تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فعلى كلا الصنفين من الروايات يكون بولس مقصوداً بقوله: " إذ أرسلنا "، فيكون رسولاً لله، ولو عن طريق غير مباشر عن طريق المسيح.

ولا يغبش على ذلك: أن المسيح عندهم لم يبعث بولس فى حياته لأنه لم يقابله أصلاً .. لا يضير ذلك لأنه ليس من المهم فى هذا المقام إثبات صحة هذا الجزء من القصة عندهم .. إذ المقام مقام الكلام على ما يقوله القرآن، وخلاف ذلك له مقام آخر.

ولا يغبش على ذلك أيضاً: الحكم بضعف سند هذه الروايات .. أولاً: لأن الروايات الأخرى ليست بأقوى سنداً .. وثانياً: لو ألزمتمونا بعدم الأخذ بالروايات الضعيفة فى هذا المقام، جاز لنا إلزامكم بعدم الأخذ بالروايات الضعيفة فى مجال التفسير كافة، وهذا معناه ترك معظم أقوال الصحابة والتابعين فى التفسير، لأن أكثر ذلك ضعيف السند، وجاز لنا أيضاً إلزامكم بعدم الأخذ بالروايات الضعيفة فى مجال السيرة بعامة، وهذا معناه عدم ثبوت كثير من أحداثها، وحال أهل الإسلام بخلاف ذلك، فأنتم تقبلون كثيراً من الروايات الضعيفة فى التفسير والسيرة.

فإن قيل لهم: لأهل الإسلام قول آخر فى هؤلاء الرسل، وهو أنهم ليسوا رسل المسيح أصلاً، وهناك روايات تعضد هذا القول .. فعلى الأخذ بهذا القول فليس لبولس تزكية فى القرآن ..

قالوا:

أولاً:

لا يهمنا الخوض فى مسألة أى القولين أرجح .. يكفينا أن صنفاً من علمائكم ـ وإن قل ـ أخذ بهذا القول .. فلا يحق لكم إنكاركم علينا بسبب حملنا الآيات على بولس، لأننا لم نبتدع قولاً لم يقل به أحد من أهل الإسلام، بل هو قول بعض علمائكم فى المسألة .. وهذا لو كان علماؤكم القائلين بقولنا قليلين .. فكيف وأكثر علمائكم على هذا الرأى؟!

ثانياً:

أكثر مفسريكم القدامى يروون الروايات التى بها تصريح بذكر بولس ضمن رسل يس، ويسكتون .. وهذا السكوت منهم إقرار .. ولو لم تعتبروا سكوتهم إقراراً فبينوا لنا صريح رأيهم .. فإن قلتم لم يصرحوا وسكوتهم ليس إقراراً، انسحب هذا على جميع تفاسيركم، حيث الشائع فيها إيراد الآراء والسكوت عنها، فيكون الحال أن أكثر مفسريكم لم يصرحوا برأيهم فى معظم آيات القرآن، فلماذا تصدوا لتصنيف كتاب فى التفسير أصلاً ما داموا لن يفعلوا أكثر من ترديد بعض الآراء والروايات والسكوت عليها؟! .. فلا يمكنكم اعتبار سكوت علمائكم ليس إقراراً إلا مع الطعن فى علمهم وجلالة شأن تفاسيرهم.

ثالثاً:

لو كان مفسروكم يعتقدون فعلاً بفساد بولس .. لما جاز أن يسكتوا عن الروايات التى تناقلوها فى تفاسيرهم والتى صرحت باسمه .. بل لكانوا نبهوا على خطأ هذه الروايات لتضمنها اسم بولس .. فلما لم يفعل واحد منهم ذلك أبداً علمنا أن بولس لم يكن مطعوناً فيه عندهم، وإلا صرحوا بذلك عند إيراد هذه الروايات على الأقل، إذ لا يجوز منهم السكوت عن عدم تبيين هذا الباطل، خاصة وأن بولس ليس مجرد شخص سىء، بل هو عندكم مبدل دين المسيح .. وإلا لو كانوا فى تفاسيرهم يسكتون عن عدم تبيين الباطل فأى خير ترجون من هذه التفاسير؟! ..

ونفس سكوتهم عن الطعن فى بولس عند تفسير هذه الآيات يخدمنا فى تزكية بولس .. إذ إن سكوتهم معناه احتمال أن يكون بولس فعلاً من هؤلاء الرسل .. ومجرد هذا الاحتمال ـ اللازم من سكوتهم عن الطعن فيه ـ يستلزم أن بولس لم يكن من المطعون فيهم عندهم.

قالوا: والحاصل من جميع ما سبق، أن موقف المفسرين فى كتبهم مؤيد لنا، وأما الروايات فأكثرها مؤيد لنا، وما خالفنا بينا ما فيه .. فيكون بولس رسول لله ـ ولو عن طريق المسيح ـ فى القرآن .. وغير مطعون فيه من قبل مفسريكم .. فلماذا تخالفون كتاب ربكم وعلماء ملتكم بالتهجم على بولس؟!

انتهى عرض شبهة النصارى، وأكرر اعتذارى لأنى نظمت أقوالهم ورتبتها بأحسن مما فعلوا.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 May 2004, 06:48 م]ـ

و الله لقد حاورت أحد النصارى من شهر أو يزيد بخصوص هذه الشبهة و اعترضت عليه بضعف السند و اضطراب المتن فلم يكن رده سوى السباب و السخرية و لم يجب بربع جوابك هذا!!!

أولاً. . بالنسبة لموضوع الأخذ بالروايات الضعيفة، فنحن لا يضيرنا تركها فالقرآن قطعي الثبوت و الروايات الضعيفة ظنية الثبوت - إن لم يكن كذبها محتملاً - و نحن لا نفسر ما هو قطعي و يقيني بما هو ظني و يحتمل الكذب، و هذا من بداهات العقل.

ثانياً. . يريد النصراني أن يثبت وجود اسم بولس في الروايات بأي ثمن؛ فهو لا يهمه تضارب الروايات و تناقضها، و لا يعنيه ضعف سندها و مصدرها، و لا يضيره مخالفتها لما هو ثابت عنده. . المهم هو وجود اسم بولس و ليحترق العالم من بعده!! و سبحان خالق العقول و الأفهام!

ثالثاً. . ذكر المفسرون هذه الروايات بصيغة التمريض (قيل) مما يوحي بعدم صحتها لديهم.

رابعاً. . قولهم ان سكوت المفسرين يعني توثيقهم لبولس ليس سوى (استنتاج من السكوت. . Argument from the silence) ، و هي طريقة جدلية يستعملها النصارى بكثرة مثل قولهم: ((طالما لم يصرح الغزالي بتحريف الإنجيل في كتابه (الرد الجميل) فهذا يعني أنه يؤمن بعدم تحريفه))، و هذا أسلوب لا يصلح في موقف الحجة و المناظرة؛ فالحجة لا تقوم على الخصم إلا بنص صريح و ليس بما فهمه خصمه من نص ذو أوجه.

و أخيراً. . هذه الروايات ليست حجة إلا على من آمن بثبوتها و صحتها و نحن لا نفعل فلست حجة علينا.

فما رأيكم بهذا الجواب؟؟ من لديه إضافة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير