تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[09 - 05 - 09, 02:19 ص]ـ

النون الساكنة والتنوين مع الميم:

اختلفوا إذا أدغمنا النون في الميم هل ندغمها بغنة أم بغيرها؟؟

ذهب جمهور أهل الأداء إلي أن الغنة باقية في هذه الحالة ـ أي إدغام بغنة عند ملاقاتهما للميم.

قال الداني: " ... فأما ما رواه محمد بن يونس عن ابن غالب عن الأعشى، وما رواه الحسن بن داود عن محمد بن لاحق عن سليم من إدغام الغنة وإذهابها عند الميم، فلا يصغي إليه إذ لا يطوع لسان به في الفطرة لطاقته مع خروجه مما انعقد عليه إجماع القراء والنحويين." انظر جامع البيان للداني صـ 299/ 300

واختلفوا أيضا في الغنة نفسها هل هي غنة النون أم الميم؟؟

قال الداني في جامع البيان: ومذهب أبي الحسن بن كيسان أن الغنة الظاهرة مع الإدغام هي غنة النون والتنوين لا غنة الميم، لأنه إنما أجاز إدغامهما فيها من أجلها، فلم يكن ليذهب ما أوجب الإدغام، وتابعه ابن مجاهد علي ذلك .. ثم ذكر علة ابن مجاهد:لأن الميم غنة من الأنف ومن أجل الغنة أدغمت النون في الميم، لأنها أختها فلا يقدر أحد أن يأتي ب"عمّن" بغير غنة لقلة غنة الميم يعني المنقلبة .. (ثم رجح الداني مذهب الجمهور بأنها غنة الميم) " صـ 298

قال ابن الجزري في التمهيد:" واختلف أهل الأداء في الغنة التي تظهر مع إدغام التنوين والنون في الميم، هل هي غنتهما أو غنته؟ فذهب ابن كيسان وموافقوه إلى أنها غنة النون. وذهب الداني وغيره إلى أنها غنة الميم. وبه أقول، لأن النون قد زال لفظها بالقلب، وصار مخرجهما من مخرج الميم، فالغنة له. " صـ 105

وقال صاحب هداية القاري:" واختلفوا في حالة إدغامهما في الميم فذهب بعضهم إلى أنها غنة المدغم وذهب آخرون إلى أنها غنة المدغم فيه وهو الميم لا غنة النون وهذا هو الصحيح المعول عليه وبه قال الجمهور وذلك لأن النون الساكنة والتنوين حالة إدغامهما في الميم انقلبا إلى لفظها وهذا واضح بأدنى تأمل عند النطق بنحو {مِّن مَّالِ ?للَّهِ} {مَثَلاً مَّا} والله أعلم."ا. هـ

والخلاف في ذلك لفظي ويترتب عليه خلاف في التسمية فقط، فمن قال هي غنة الأولي عنده الإدغام ناقص، والقائل بأنها الثانية عنده الإدغام كامل.

قال السمنودي: (ذَا نَاقِصٌ إِنْ يَبْقَ وَصْفُ المُدْغَمِ ** وَكَامِلٌ إِنْ يُمْحَ ذَا فَلْيُعْلَمِ)

النون الساكنة والتنوين مع النون من باب المثلين الصغير، والنون الساكنة والتنوين مع الميم من باب المتجانسين الصغير، والتجانس من جهة الصفة وليست من جهة المخرج لأنه صفاتهما واحدة قال الضباع:" المتجانسان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا واختلفا صفة أو العكس " الإضاءة في أصول القراءة. والله أعلم

اتفقوا في إظهار النون الساكنة مع الميم في كلمة مثل:" شاة زنْما " ولا مثال لها في القرآن. وكذا لا مثال للتنوين قبل النون والميم في كلمة، لأن التنوين لا يكون إلا آخرا.

فائدة:

قال المرصفي:" الأول: يستثنى من الإدغام بالغنة إدغام النون الساكنة في الواو في قوله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ ?لْحَكِيمِ}. {ن? وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} عند من أظهر النون فيهما ومنهم حفص عاصم خلافاً للقاعدة السابقة ووفاقاً للرواية كما أنه استثنى من قاعدة اجتماع المدغم فيه في كلمة واحدة النون مع الميم من هجاء "طَسَمَ" فاتحة الشعراء والقصص فأدغمها كل القراء إلا حمزة وأبا جعفر فأظهراها خلافاً للقاعدة ووفاقاً للرواية كذلك." ا. هـ

.

النون مع الياء والواو:

اتفقوا في إدغامهما من كلمتين، واتفقوا أيضا في إظهارها من كلمة مثل:" صنوان ـ قنوان ـ بنيان ـ دنيا " ولا خامس لهما في القرآن مع مراعاة تصريفات بنيان

وهذا بخلاف الحكم في الحروف المقطعة مثل (يس والقرآن، ن والقلم) وهذه تعد أحرفا وليست كلمات، وألحق البعض هذه الأحرف المقطعة في أحكام النون الساكنة والتنوين كما سنري ـ إن شاء الله ـ

.قال المالقي في الدر النثير والعذب النمير .. " "واعلم أنه لا خلاف في إظهار النون المتصلة بالياء والواو في كلمة، وكان ينبغي للحافظ أن يذكره في "التيسير" كما ذكره في غيره، ولا خلاف في إدغام ما عداها من سائر الأمثلة المذكورة وما أشبهها بعد النون المنفصلة والتنوين"أ. هـ.

وقال أبو وكيل في التحفة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير