تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[طالب معرفة]ــــــــ[26 May 2004, 08:09 م]ـ

أعتقد أن الحكم على قول ما أنه من الإسرائيليات أم لا، يحتاج إلى غير قليل من التأمل والبحث، إذ ليس كل أمر ذكر فيه أخبار أهل الكتاب هو من الإسرائيليات، فقد حدثنا القرآن الكريم عن كثير من أخباربني إسرائيل مع موسى أو بعده أو قبله، وحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أخبارهم، ولا أعتقد أن ما قاله الله ورسوله عنهم وعن أخبارهم يمكن إدخاله في هذه الخانة، وإنما ندخل في الإسرائيليات الأخبار المتحدثة عن الأمم السالفة أو الملاحم والفتن التي مصدرها بنوإسرائيل خصوصا وأهل الكتاب عموما، وهذه الأخبار الإسرائيلية التي مصدرها أهل الكتاب، فهي وإن وافقت بعض الحق الذي عندنا فلابد من الحذر منها، لأن فيها جوانب من الباطل التي قد لا نطلع عليها في حينه، فيحتاج الأمر إلى وقت وتأمل، وعرض لها - وهذا هو الأهم - على ما عندنا من الحق الجلي في كتاب ربنا، فإن وافقته موافقة تامة قبلناها، وإن خالفت ما في القرآن الكريم ولو جزئيا، وقفنا على هذه المخالفة حتى نرى بماذا تتميز التلاوة القرآنية لنفس الموضوع عن التلاوة الكتابية له، وهو ما يبين معنى التصديق والهيمنة الذي يتميز به كتاب ربنا. ولا يغرنكم ما يقال من أن أخبار الأمم السالفة والملاحم والمواعظ والفتن يجوز روايتها مع احتمال ضعفها لأنه لا يترتب عليها عمل، بل إن العمل المترتب عليها عظيم، إذ أن الأخبار والقصص تحدثنا عن السنن الثابتة في الكون والمجتمع والتاريخ والنفس البشرية، وكل تلاوة لها بغير الحق، أو بغير علم يقيني، تجعلنا ننقل إلى الناس تجربة إنسانية غير صحيحة، فيترتب على ذلك ضرر بمقدار الخطإ المنقول، وذلك لأن هذه القصص لا تنقل الأفكار والتصورات المجردة، وإنما تنقلها مجسدة في واقع الناس وحياتهم، ويكون الأمر أدهى وأمر إدا ربطت التجربة الخاطئة بحياة الأنبياء ونحن نقتدي بهم ونتأسى، فننسب إلى الأنبياء والمرسلين سلوكات ومفاهيم لا تصح عنهم من جهة، ولا يمكن أن تكون صالحة للتأسي من جهة ثانية

إن كتب التفسير والحديث فيها من هذه الأخبار الشيء الكثير، وإن المتخصصين في العلوم الشرعية وعلم التفسير خصوصا ليعلمون حقيقة هذا الأمر، وإن دعوة كثير منهم إلى تنقية الثرات الإسلامي مما علق به لتعبر عن هذه المشكلة خير تعبير، ولهذا أتمنى من أهل التفسير والدارسين له أن يأخذوا حذرهم وأسلحتهم لمواجهة هذا الأمر الكبير.

والسلام

ـ[محب]ــــــــ[27 May 2004, 05:31 م]ـ

بسم الله ربى عليه توكلت وإليه أنيب .. والصلاة والسلام على سيدنا المصطفى وآله ..

أسمح لنفسى بعرض شبهة النصارى على هذه الآيات، حتى تأتى إجابات شيوخنا على التمام، فتصيب سهام الحق صلب الباطل لا أطرافه .. وأعتذر مقدماً لأنى سأعرض شبهتهم بأحسن مما فعلوا، وعذرى أن علمائنا الكرام كانوا يفعلون ذلك غالباً بشبه المخالفين، حتى تأتى ردودهم فوق ما يتمنى الخصم.

المشهور عند المتقدمين من علمائنا اتهام " بولس " بإفساد المسيحية، كما صرح بذلك ابن حزم وابن تيمية وغيرهما .. والإجماع من المتأخرين بلا شذوذ على أن " بولس " هو من بدل دين المسيح بلا خلاف.

فى ثنايا دفاعهم عن " بولس " استدل النصارى بقصة أصحاب يس على عدم الطعن فى بولس .. قالوا:

أولاً:

على الأخذ بالروايات التى تصرح باسم بولس أو بولص فلا إشكال .. بل يكون مؤداها أن بولس هو رسول الله فى القرآن .. لقوله: " إذ أرسلنا .. ".

ثانياً:

الروايات التى صرحت بخلاف اسمه، لكنها تجعل الرسل هم رسل المسيح، تحمل على الاضطراب، لأن من الثابت أن المسيح لم يبعث إلى أنطاكية هذه الأسماء التى اضطربت بها الروايات .. ومع تسليم الروايات بأنهم رسل المسيح، ومع الثابت تاريخياً من بعث المسيح حوارييه إلى أنطاكية، فالواجب ترك الأسماء المضطربة فى الروايات والرجوع إلى المحفوظ عند أهل الكتاب .. أولاً: لأن أهل الكتاب لم يضطربوا فى ذلك والروايات فعلت .. وثانياً: لأن الروايات سلمت بصحة أصل حكاية أهل الكتاب .. وثالثاً: لأن الثابت عند المسلمين أن هذه الروايات تأخذ عن أهل الكتاب، فعند اضطرابها يرجع للمصدر الذى أخذت عنه، والمصدر يقول ويصرح بأن بولس كان من المرسلين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير