تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيًّا: سلمنا أن الطالب لا يدري أن شيخه يأخذ مالا، ثم لما ختم فوجئ بذلك ماذا يعمل الطالب.

أقول: يحاول – أولًا- أن يقول للشيخ ما رأيكم فضيلة الشيخ في القراءة، هل رأيتم مني الأهلية والإتقان؟ فإن قال الشيخ: نعم، يقول الطالب: إذًا أجزني إجازة شفوية أني قرأت عليكم القراءات، فإذا أجازه الشيخ بالإجازة الشفوية، ودون أن يأخذ السند المكتوب منه، فلا شيء عليه، ويجوز له أن يجيز بعد ذلك بالسند المتصل [مع التحفظ لما سيحصل من الشيخ إذا علم ذلك].

وقد ذكر الشيخ عبد الحكيم قصة واقعية عندما قال:

وهناك حكاية حدثت أمامي، أخ صديق لي متقن قرأ علي أحد شيوخي فغالي الشيخ في ثمن السند.

فما كان من الطالب إلا أن أعرض عن السند .. ثم بعد ذلك ذهب للشيخ بورقة واحدة كتب فيها أنه ختم علي الشيخ وأجازه الشيخ بالإقراء ثم ختم الورقة من الشيخ .. وقال له الشيخ: الورقة أوافقك عليها، أما السند فلا.

ففي هذا الموقف: ماذا يكون حال الأخ؟ ثم هل له أن يكتب سندا لطلبته؟ أم يقتصر علي الورقة؟ وما الفرق بين الورقة والسند والشهادة له مشافهة؟؟.

أقول: يأخذ الطالب الورقة ويكون بذلك مجازًا- إن شاء الله-، فهذا شيء آخر غير الإجازة الشفوية، والله المستعان.

...

قولكم: ألا يعتبر إقرار الطالب على قراءته إجازة من الشيخ له على ما سمعه منه، بمعنى أنا مثلا قرأت على الشيخ عبد الحكيم الفاتحة والبقرة وووو إلى أن وصلت إلى سورة التوبة ألا يعد ما قرأته على الشيخ وأقرني عليه وصحح لي ما أخطأت فيه إجازة من الشيخ في هذه السور التي قرأتها عليه؟؟؟.

أقول:

1 - ليست إجازة من الشيخ إلا إذا قال: أجزتك بما قرأت، أو كتب له ورقة.

2 - إذا لم يجزه الشيخ، لا يحق له أن يجيز، وإنما يحق له أن يعلم فقط.

3 - ما فائدة الإجازة لغاية سورة البقرة أو التوبة فقط، دون أن يجيزه الشيخ بما قرأ وبباقي القرآن؟. وإذا أجازه الشيخ لغاية البقرة أو التوبة؛ فعلى المجاز أن يجيز بما أجازه شيخه فقط

...

قولكم: وإني لأعجب من شيء هو بالنسبة لي عجيب: أعجب من قبول إجازة بعض من قرأ على الشيخ الزيات في آخر عمره، أو قرأ على الشيخ السمنودي الفاتحة بالقراءات الكبرى وأجازه الشيخ , أو قرأ على غيرهما بضع آيات، أعجب من قبول إجازة هذا ورد إجازة من تلقى أكثر منه على مدار سنوات ثلاث وهي عالية القراءات ـــ معلش هذه لا أحتاج إلى رد عليها، إنما هي خاطرة دارت في بالي بعد اعتماد الموضوع ــ.

أقول: في هذه الفقرة ذكرتم يا شيخ أحمد ثلاثة مسائل:

الأولى: القراءة على الشيخ الزيات في آخر عمره.

الثانية: الإجازة ببعض القرآن.

الثالثة: الإجازة بشهادة معهد القراءات.

فأقول وبالله التوفيق:

المسألة الأولى: البعض يقول: إن مَن قرأ على الشيخ أحمد الزيات -رحمه الله- في آخر عمره لا يعتدّ بإجازته، وتعتبر إجازته من الشيخ غير صحيحة ولا يُعْمل بها لكبر سنه، وهذا الكلام عندي غير دقيق للآتي:

أ- أن الشيخ الزيات كان مُدْرِكًا للقرآن في آخر عمره، وكانت حافظته قوية، وإذا وقف الطالب عند آية فتح الشيخ عليه- كما ذكر لي غير واحد- وأخبرني الشيخ أيمن شوقي- يحفظه الله- أنه وقت قراءته على الشيخ الزيات وهو يقرأ من أول سورة الأعراف نسي شيئًا، ولم يردّه الشيخ، فلما انتهى من قراءته قال له الشيخ: اقرأ أول الأعراف مرة أخرى، وذكر له الشيخ ما تركه، فتعَّجب الشيخ أيمن من ذلك، وكذلك أخبرني الشيخ محمد صابر أن الزيات ردّه في قوله: (قال ما خطبكنّ) عندما قرأها: (قال وما خطبكنّ) وغير ذلك من المواضع. ألا رحم الله الشيخ الزيات، وأسكنه فسيح جناته.

قلت: ومن أواخر مَن قرأ على الشيخ الزيات قبل موته هو الشيخ أيمن شوقي كما أخبرني بذلك، وفي هذا دلالة على وعي الشيخ للقرآن قبل موته وقد تجاوز التسعين عامًا من عمره - رحمه الله-، وفي هذا دلالة – أيضًا- على قوله تعالى: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ...... ) الآية [النحل:70]، قال عكرمة: (مَن قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر)، وقد لوحظ هذا الأمر على كثير من مشايخنا وعلمائنا بمصر وغيرها، ومنهم: الشيخ عامر عثمان، وإبراهيم شحاتة السمنودي، وأحمد مصطفى أبو الحسن – رحمهم الله جميعًا-، ومنهم الآن شيخنا المقرئ المعمَّر بكري الطرابيشي- حفظه الله-، فقد قارب عمره التسعين عامًا، وما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير