شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الارض جميعا) فلا اعتراض عليه بشيء من خلقه فالخلق خلقه والجنة حنته والنار ناره والقدر بقدرته، لا يسأل عما يفعل جل شأنه وتعالى جده.
فإذا أراد الله أن يخرج أهل النار كلهم جميعا من النار لم يكن للعبيد الا التسليم والاذعان، أليس هو الفعال لما يريد؟
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[25 - 06 - 09, 10:47 ص]ـ
وفيك بارك
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 07:33 ص]ـ
قد والله قلبت كل ما امكنني من التفاسير فأعياني ان اجد فيها جوابا يحل هذا الاشكال ويزيل ذاك الالتباس حتى تملكني الياس وكاد ان يتهوكني الوسواس،ويشاء الباري أن تقع عيني على تفسير الامام محمد الشعراوي،و أنظر في تفسيره لهذه الآية فأجده رحمه الله قد قال فيها كلاما يسيرا حل به اشكالا عسيرا، ولا تسل عن تمايلي طربابحل هذه العويصة، بل ــ والله ــ لقد كاد الدمع يطفر من عيني فرحا بما قال هذا الامام الهمام، وحزنا على مصاب الامة فيه، فإنا لله وإنا اليه راجعون ..............
يقول الامام الشعراوي: (وكلمة «الخلود» تفيد المكث طويلاً؛ مكوثاً له ابتداء ولا نهاية له؛ وإذا أبِّد فهو تأكيد للخلود.
والذين شقوا إنما يدخلون النار؛ بدءاً من لحظة:
{يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [هود: 105].
وهو عذاب لا نهاية له بالنسبة للكافرين.
وأما عذاب المسلم العاصي على ما ارتكب من آثام؛ فبدايته من لحظة انتهاء الحساب إلى أن تنتهي فترة عذابه المناسبة لمعاصيه؛ ويدخل الجنة من بعد ذلك.
ولهذا قال الحق سبحانه:
{إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ} [هود: 107].
وهكذا ينقص الحق سبحانه الخلود في النار بالنسبة لأنصاف المؤمنين، فالحق سبحانه {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود: 107] ولا يحكمه أي شيء.
وإياكم أن تظنوا أن قدر الله يحكمه؛ فالقدر فِعْلُه، ولا أحد يسأل الله سبحانه عمَّا يفعل؛ لأن ذات الله هي الفاعلة؛ فإن شاء سبحانه أن ينقص خلود مسلم عاصٍ في النار؛ فالنقص يكون في النهاية؛ وبذلك يتحقق أيضاً نقص خلوده في الجنة، لأنه لا يدخلها إلا بعد أن يستوفي عقابه.
وبهذا التصور ينتهي الإشكال الذي اختلف حوله مائة وخمسون عالماً ... )
يا الله. سبحانك أنت فهمتها عبدك هذا، فاللهم كما استاثرته بهذا الفهم والفتح من دون كثير من عبادك،فاجعل منزلته عندك في عليين واغفر له ولنا يوم الدين.
قولك: " قد والله قلبت كل ما امكنني من التفاسير فأعياني ان اجد فيها جوابا يحل هذا الاشكال ويزيل ذاك الالتباس حتى تملكني الياس وكاد ان يتهوكني الوسواس،ويشاء الباري أن تقع عيني على تفسير الامام محمد الشعراوي .... "
أقول: قد قال المفسرون معنى هذا القول الذي قلت إنك لم تجده إلا عند الشيخ الشعراوي, في معنى الاستثناء في قوله تعالى " وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ " وهذه بعض أقوالهم:
قال أبو جعفر (الطبري): وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، القول الذي ذكرته عن الضحاك، وهو (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك)، من قدر مكثهم في النار، من لدن دخلوها إلى أن أدخلوا الجنة .... "
وقال ابن الجوزي: " فأما الاستثناء في حق أهل الجنة ففيه ستة أقوال:
" ... السادس (أي من الأقوال): أن الاستثناء يرجع إلى لبث من لبث في النار من الموحدين ثم أدخل الجنة قاله ابن عباس والضحاك ومقاتل قال ابن قتيبة فيكون الاستثناء من الخلود مكث أهل الذنوب من المسلمين في النار فكأنه قال إلا ما شاء ربك من أخراج المذنبين إلى الجنة وخالدين في الجنة إلا ما شاء ربك من إدخال المذنبين النار مدة.
وقال القرطبي: والاستثناء في الموضعين راجع إليهم؛ وبيانه أن "ما" بمعنى "من" استثنى الله عز وجل من الداخلين في النار المخلدين فيها الذين يخرجون منها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بما معهم من الإيمان، واستثنى من الداخلين في الجنة المخلدين فيها الذين يدخلون النار بذنوبهم قبل دخول الجنة ثم يخرجون منها إلى الجنة. وهم الذين وقع عليهم الاستثناء الثاني".
وقال أبو حيان في البحر: ويكون الذين شقوا شاملاً للكفار وعصاة المسلمين. وأما بالنسبة إلى أهل الجنة فلا يتأتى منهم ما تأتى في أهل النار، إذ ليس منهم من يدخل الجنة ثم لا يخلد فيها، لكن يمكن ذلك باعتبار أن يكون أريد الزمان الذي فات أهل النار العصاة من المؤمنين، أو الذي فات أصحاب الأعراف، فإنهم بفوات تلك المدة التي دخل المؤمنون فيها الجنة وخلدوا فيها صدق على العصاة المؤمنين وأصحاب الأعراف أنهم ما خلدوا في الجنة تخليد من دخلها لأول وهلة".
وقد قلتم حفظكم الله:
يا الله. سبحانك أنت فهمتها عبدك هذا، فاللهم كما استاثرته بهذا الفهم والفتح من دون كثير من عبادك ....
وبهذا تعرف أن الله لم يستأثره بهذا الفهم, بل وفقه لاختيار هذا القول.
وأرجو أن لا أكون قد أكثرت عليكم, حبذا لو بينتم ما معنى ما تذيلون به مشاركاتكم " سبق قضاؤه فعله ", فإن قضاءه من فعله.
وهلا أزلتم الإشكال في قولكم " وأدخل آخرين النار قبل أن يعصوه " مع ما هو متقرر من أن الله لا يعذب أحدا إلا بعد وقوع المعصية منه وذلك في قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} , ونحوها من الآيات.
¥