تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حدثنا بشر , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} قال: ذكر لنا أن عيسى ابن مريم بعث رجلين من الحواريين إلى أنطاكية مدينة بالروم فكذبوهما , فأعزهما بثالث , {فقالوا إنا إليكم مرسلون}

حدثنا ابن بشار , قال: ثنا يحيى وعبد الرحمن , قالا: ثنا سفيان , قال: ثني السدي , عن عكرمة {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية} قال: أنطاكية

وقال آخرون: بل كانوا رسلا أرسلهم الله إليهم. ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد , قال: ثنا سلمة , قال: ثنا ابن إسحاق , فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار , وعن وهب بن منبه , قال: كان بمدينة أنطاكية , فرعون من الفراعنة يقال له أبطيحس بن أبطيحس يعبد الأصنام , صاحب شرك , فبعث الله المرسلين , وهم ثلاثة: صادق , ومصدوق , وسلوم , فقدم إليه وإلى أهل مدينته , منهم اثنان فكذبوهما , ثم عزز الله بثالث ; فلما دعته الرسل ونادته بأمر الله , وصدعت بالذي أمرت به , وعابت دينه , وما هم عليه , قال لهم: {إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم}

انتهى من كلام الإمام الطبري

قلت: الأثر الأول حسن الإسناد وأما الثاني فصحيح الإسناد والثالث ضعيف لعدم ذكر الرواة بين ابن إسحاق وبين من روى عنهم.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيرالآيات (26 - 29) من سورة (يس):

وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلا من عند المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كما نص عليه قتادة وغيره وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره وفي ذلك نظر من وجوه " أحدها " أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل لا من جهة المسيح عليه السلام كما قال تعالى: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون - إلى أن قالوا - ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين " ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح عليه السلام والله تعالى أعلم ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم " إن أنتم إلا بشر مثلنا " الثاني " أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح ولهذا كانت عند النصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة وهن القدس لأنها بلد المسيح وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين. ثم رومية لأنها مدينة الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأوطده ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت فأهل هذه القرية ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم والله أعلم. " الثالث " أن قصة أنطاكية مع الحواريين أصحاب المسيح بعد نزول التوراة وقد ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغير واحد من السلف أن الله تبارك وتعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين ذكروه عند قوله تبارك وتعالى:" ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى " فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية كما أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضا أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظا في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني حدثنا حسين الأشقر حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى عليه الصلاة والسلام يوشع بن نون والسابق إلى عيسى عليه الصلاة والسلام صاحب يس والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه " فإنه حديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر وهو شيعي متروك والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. انتهى من كلام الحافظ ابن كثير

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 May 2004, 08:58 ص]ـ

الأخ الكريم الدكتور هشام عزمي

ما ذكره الأخ أبو بكر عن الشيخ السعدي هو القاعدة المثلى في المبهمات في القرآن، لكن ما الذي يشكل على تحديد الأسماء عندك، فالآيات واضحة بدون تحديد أسماء المرسلين ولا القرية التي أرسلوا لها.

ولو قيل: إنهم من ذكرهم المفسرون فما الذي يشكل؟

أرجو التكرم بوضع الإشكال الذي خطر لكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير