأتي.

والله أعلم

يتبع بإذن الله

ـ[عمر فولي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:19 م]ـ

الإدغام:

تعريف الإدغام: لغة الإدخال

اصطلاحا: قال د/ الجنابى " صاحب الدراسات اللغوية ": ". ولعل أول من عرّف الإدغام تعريفا يجمع بين وضوح الفكرة ودقة الصياغة " أبو بكر بن مجاهد " حيث قال: " الإدغام تقريب الحرف من الحرف إذا قرب مخرجه في مخارج اللسان كراهية أن يعمل اللسان في حرف واحد مرتين فيثقل عليه " ا. هـ صـ 46

حروف الإدغام: ستة أحرف (النون والميم والياء والواو والراء واللام)

اختلفوا في عدد الأحرف: -

ذهبت طائفة: إلي أنّ أحرف الإدغام خمسة أحرف وأخرجوا (النون) ...... قال الداني ـ في جامع البيان ـ: (والحال الثانية ـ أي بعد حال الإظهار ـ: أن يكونا مدغمين بإجماع، وذلك عند خمسة أحرف يجمعها قولك " لم يرو " اللام والراء والميم والياء والواو إذا كانت النون معهن من كلمتين لا غير .. ثم قال أبو عمرو: تدغم النون الساكنة والتنوين في ستة أحرف فيزيدون النون ... وزعم بعضهم أن مجاهد جمع الستة الأحرف في كلمة " يرملون " وذلك غير صحيح ... ثم قال أبو عمرو: إذ لا معني لذكرها معهن، لأنها إذا أتت ساكنة ولقيت مثلها لم يكن بدًّ من إدغامها فيها صورة وكذلك التنوين كسائر المثلين إذا التقيا وسكن الأول منهما ... هذا مما لا خلاف فيه بين علمائنا من القراء والنحويين، ولو صح أن ابن مجاهد جمع كلمة " يرملون " الستة أحرف لكان إنما جمع منها النون وما يدغم فيه، سمعت أبا الحسن بن سليمان المقرئ يقول ذلك.) صـ293/ 294

قال المالقي في الدر النثير:" القسم الأول: المتفق علي الإدغام فيه ستة أحرف ... يجمعها علي هذا الترتيب قولك: نمل روي. صـ444

وقال آخرون مجموعة في كلمة " يرملون " كما قال ابن مجاهد وأنكرها الداني.

وهذا خلاف لفظي لأن الكل يقول بغنة النون مع النون سواء كان من باب الإدغام أم من باب المثلين الصغير

1. النون مع النون:

(من نّعمة ــ من نّبي)

اختلفوا هل الغنة في حالة الإدغام غنة الحرف الأول أم الثاني وهو المعبر عنهما بالكامل و الناقص ــ أم الغنة بينهما؟؟

ذهب جماعة من القراء إلي أن الغنة المسموعة غنة النون الأولي ـ فيكون إدغاما ناقصا ــ، وذهب آخرون إلي أن الغنة المسموعة غنة النون الثانية ـ فيكون إدغاما كاملا.

قال مكي في الرعاية:" إنهما يدغمان في النون والميم مع إظهار الغنة في نفس الحرف الأول فيكون ذلك إدغاما غير مستكمل التشديد لبقاء بعض الحرف غير مدغم وهو الغنة "صـ128 وقال ابن كيسان وغيره بكلام مكي

وقال أبو شامة: وأما عند النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل واحد من المدغم والمدغم فيه غنة وإذا ذهبت إحداهما بالإدغام بقيت الأخرى .. "صـ201

قال المرصفي:" ... اتفق أهل الأداء على أن الغنة الظاهرة في حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء غنة المدغم وهو النون الساكنة والتنوين. وفي حالة إدغامها في النون غنة المدغم فيه وهو النون من ينمو. " ا. هـ

أقول: وقول المرصفي: وفي حالة إدغامها في النون غنة المدغم فيه وهو النون من ينمو. " فيه نظر لأنهم لم يتفقوا في هذه الحالة حيث ذهب فريق إلي أنه غنة النون الأولي وذهب الجمهور بأنها غنة الثانية. ومع كل فالخلاف لفظي لا يترتب عليه شئ من الجهة العملية.

والجمهور علي القول الثاني ـ إدغام كامل ـ وكذا في رسم المصحف وضعوا الشدة علي الحرف الثاني .. أفادني به الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ وهذا إجماع من وضعوا التشكيل في المصحف.

وهناك قول ثالث في أن الغنة تكون بين الحرفين ولم يلق هذا القول اهتماما، قال ا. د غانم قدوري:" وذكر مكي في كتابه الكشف فقال:" لكن الغنة ظاهرة مع اللفظ بالمشدد لا في نفس الحرف الأول كأنها بين الحرفين المدغمين " ا. هـ1/ 164

وأشار ابن الباذش في " الإقناع " فقال:" إن الغنة بين الحرفين وليست في نفس الحرف الأول " 1/ 253

ويمكن أن يكون هذا الكلام السابق قولا ثالثا في المسألة وقد علل د/ غانم قدوري لهذه الفكرة قائلا: " ولم تنل هذه الفكرة عند علماء التجويد إلا قليلا من الاهتمام، على الرغم من أن بعضهم نص على أن الغنة الظاهر عند إدغام النون فى الواو والياء هى غنة النون، لكن ذلك لم يكن في معرض الحديث عن الفكرة التي ذكر سيبويه. قال عبد الوهاب القرطبى " فالغنة تقدر باقية من النون، وإن كانت قد انقلبت واوا أو ياء. ومثله (أحطت) و (فرطت) 9 فإن الطاء تدغم بإبقاء شائبة منها مع أنها تنقلب تاء، والإطباق لها للتاء.

وقال السمرقندى " وهذه الغنة التى بقيت مع الواو والياء غنة النون التنوين، إذ لا غنة للواو والياء أصلا " وكان الدانى قد قال قولا عاما فى الغنة، وهو " إذ غير ممكن أن تكون منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنة فيه، لأنها مما تختص به النون والميم لا غير " الدراسات الصوتية صـ372

هذا القول وإن صلح في الواو والياء ولكنها غير صالحة في النون والميم بسبب الإدغام المحض والغنة الخارجة غنة أحدهما وارجع لقول أبي شامة السابق.

يتبع بإذن الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير