تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من أعرف فى أرض الكنانة من خلال نظام الرسائل الفورية بالمِشْباك، الذى لا أعرف منه أكثر مما يعرف الجاهل بالسباحة عندما يقعد على الشط مكتفيا بغمس قدمه فى الماء ثم يقول إنه قد نزل البحر وعام فيه مع العائمين! أقول: ها هو ذا واحد مثلى فى هذه الظروف الشحيحة وبهذه الإمكانات الشديدة الضآلة يكرّ على هذا " الضلال " فيُظْهِر عوراته وسوآته بكل بساطة وسهولة.

والسبب؟

السبب هو أننى حين أفعل ذلك إنما أدافع عن القرآن، أى عن قضية موفَّقة مباركة يسندنى فيها ويقينى من العِثار ربُّ القرآن الذى ابتهلتُ إليه أن يسهّل مهمتى فاستجاب بكرم منه وفضل، وهو سبحانه أهل الكرم والبر والتوفيق.

أما الأمريكان والصهاينة ومن لَفَّ لفَّهم وحذا حَذْوَهم فنبشّرهم بخذلان من الله مبين: " إن الذين كفروا يُنْفِقون أَمْوالَهم ليصُدّوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكونُ عليهم حسرةً ثم يُغْلَبون. والذين كفروا إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرون * ليَمِيز اللهُ الخبيثَ من الطيّب ويجعلَ الخبيثَ بعضَه على بعضٍ فيَرْكُمَه جميعا فيجعلَه فى جَهَنَّمَ. أولئك هم الخاسرون ". صدق الله العظيم!

إن الإله الذى لا يعرف كيف يصوغ الكلام ولا يدرى أهو فى أوله أم فى وسطه أم فى آخره لهو إلهٌ سكرانُ أو قد أصابه الخَرَف! نعوذ بالله من الخرف وآلهة الخَرَف!

لقد كنا نسمع بإله الحرب وبإله الفنون وبإله الحب مثلا، لكن هذه أول مرة نعرف أن هناك إلها للخَرَف! ومن يَعِشْ يَرَ!

إن مثل هذا الإله لو كان يعيش بين قبائل أفريقيا المتوحشة قديما لقتلوه لانتهاء عمره الافتراضى، وربما أكلوا لحمه أيضا رغم أنه لحمٌ عجوز لا ينضج بسرعة وليس له حلاوة مذاق اللحم العَجَّالى، لكن الأمريكان والصهاينة لا يتنبهون لهذا الأمر على وضوحه البالغ فيُبْقُون على هذا الإله المضطرب الذاكرة والعقل الذى يوقعهم فى مآزق محرجة ليس لها من مخرج!

ألم أقل لكم إن من يتصدى للقرآن فإن مصيره إلى البوار، وبئس القرار؟

على أن خيبة هذا الإله لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه إلى الوقوع فى الأخطاء اللغوية المزرية!

قد يجيبنى بعضهم: وماذا تريد من إله أمريكانى خواجة من أصحاب: " مُشْ فِخِمْتُو يا خبيبى "؟

لكننى أستطيع أن أرد عليهم بأن هذا الإله الخواجة لا بد أنه استعان ببعض العرب فى اختراع هذا الوحى الدنس، وإلا فهذا دليل آخر على أنه، رغم كل علمه وقوته وتقدمه، تفوته أشياء مما تفوت عباد الله اللاأمريكيين، كما حدث فى حكاية البلح الأصفر الذى كان لا يزال على شماريخ النخل فى عز الخريف فى صور القبض على صدام حسين الشهيرة. وأما إن كان قد استعان ببعض العرب، وهو ما أنا موقن منه إيقانا، فمعناه أن بركة القرآن قد آتت أُكُلَها وسطعت (كما يسطع العبيرُ وضياءُ الشمس جميعا) نتائجُها الطيبةُ الطاهرةُ فأفشلت هذا التآمر الخسيس، وانقلب السحر على الساحر الخائب الموكوس، رغم كل ما معه من خبث وسلاح وفلوس!

وبعد، فهذه عينة من الأخطاء اللغوية التى سقط فيها سقوطَ الجرادل صاحبُنا الإلهُ الخواجة وأذيالُه من بنى جلدتنا الذين أخجلونا وشمّتوا الدنيا فينا بجهلهم بلغة القرآن المجيد الجديرة بالحب بل بالعشق بل بالوَلَه حتى ممن يكره كتابَها العزيزَ والرسولَ الذى أُنْزِل عليه هذا الكتاب ضياءً وهدًى للعالمين:

" وما كان النجسُ والطمثُ والمحيضُ والغائطُ والتيممُ والنكاحُ والهجرُ والضربُ والطلاقُ إلا كومةُ رِكْسٍ لفظها الشيطان بلسانكم " (الطهر/ 6، وصوابها: " كومةَ ركس " بفتح التاء لأنها خبر " كان").

و" كى يَشْهَدهم الناسَ " (الصلاة / 3، بفتح سين " الناس " رغم أنها فاعلٌ حقُّه الرفعُ بالضمة).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير