تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من رسول إلا بلسان قومه. فأَنَّى نبشِّر بنى إسرائيل برسول ليس منهم وما لسانه بلسانهم وعندهم موسى والأنبياء والمرسلون وقفَّينا على آثارهم بكلمتنا بالحق المبين * وحذّرْنا عبادنا المؤمنين من رسول أفاك تبيَّنوه من ثمار أفعاله وأقواله وكشفوا إفكه وسحره المبين فهو شيطان رجيم لقوم كافرين ".

هذا هو الكلام الذى تفتقت عنه أذهان بل أستاه هؤلاء المآبين، وزعموا كفرا أنه وحى من لدن رب العالمين!

على أن لى كلمة فى هذا المقام لا أحب أن تفوتنى، ألا وهى أن بعض المنتسبين إلى الإسلام يتساءلون فى براءة زائفة: لماذا يصف المسلمون غير المسلمين بأنهم كافرون؟ ألا يُعَدّ ذلك نفيا للآخر وعدوانا عليه وإهانة له؟

شفْ يا أخى الرقة والبراءة ورهافة الشعور التى لا تظهر إلا حين يحاول المسلمون أن يدافعوا بعض دفاع عن دينهم ضد بعض ما يوجَّه لهم ولكتابهم ورسولهم من سباب وشتائم!

وواقع الأمر أن ذلك ليس نفيا للآخر ولا عدوانا عليه ولا إهانة له بحال من الأحوال، فكل أهل دين يعتقدون أنهم على حق، وبطبيعة الحال فمن لا يؤمن بدينهم يسمَّى عندهم كافرا دون أن يكون فى هذا افتئات على أحد. ذلك أن هذه هى مصطلحات أصحاب الأديان: مؤمن وكافر ومنافق ... إلخ، بالضبط مثلما كان الشيوعيون يقولون: تقدمى ورجعى، وطليعى شريف ورأسمالى متعفن، ومثلما يقول الحداثيون الآن: التنويرية والظلامية، والفكر المتحضر والفكر المتخلف ... وهَلُمَّ جَرًّا. وهاهم أولاء مزيِّفو هذه السُّخَامات والسَّخَافات يقولون عن نبينا عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات: أفاك وضال وكافر وكذاب وغير ذلك من الشتائم التى وردت فى النص الذى بين أيدينا وفى غيره من النصوص المشابهة الأخرى، وما خفى مما لا يجرؤون على ترديده على الملإ ويصلنا رغم ذلك بعضُه لهو أشنع وأبشع!

فيا أيها المؤمنون لا يوسوسنّ لكم الشياطين المنتشرون كالوباء بين أظهركم ممن يحملون أسماء مثل أسمائكم، ولهم سِحَنٌ كسِحَنكم، ومكتوبٌ فى هويّاتهم الرسمية أنهم مسلمون مثلكم، بأضاليلهم التى يجهدون بها أن يَحْرِفوكم عن دينكم ويخوفوكم من التمسك بهَدْى نبيكم بشبهة أنه لا ينبغى فى هذا العصر التنويرى الذى يأخذ على عاتقه الدعوة إلى احترام حقوق الآخر أن نسمى هذا الآخر كافرا! ذلك أنهم يسموننا كفرة، ولن يَرْعَوُوا عن هذا أبدا حتى لو مزّق الله قلوبهم تمزيقا وبدّلهم قلوبا غيرها.

إننا لا نحجر على أحد أن يعتقد فينا ما يشاء، فهذا حقه، وليس من حقنا ولا من حق غيرنا أن نتدخل فيما بين المرء وضميره أو نعتدى عليه أو نُكْرِهه على ما لا يحب من عقيدة أو رأى، لكننا أيضا لا نريد من أحد أن يحجر علينا فى الرد على التهم والشتائم التى توجَّه إلى رسولنا العظيم، وأن نبين وجه الوقاحة والبذاءة والبطلان والزيف فيها.

ترى هل فى هذا الكلام صعوبة تَعْسُر على الفهم؟

هم أحرار، ونحن أحرار، وللناس آذان تسمع، وأذهان تفكر، وعقول تميّز وتحكم، ولهم وحدهم الحق فى اتباع هذا أو ذاك مما نقوله نحن أو يقوله الآخرون.

وقبل أن ندخل فى تحليل هذا الوحى الشيطانى ونبين ما يقوم عليه ويغَصّ به من تفاهة وقلة عقل وتناقض وتكذيب للكتاب المقدس نفسه الذى زيَّف الشياطين هذا الوحى لتعضيده وإقناع المسلمين بصحته وبطلان الكتاب الذى نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين على سيد الأنبياء والمرسلين، والذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه دهر الداهرين، قبل هذا نرى أنه لا بد من إعطاء القراء الكرام فكرة عن ذلك الوحى المسمى زورا وزيفا بـ " الفرقان الحق "، وما هو فى الواقع سوى " الضلال المبين " بقَضِّه وقَضِيضه!

إن هذا " الضلال المبين " (وسيكون هذا هو اسمه هنا من الآن فصاعدا) يشتمل، حسبما هو موجود فى الموقع المشار إليه آنفا، على نحو خمسة وأربعين نصًّا يُطْلَق على الواحد منها " سُورَة " تقليدا مفضوحا للقرآن، وكل من هذه السُّوَر يتكون من عدد من الآيات يتفاوت ما بين عدد أصابع اليد الواحدة أو أصابع اليدين والقدمين لا يزيد عن ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير