ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[01 Oct 2006, 12:57 م]ـ
عندما سئل الأستاذ جاك بيرك، وكان على خلاف الأخ موراني لا يُسمي نفسه مستشرقا، بل كان يقول: أنتم تسمونني مستشرقا، أنا عالم اجتماع غربي مختص بالعالم الإسلامي! سئل
هل ظلم الاستشراق الإسلامَ؟
قال نعم بالتأكيد. الاستشراق القديم نشأ في أوساط متعصبة وتبشيرية. وبأهداف غير علمية. الاستشراق شأن جميع العلوم الانسانية بدأ يسير ببطء نحو الموضوعية
لا يمكننا الحكم على الحركة الاستشراقية بكاملها أي مسيرة 300 سنة بصفحة واحدة أو أن نكون وجهة نظر موضوعية عنها
لكن الملاحظ أن الدارسين العرب أو الكاتبين العرب يتحاملون لأسباب يعود معظمها إلى عيب في الفكر العربي وفي الثقافة العربية كلها
هذا العيب إذا لم يتداركه الدارسون والباحثون وطلبة العلم فإن مردوده السيء ستكون له عواقب وخيمة
هذا العيب هو (اللاتاريخية) بمعنى عدم ربط المعلومة بواقعها التاريخي بل التعامل معها وكأنها طائرة في الهواء
وهذا الخلل المنهجي لدى الدارسين المسلمين قد تسرب إليهم من اللاعقلانية الهرمسية التي تبنتها المذاهب الشيعية وعلى رأسها الرافضة
والسبب الثاني هو ظلم السياسي الغربي وصانع القرار هناك ولاموضوعيته ىإزاء قضية المسلمين الرئيسية (فلسطين)
فالعربي بعاطفيته يمزج بين السياسي والمثقف الغربي فيعد المستشرق عدوا حتى إذا كان باحثا موضوعيا
وهذا أيضا قصور في التصوّر سببه عدم سفر الدارسين المسلمين الى الجامعات الغربية والاختلاط بالمستشرقين ومحاورتهم عن كثب
ويوجد جهل حقيقي بجهود المستشرقين العملاقة في حفظ التراث العربي وإعادة التفكير فيه
جهل لا يمكن أن يزول بمقال او بجدل فارغ
بل يتطلب قراءة
ناريخ التراث العربي للأستاذ فؤاد سزكين كاملا
ومن نعم الله ترجمته الى اللغة العربية
وهذا الحال في الدارسين من التعصب بعيد كل البعد عن موضوعية العلماء القدماء كابن قتيبة الدينوري في مقدمة تأويل مختلف الحديث حيث يقول ما معناه، ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم أو إيثار لهوى
والاستشراق اليوم قد تركه المستشرقون أنفسهم، وعمره من وجهة نظري قرن ونصف وما قبلها كان بوادر وما بعد عام 1973 هو ذوبان الاستشراق في التخصص الأكاديمي العام
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[02 Oct 2006, 10:48 م]ـ
أعتقد أن كلام الشيخ الجديع وغيره مبني على ما اطلع عليه - وكذلك أغلب المسلمين - من أعمال المستشرقين
كما أعتقد أن الدكتور موراني لا ينكر كون زيهر وجب وماسينيون وموير ومرجليوث ودوركايم من المستشرقين كما لا يمكن أن ينكر تأثر الدارسين الغربيين بكتاباتهم
أما كتابات أنور عبد الملك وإدوارد سعيد فلعلها كافية - نوعاً ما - مع كتابات من ذكرتهم ومن قلدهم لتثبت وجهة نظرنا.
لا ننكر بعض الجهود الجليلة لكريمر وبروكلمان وغيرهما ولكن لنا الحق في الوقوف إزاء كل عمل يأتي من الغرب وقفة فاحص متأمل على الأقل وذلك لما أصابنا من جهتهم وليس شاتلييه وزويمر وأمثالهم منا ببعيد