3 - إنّما ذكر الله عزّ وجلّ الزّوجات للأزواج، لأنّ الزّوج هو الطّالب والرّاغب في المرأة، بدليل أنّ الله خصّ الرّجل بخطبة المرأة، وخصّ المرأة فتوعّدها إن امتنعت من إجابة زوجها دون الرّجل، فلذلك ذكرت الزّوجات للرّجال في الجنّة وسكت عن الأزواج للنساء، ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهنّ أزواج .. بل لهنّ أزواج من بني آدم.
وهذه حالات المرأة في الدّنيا ولكلّ حالة ما يقابلها في الجنّة:
1 - أمّا المرأة الّتي ماتت قبل أن تتزوّج، والمرأة المطلّقة، والّتي حُرِمَ زوجها الجنّة لكفره، فهؤلاء يزوجهنّ الله عزّ وجلّ في الجنّة من رجل من أهل الدّنيا لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((مَا فِي الجَنَّةِ أَعْزَبُ) [أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عته].
2 - وأمّا المرأة الّتي ماتت بعد زواجها، أو مات عنها زوجها، فبقيت بعده لم تتزوج حتّى ماتت، فهي في الجنّة لزوجها.
3 - وأمّا المرأة الّتي مات عنها زوجها، فتزوّجت بعده، فإنّها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا، لقوله صلّى الله عليه وسلّم ((المَرْأَةُ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا)) ["سلسلة الأحاديث الصّحيحة" للألباني]. ولقول حذيفة رضي الله عته لامرأته: (إِنْ شِئْتِ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الجَنَّةِ فَلاَ تَتَزَوَّجِي بَعْدِي، فَإِنَّ المَرْأَةَ فِي الجَنَّةِ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الدُّنْيَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَ اللهُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنْ يُنكَحْنَ بَعْدَهُ لِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الجَنَّةِ).
والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم.
[1] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=515&Itemid=13#_ednref1)/ ورواه الحاكم أبو عبد الله في "صحيحه"، وقال الذّهبي على شرط البخاري، وصحّحه الشّيخ الألباني لغيره.
[2] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=515&Itemid=13#_ednref2)/ قال الحافظ رحمه الله: "ومراد ابن مسعود رضي الله عته أنّه إن كان هناك نسخ فالمتأخر هو النّاسخ، وإلاّ فالتّحقيق أن لا نسخ هناك، بل عموم آية البقرة مخصوص بآية الطّلاق. وقد أخرج أبو داود وابن أبي حاتم من طريق مسروق قال: بلغ ابنَ مسعود رضي الله عته أنّ عليًّا رضي الله عته يقول: (تعتدّ آخر الأجلين) فقال: من شاء لاعنته أنّ الّتي في النّساء القصرى أنزلت بعد سورة البقرة، ثمّ قرأ: {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}.اهـ
ـ[مهدي أبو عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 05 - 09, 08:59 م]ـ
فوائد من الآية الأولى لسورة النّساء (2)
[/ URL] (http://www.manareldjazair.com/index2.php?option=com_*******&task=view&id=590&pop=1&page=0&Itemid=13) بقلم: أبي جابر عبد الحليم توميات
الفوائد المنتقاة من شرح المفردات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّي أدعو إخواني القرّاء في هذه الحلقة إلى الوقوف أمام ألفاظ الآية واشتقاقها، ولن نُعدم إن شاء الله من ذلك بعض الفوائد، وتقييد بعض الشّرائد، والله الموفّق لا إله إلاّ هو.
[ U] الكلمة الأولى: (النّاس) من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النّاسُ}.
فالنّاس جمع إنسان، ويقال للمرأة أيضا "إنسان" ولا يقال "إنسانة" والعامّة تقوله.
و (الأُناس) لغةٌ في النّاس، قال سيبويه: " والأصل في النّاس الأناس مخفّفا، فجعلوا الألف واللاّم عوضا من الهمزة " اهـ. ونظير ذلك لفظ الجلالة (الله) فإنّ أصله (إله) لمّا دخلت عليه (اَل) خفّفوا فحذفوا الهمزة.
ولفظة (الإنس) و (الإنسان) مأخوذة إمّا:
أ) من الأُنس خلاف الوحشة، ومن كلامهم: إذا جاء اللّيل استأنس كلّ وحشيّ، واستوحش كلّ إنسيّ، وفي الحديث: ((أَنَّهُ صلّى الله عليه وسلّم نَهَى عَنِ الحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ))، وجارية آنسة: طيّبة الحديث. لذلك أطلقوا في عصرنا هذا اسم (الآنسة) على كلّ امرأة بكر، فتراهم يدعون إلى التحرّر! في ألفاظهم.
¥