ب- مُجاز: وهو الطالب الذي يقرأُ أمام الشيخ ويتلقى منه القرآن.
ج- مُجازٌ به: وهو القرآن العظيم الذي هو كلام الله تعالى المنزل على رسول الله ? باللسان العربي، للإعجاز بأقصر سورة منه، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس.
د- سَنَدٌ: وهمُ الرجال الذين نقلوا لنا القرآن العظيم مشافهةً، كل واحد منهم قرأ على شيخه، وهكذا إلى رسول الله ?، عن الأمين جبريل، عن رب العالمين -تبارك وتعالى- منتهى السلسلة في القراءة. (انظر هل التجويد واجب).
وشهادة معهد القراءات لا ينطق عليها الكلام السابق، ودراسة معهد القراءات -وغيرها من الدراسات النظامية- لا تخفى على إخواننا في مصر (حتى لو كانت قديما أقوى وأفضل من الآن).
3 - لا بد وأن نفرق إخواني الكرام بين شيئين:
1) التعليم أو الإقراء الأكاديمي.
2) الإجازة بالسند المتصل إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم-
فالأول: عند كثير من الناس، فهل كل مَن يعلم القرآن في الحلقات والمساجد وغير ذلك مجاز في القرآن؟
أما الثاني: فله شروط وضوابط وأركان، يعلمها المهتمون في علم الأسانيد والإجازات.
أقول هذا: لأن الشيخ مدكور قد يكون درس في علم القراءات بمعهد القراءات، فلا نمنعه من تعليم الناس، أما أن يقرئ القرآن ختمة كاملة أو بعض القرآن ويجيز بالسند المتصل إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم- فهذا يحتاج أن يكون لديه إجازة مكتوبة من شيخه ومع الإجازة سلسلة رجال السند إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم-.
وكنت قد سألت الشيخ مدكور عن إجازته من الضباع أو عامر عثمان في المكالمة الأولى فقال يا ابني الأمر ما يحتاج لإجازة، أنا درست عليهم، وهم فطاحل العلماء؟ فأسأل إخواني المتقنين والدارسين والمختصين، هل هذا يبيح للشيخ مدكور أن يجيز بالسند المتصل إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالقراءات؟.
أما قول أخي وحبيبي وصديقي الشيخ عبد الحكيم فولي – يحفظه الله-:
(أما قضية الأسانيد فكانوا قديما لا يهتمون بمسألة الورق وغيره، وهناك كثرة من القدامي أجيزوا ولم يأخذوا شيئا مكتوبا).
فأقول: أكثر المشهورين من القدامى يا شيخ عبد الحكيم أجيزوا بالإجازة المكتوبة لأنهم يعلموا قيمة هذه الإجازة، وإلا فكيف ينص عليها العلماء في كتبهم، فعندك مثلًا:
1 - إجازة ابن الجزري لبعض طلابة، وهي مخطوطة.
2 - إجازة رضوان المخللاتي لتلميذه محمد بن علي البدوي.
3 - إجازة أحمد البقري بالسبعة لتلميذه الكزبري.
4 - إجازة حسن بن خلف الحسيني لمحمد بن على بن خلف الحسيني في القراءات.
5 - إجازة الشيخ محمود فايز الدير عطاني لبكري الطرابيشي.
6 - إجازة محمد سليم الحلواني لبكري الطرابيشي.
7 - إجازة محمد عبد الرحمن الخليجي ونفيسة بنت أبي العلا لمحمد عبد الحميد السكندري.
8 - إجازة الفاضلي علي أبو ليلة لجميع طلابه.
9 - إجازة الضباع نفسه لجميع طلابه وهي مختومة، كما في إجازته لعبد العزيز عيون السود وغيره.
10 - إجازة الزيات لطلابه القدامى؛ كحسنين جبريل والمرصفي وغيرهما.
وهناك الكثير والكثير.
أما عن عدم اهتمام بعض المشايخ بطلب الإجازة المكتوبة من شيوخهم، فهذا لجهل البعض، وإلا فما المانع من طلبة الإجازة إذا كان الطالب متقنا، ولقد وردت لنا إجازات وأسانيد أقدم من زمن الضباع وغيره، كابن الجزري وغيره، وأحمد البقريّ.
فلا بد إذن للشيخ كي يجيز أن يكون معه إجازة شفوية أو مكتوبة، والشفوية لا يعتمد عليها في القرآن في هذا الزمان لكثرة ما نرى من الكذب والتدليس عند البعض.
وقد أعجبني قول الشيخ الفاضل طه محمد عبد الرحمن – يحفظه الله – عندما قال:
(و بالنسبة لما ذكرت من الأسانيد و قضية الورق فأقول نعم من حق الشيخ إذا كان متقنا للقراءات أن يعلمها غيره هذا لا خلاف فيه أما أن يجيز بها بالسند المتصل و هو لم يجز به فهذا لم يقل به أحد فيما أعلم فجل معلمي القرآن في العالم الإسلامي غالبهم لا يحمل إجازة و لكنه يعلم غيره كما تعلم هو و لا يجيز بالسند المتصل إلا من أجيز به من شيخه).
¥