تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عنه ـ:" ... وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .. " إذن المقصود أن هناك من ينطقونها إخفاء مثل الأحرف الخمسة عشر، وهناك من يفرق بين حكم القلب والميم الساكنة بعدها باء، وهناك من يجعلهما شيئا واحدا.

إذن هناك خلاف قديم في طريقة أداء حكم القلب، ولا يمكن أن نقول: إن الخلاف لفظي لقول ابن الباذش نقلا عن والده:" وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .. " فإذا كنتم تقولون بأن غنة الميم مع الباء بغير كز، فكيف تكون غنة القلب؟؟ مع العلم بأن والد ابن الباذش غاير بينهما. وهذا ما قاله أ. د/ جبل في كتابه " تحقيات في التلقي والأداء " حيث قال:" والذي أراه أن المجافاة بين الشفتين تصلح في الميم المنقلبة عن نون، لأنها محافظة علي أصل الحرف ونحمل عليه تخصيصا ما كان يتمسك به الشيخ عامر عثمان من ضرورة المجافاة بين الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الباء وذلك في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة ولم يقل أحد بذلك فلنوجه إله قول ابن الباذش " ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون " صـ76

وقال ا. د عبد الصبور شاهين في كتابه "علم الأصوات " عند حديثة عن القلب:" الرابع: الإقلاب وهو مع حرف واحد الباء، وحينئذ تخفي مع النطق بما يقرب الميم، أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " صـ124

وقوله: "تخفي مع النطق بما يقرب الميم " فيه دلالة علي الفرجة ومع إقراره أيضا للوجه الآخر ـ قلبها ميما ـ كما ذكر في النص" أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " وفيها أيضا الرد علي قول د/ جبل: في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة .. " بل هي قريبة من الميم ولم تفقد الميم نطقها، ولا هي كالنون المخفاة.

فيدل ذلك أن المجافاة بين الشفتين قول قديم في الإقلاب كما سبق في قول ابن الباذش تبعا لوالده وكذا الفراء والسعيدي كما يفهم من قولهم، ولتعقيب والد ابن الباذش عليهما، ووافقهم في القلب دون الإخفاء الشفوي أي أنها تقلب ميما ولكن غنتها لا تكون مثل غنة الميم عند الباء وهو ظاهر جلي، وهذه نصوص قديمة لا يمكن ردها إلا بكلفة وتعسف وقد نهينا عنهما في شرعنا.

وذهب آخرون إلي حمل الميم علي النون وقالوا بعدم الفرق بينهما في الغنة وهي تؤدي بانطباق الشفتين ... وعند الحديث عن إخفاء الميم عند الباء سنتحدث عن أدلة الفريقين في إخفاء الميم.

يتبع بإذن الله

ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[21 - 04 - 10, 04:32 م]ـ

الإخفاء

لغة: الستر

اصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة

حروفه مجموعة في أوائل هذه الكلمات:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ... دم طيبا زد في تقي ضع ظالما

اختلفوا في أحرف الإخفاء:

ذهب جمهور القراء إلي أنها خمسة عشر حرفا وذهب الإمام أبو جعفر إلي أنها سبعة عشر حرفا بإضافة الغين والخاء إلي أحرف الإخفاء ـ وقد سبق الكلام في حكم الإظهار ـ

اختلفوا في كيفية أداء غنة الإخفاء في النون الساكنة والتنوين مع حروف الإخفاء.

قال بعضهم: إنها تخرج من الأنف فقط ولا عمل للسان ـ أخذا بظاهر أقوال القدامي ـ ... وقال بعضهم: إن معتمد اللسان في الفم عند النطق بالنون المخفاة ينتقل إلي مخرج الحرف الذي بعده. ولننظر في أدلة الفريقين:

قال د/ غانم قدوري بعد أن ذكر أقوال القراء في الإخفاء: إنه لا عمل للسان .. قال:" وقول علماء التجويد: إن النون المخفاة لا عمل للسان فيها لا يوضح بدرجة كافية وضع اللسان أثناء النطق بها. إلا أن عبد الوهاب القرطبي أماط اللثام عن ذلك الجانب الخفي من كلام علماء التجويد ... ثم نقل قوله قائلا:" ... ومعني خفائها ما قدمنا من اتصال النون بمخارج هذه ةالحروف واستتارها بها وزوالها ةعن طرف اللسان وخروج الصوت من الأنف من غير معالجة بالفم، ولذلك إذا لفظ بها اللافظ وسد أنفه بان الاختلال فيها، ولو تكلف متكلف إظهارها وأخرجها من الفم لأمكن ولكن بعلاج وهذا يبين بالمحنة .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير