ثالثا – يدل لذلك أيضا قول زيد " فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ" (البخاري، كتاب تفسير القرآن باب {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}) إذ لو كان القرآن مجموعا في مكان واحد لما كانت هناك حاجة للتتبع بل لما كانت هناك حاجة إلى هذا الجمع البكري من أصله فكان يكفي النسخ من هذه الأشياء الموجودة في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون حاجة إلى إشهاد للوثوق بما في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بالإشهاد وهو متوفر عن طريق الكتبة والمتعلمين.
رابعا- قال السيوطي في الإتقان: قال الدير عاقولي في فوائده: حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء.
فهذه الرواية نص في صحة الدعوى
خامسا- أخرج ابن أبي داود بسند حسنٍ عن عبْدِ خَيْرٍ عن علِيٍّ t قال: " رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ كانَ أعظمَ الناسِ أجرًا في جمع المصاحفِ، وهو أوَّل من جمع بين اللَّوْحَيْن ِ"
وهي رواية قاطعة بأن أبا بكر أول من جمع القرآن
والحاصل أن جمع القرآن بمعنى جمع متفرقه مكتوبا فى مكان واحد كان أول ما كان فى عهد الصديق رضى الله عنه مع يقيننا بأن القرآن كله قد كتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لم يجمع ما كتب كله لا في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في بيت غيره من الصحابة لعدم الحاجة إلى ذلك من جهة ولطبيعة النزول المنجم للآيات داخل سورها من جهة أخرى، وقد تنبه إلى ذلك كثير من العلماء منهم القسطلاني الذي قال (في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (7/ 446): " وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده صلى الله عليه وسلم، لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور " وأكد عليه الدكتور محمد عبد الله دراز حين قال في كتابه مدخل إلى القرآن الكريم ص 35: وكما أن الرسول لم يكن عنده شيء مكتوب فلم يكن عند الأفراد في هذه الحقبة نسخة واحدة كاملة من القرآن وإنما كانت المخطوطات متفرقة ومبعثرة بين المؤمنين أ. هـ
أعتقد أن هذا الرأي مدعوم بأدلة كافية، إضافة إلى أنه يجنبنا مغبة القول بتعدد مرات الجمع التي تسدي إلى المشتبه المغرض معروفا كبيرا لأنها توحي بأن الجمع لم يكتمل في أي مرة من المرات ولذا احتيج إلى إعادته أكثر من مرة
ففي رأيي – والله أعلم – أن القول بأن القرآن الكريم قد جمع ثلاث مرات أغلوطة يجب أن ننزه عنها أقلامنا وألستنا صيانة وحفظا لكتاب ربنا من عبث العابثين وطعن الطاعنين، فما تم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو تدوين للقرآن في مواد خام أولية منها العسب واللخاف وجريد النخل .... إلخ بدون جمع في مكان واحد، وأما عثمان رضي الله عنه فقد نسخ مصاحفه من مصحف أبي بكر ولم يقم بجمع القرآن فلماذا يجمع ما هو مجموع؟
فكم يروقني القول بأن عثمان رضي الله عنه جمع الناس على مصحفه الذي نسخه بهيئة استوعبت ما احتمله الرسم من الأحرف السبعة، لا أنه جمع القرآن في مصحفه حيث هو مجموع من عهد أبي بكر رضي الله عنه، ومن ثم لا يبقى خالصا إلا جمع واحد للقرآن هو الجمع البكري فالقرآن جمع مرة واحدة لا مرات ثلاث والله أعلم
ومن ثم أقترح حال حديثنا عن تاريخ تدوين القرآن وكتابته أن نعتمد هذا النسق:
· تدوين القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
· جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
· نسخ المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه
عوضا عن هذا النسق:
· جمع القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
· جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
· جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
لي عودة بمشيئة الله لتتمة المناقشة
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[25 Apr 2004, 04:13 ص]ـ
قال المنصر جلكرايست ..
في نفس السياق نعرف من خلال أقدم ما دُوِّن حول جمع القرآن في خلافة أبي بكر أنه لم يكن هناك أي تمييز بين ما كتب من القرآن تحت إمرة محمد أو غيره من المصادر و لا شيء يوحي بأن زيدا اعتمد على الأول دون الثاني.
فهل هناك ما يناقض قوله هذا؟؟ و بفرض صحته فما هو الرد عليه؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 May 2004, 01:53 ص]ـ
للرفع رفع الله أقداركم!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[06 Jun 2004, 12:07 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: د. هشام عزمي
للرفع رفع الله أقداركم!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[سليمان داود]ــــــــ[07 Jun 2004, 02:05 م]ـ
للرفع رفع الله أقداركم!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[07 Jun 2004, 04:03 م]ـ
اسمحوا لي باقتراح تنظيمي لتتم الفائدة إن شاء الله
ماذا لورشحتم محررا من البداية يقرأ الفصل ويحرر الشبهات الواردة فيه شبهة شبهة وحبذا لوتكون مرقمة ليسهل الرجوع إليها أثناء المناقشات، وتكون مهمة المحرر أيضا تحرير الردود وتنسيقها، ولا شك إن مهمة المحرر مهمة شاقة لكنها أساسية ومحورية فيما أرى
فما رأيكم
¥