تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكلمة الرّابعة: (رجالا).

أصل الكلمة: الشدّة والصّلابة مع الاستقامة.

فإنّ العرب تقول: هذه أرض رجلاء: أي صلبة كثيرة الحجارة.

وتطلق اللّفظ أيضا على ما فيه استواء وتمام، ومنه سمّي المُشط مِرْجَلا، لأنّه يُسوّي الشّعر ويقِيمه، ومنه الحديث الّذي رواه التّرمذي وأبو داود والنّسائي وأحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قَالَ: ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم عَنْ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا)).

وكذلك أطلقوا على القدر مرجل، لأنّه يستوي فيه الطّعام.

الفائدة: فانظر -رحمني الله وإيّاك- إلى أصل الكلمة ثمّ انظر إلى صنفين من الذّكور!:

1 - صنف لاَنَ حتَّى تخنّث، فلا هو مذكّر ولا مؤنّث، فتراه نسي أصل تسميته، وعلّة تكرمته، فالحذر كلّ الحذر أيّها الآباء والأمّهات من أن ينشأ الولد مع الإناث، ويتنعّم بالفاخر من اللّباس والأثاث، فإنّها أوّل خطوات الابتعاد عن الرّجولة، وبداية الانحلال عن عُرى المروءة والفحولة.

أمّا الأنثى فالشّيء من معدِنه لا يُستغرب، فما سمّيت الأنثى بذلك إلاّ لأنّ اللّفظ يدلّ على ذلك، تقول العرب: سيف أنيث، أي: ليّن.

وعليه، فأيّما امرأة ترجّلت فقد خالفت الشّرع والأدب، ونقضت معنى الكلمة عند العرب.

2 - صنفٌ نسي أنّ أصل معنى الرّجل: الاستواء والاستقامة، فتراه صبيّا يتقمّط في حجر اللّعب واللّهو، والطّيش والزّهو، متشبّثا بسفاسف الأمور غافلا عن معاليها، بعيدا عن خلال المروءة جاهلا بمعانيها، فاللهمّ سلّم سلّم.

الكلمة الخامسة: (نساء).

النّسوة-بالكسر والضمّ-والنّساء والنِّسوان والنُّسوان: اسم جمع لـ: (امرأة) لأنّه من غير لفظه، كما يقال: ذلك وجمعه: أولئك.

قال ابن سيده: " والنّساء جمع نسوة إذا كثرن ".

وأصل الكلمة من نسأ ينسأ: إمّا بمعنى الزّيادة، أو التّأخير كما هو معلوم، وجنس النِّساء زائد على الأصل، ومتأخّر عن الرّجال في الخلق كما تدلّ عليه الآية، والله أعلم وأعزّ وأكرم.

ـ[مهدي أبو عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 05 - 09, 09:01 م]ـ

فوائد من الآية الأولى لسورة النّساء (2)

[/ URL] (http://www.manareldjazair.com/index2.php?option=com_*******&task=view&id=590&pop=1&page=0&Itemid=13) بقلم: أبي جابر عبد الحليم توميات

الفوائد المنتقاة من شرح المفردات

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّي أدعو إخواني القرّاء في هذه الحلقة إلى الوقوف أمام ألفاظ الآية واشتقاقها، ولن نُعدم إن شاء الله من ذلك بعض الفوائد، وتقييد بعض الشّرائد، والله الموفّق لا إله إلاّ هو.

[ U] الكلمة الأولى: (النّاس) من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النّاسُ}.

فالنّاس جمع إنسان، ويقال للمرأة أيضا "إنسان" ولا يقال "إنسانة" والعامّة تقوله.

و (الأُناس) لغةٌ في النّاس، قال سيبويه: " والأصل في النّاس الأناس مخفّفا، فجعلوا الألف واللاّم عوضا من الهمزة " اهـ. ونظير ذلك لفظ الجلالة (الله) فإنّ أصله (إله) لمّا دخلت عليه (اَل) خفّفوا فحذفوا الهمزة.

ولفظة (الإنس) و (الإنسان) مأخوذة إمّا:

أ) من الأُنس خلاف الوحشة، ومن كلامهم: إذا جاء اللّيل استأنس كلّ وحشيّ، واستوحش كلّ إنسيّ، وفي الحديث: ((أَنَّهُ صلّى الله عليه وسلّم نَهَى عَنِ الحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ) وجارية آنسة: طيّبة الحديث. لذلك أطلقوا في عصرنا هذا اسم (الآنسة) على كلّ امرأة بكر، فتراهم يدعون إلى التحرّر! في ألفاظهم.

ب) أو من استأنست وآنست بمعنى أبصرت وأحسست به، وفي التّنزيل العزيز: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً} [القصص: من الآية 29]، يعني أبصرْتُ نارا. وقال تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النّساء: من الآية 6]، أي: أحسستم وعلمتم. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النّور: من الآية 27]، أي: تعلموا.

ومن ثمّ قيل للإنس إنس لأنّهم يؤنَسون، أي: يُبصرون، كما قيل للجنّ (جنّ) لأنّهم لا يؤنسون، أي لا يبصرون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير