وقد ذكر النويري في شرح الطيبة في الفصل الخامس " فيما ينبغي للمقرئ أن يفعله " بعدما تحدث عن بعض الآداب قال:" ... وأن يصون عينيه حال الإقراء عن تفريق نظرهما من غير حاجة، ويديه عن العبث إلا أن يشير للقارئ إلي المد والوصل والوقف وغيره مما مضي عليه السلف .. " صـ29 وفي هذا النص دلالة علي استخدامهم لليد في تحديد المقادير في المد وغيره كما سبق.
قلت: وهذا الذي يقولونه ناتج عن فراغ علمي. والله أعلم
سؤال:هل هناك مساواة بين مقدار الغنة والمد؟
الجواب: لا، قد يظن البعض أن زمن الحركتين فى الغنة تعادل زمن الحركتين فى المد، بل أقول: إن حركتي المد الطبيعي شئ وأربعة المتصل شئ آخر، فإن قرأت " قاال " بألفين بعد القاف مثلا هل يستغرقا نفس زمن المد المتصل بأربع حركات؟ بالطبع لا، وجربها بنفسك لتعلم الفرق، وكذلك مقدار الغنة حركتين وشبهها ابن الجزرى بحروف المد من باب التقريب وإلا فلم نجد من قرأ ب (قال) مثلا يستغرق نفس زمن من غن (إنّ) وأيضا من يقرأ بالحدر غنته لا يمكن أن تكون بنفس المقدار إن قرأ بالترتيل مثلا، وكذا المد نفس حكم ما سبق، فيتضح لك أن إطلاقهم الحركتين وما ترتب عليه من باب التقريب، وهذا واضح وإليك نصوص الأئمة: قال الداني في التيسير في المدود " وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر " وقال المالقى فى شرح التيسير " ومذاهب القراء في ذلك لابد أن تكون موافقة كما عليه كلام العرب الذي نزل القرآن به فمن مذهبه الأخذ بالصبر والتمكين فإنه يزيد في المد، ومن مذهبه الحدر والإسراع فإنه يمد بتلك النسبة، ومن توسط فعلى حسب ذلك وحينئذ يتناسب المد والتحريك، ولو أن المسرع بالحركات أطال المد والممكن للحركات قصر المد، لأدى ذلك إلى تشتت اللفظ وتنافر الحروف. والله أعلم " ا. هـ الدر النثير 317
وقال ابن الجزرى في النشر "قال: قال في كفايته: .... ويتفاوت تقدير المد فيما بينهم والمشافهة تبين ذلك " ا. هـ وقال في موضع آخر " ..... يستوي في معرفة ذلك أكثر الناس ويشترط في ضبطه غالبهم وتحكم المشافهة حقيقته، ويبين الأداء كيفيته، ولا يكاد تخفى معرفته على أحد وهو الذي استقر عليه رأى المحققين من أئمتنا قديما وحديثا ... ثم قال وبه كان يأخذ الشاطبى ولذلك لم يذكر فى قصيدته في الضربين تفاوتا ولا نبه عليه بل جعل ذلك مما تحكمه المشافهة في الأداء .... ثم نقل عن القصاع:" وهذا الذي ينبغي أن يؤخذ به ولا يكاد يتحقق غيره، أي المشافهة في المدود ــ ثم قال ابن الجزرى:" وهو الذي أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه " ا. هـ 333
يتبع بإذن الله
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[22 - 04 - 10, 01:23 ص]ـ
((أحكام الميم الساكنة))
أحكام الميم الساكنة كما هو معلوم ثلاثة:
الميم الساكنة:
إما أن تكون ميما أصلية مثل " أم من " أو ميم جمع " أنفسكم "
للميم الساكنة أحكام ثلاثة: الإدغام – الإخفاء – الإظهار
الإدغام:
تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل (الم – المص – المر) أو في كلمتين مثل (كم من فئة –لكم ما كسبتم)
الإخفاء:
تخفى الميم الساكنة إذا وليها حرف الباء مثل (ءامنتم به – ترميهم بحجارة)
الإظهار:
تظهر الميم الساكنة عند بقية الأحرف ماعدا (الميم – الباء – الألف)
والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
الإظهار:
وقد سبق في حكم الإظهار هل في النون الساكنة والتنوين في حالة الإظهار غنة أم لا؟؟ وكذا الميم يقال فيها ما قيل في النون الساكنة والتنوين. فارجع إليه
اختلفوا في أحرف الإظهار:
ذهب جمهور القراء إلي أن أحرف الإظهار هي جميع الحروف ما عدا ((الميم – الباء – الألف) والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ـ يعني الحركة للتخلص من الساكنين ـ.)
وذهب آخرون إلي استثناء (الواو والفاء مع الباء) من الإظهار. وعند الحديث عن الإخفاء سنتحدث عمن قالوا بهذا القول.
الإدغام:
اتفقوا علي إدغام الميم الساكنة إذا وليها " ميم " سواء كانت الميم أصلية مثل " أم من " أو ميم جمع " أنفسكم ".
قال ابن مجاهد في كتاب " السبعة ":" إدغام المتماثلين
واعلم أن الحرف إذا كان ساكنا ولقيه مثله متحركا لم يكن إلا إدغام الأول في الثاني لا يجوز إلا ذلك مثل قوله يدرككم الموت النساء 78 و إذ ذهب الأنبياء 87 و أن اضرب بعصاك الأعراف 160 وما أشبه ذلك " ا. هـ
قال أبو عمرو في "إيجاز البيان ": "ولا خلاف بين القراء والعرب في إدغام الأول من الحرفين المتماثلين إذا التقيا وقد سكن الأول منهما، وسواء كانا من كلمة أو كلمتين، وسواء كان سكون الأول أصليا أو كان عارضا لجازم أو غيره، وذلك من أجل ازدحامهما في المخرج، فامتنع اللسان من أن يطوع ببيانه لعدم الحركة التي تزعجه وتنقله من موضع إلى آخر" ().
واختلفوا في تسميتها:
ذهب فريق إلي تسمية هذا الإدغام ـ أي الميم مع الميم ـ إلي أنه إدغام مثلين صغير. وذهب بعضهم إلي أنه من أحكام الميم الساكنة، انظر قول الداني في النون الساكنة والتنوين
وقال آخرون إنه إدغام ناقص .. لأن الغنة غنة الحرف الأول ـ كما سبق في النون الساكنة والتنوين ـ انظر قول مكي وموافقيه
وقال آخرون إنه إدغام كامل .. لأن الغنة غنة الحرف الثاني ـ كما سبق في النون الساكنة والتنوين ـ وعليه العمل انظر قول ابن الجزري وموافقيه
الإخفاء:
ذهب جمهور العلماء إلي أن الميم الساكنة تخفي عند الباء، وذهب آخرون إلي إظهارها عند الباء ـ بدون غنة ـ، وذهب آخرون إلي أن الإخفاء عند الفاء والواو والباء.
ينبع بإذن الله
¥