تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كذلك فهذا الإله الضالّ الُمضِلّ لا يستطيع تذكُّر الآيات القرآنية على وجهها الصحيح فتراه يخطئ فى الاستشهاد بها فى معظم الأحيان رغم حرصه على وضعها بين علامتَىْ تنصيص جريا على أسلوب الباحثين حين يريدون أن يؤكدوا أنهم قد نقلوا النص حرفيا: خذ مثلا قوله فى الاستشهاد، فى الفقرة الحادية عشرة من " سورة القتل " عندهم، بالآية السابعة عشرة من سورة " الأنفال ": " ولَمْ تقتلوهم ولكن الله قتلهم "، مع أن بدايتها فى القرآن الكريم بالفاء لا بالواو.

كما أنه فى أول " سورة الضالين " يستشهد بسورة " الصَّمَد " القرآنية على غير ما جاءت عليه فى القرآن، إذ يقول بعد البسملة الوثنية: " وألبس الشيطانُ الباطلَ ثوبَ الحق وأضفى على الظلم جلباب العدل وقال لأوليائه: أنا ربكم الأحد لم أَلِد ولم أُولَد ولم يكن لى بينكم كُفُوًا أحد ". وليس هذا نَصَّ سورة "الصمد" كما نعرفها فى القرآن منذ أُنْزِلت على خير البرية.

ثم ما الذى يغيظ أى إله فى قولنا عنه إنه واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، اللهم إلا إذا كان إلها أحمق؟ فلنتركه لحماقته يهنأ بها كما يحلو له هو ومن يرافئونه على هذا الجنون!

أما فيما يسمى: " سورة الطاغوت " فإنه، عند مهاجمته لشريعة الجهاد التى يتهمها زورا بالعدوانية والظلم وتقتيل الأبرياء، ينقل على نحو محرف ما جاء فى سورة " التوبة " من أن " الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتِلون فى سبيل الله فيَقْتُلون ويُقْتَلون وعدًا عليه حقًّا فى التوراة والإنجيل والقرآن "، إذ يقول: " وافترَوْا على لساننا الكذب: بأنا اشترينا من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيلنا وعدا علينا حقا فى الإنجيل. ألا إن المفترين كاذبون ... ". وواضح أن الأفاكين قد أسقطوا عدة كلمات من الآية القرآنية الكريمة عمْدًا حتى لا يُضْطَّروا إلى الإقرار بأن فى التوراة أمرا، لا بالقتال دفاعا عن النفس والعِرْض فقط كما فى الإسلام، بل بالقتل بدافع الكراهية للأمم الأخرى وإبادتها لمجرد الإبادة. وهو ما يعضد قول من قال إن هذا " الضلال المبين " هو ثمرة التعاون الأثيم بين الصهيونية والصليبية، فلذلك يعملون على إظهار اليهود فى صورة المسالم البرىء. والنص الصحيح لآية سورة التوبة هو: " وَعْدًا عليه حَقًّا فى التوراة والإنجيل والقرآن ". ولم يقتصر الأمر فى السورة على هذا الخطإ، بل هناك خطأ آخر فى الفقرة العاشرة حيث أوردوا فى وحيهم الشيطانى الآية السابعة عشرة من سورة " الأنفال " التى تبدأ بقوله تعالى: " فلَمْ تقتلوهم، ولكن الله قتلهم " على النحو التالى: " وما قتلتموهم ولكن الله قتلهم ".

كذلك نجد فى "سورة النسخ " خطأ آخر من ذات النوع، إذ يقول إلههم المسطول فى الفقرة الثانية عشرة: " وإذا قيل: " هو قولٌ افتراه (أى الرسول) " قلتم: " فَأْتُوا بعَشْرِ سُوَرٍ مثله مفتريات إن كنتم صادقين ". وتعليقا على هذا نقول: أوَّلا ليس فى القرآن عبارة " هو قول افتراه ". ثانيا: لم يتخذ ردُّ القرآن على دعوى الكفار بافتراء النبى للقرآن صيغةً واحدةً فى كل مرة، بل كان يختلف من موضع إلى آخر. ثالثا: العبارة التى أوردها هذا الإله المائق المأفون لم ترد فى القرآن على هذا النحو، بل نصها فى الآية الثالثة عشرة من سورة " هود " هو: " فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ".

وفى " سورة الوعيد " نقرأ فى الفقرة الأولى قولهم: " يا أيها الذين ضلّوا من عبادنا (والمقصود نحن المسلمين ورسولنا): لقد توعدتم عبادنا المؤمنين بلساننا افتراءً فقلتم: " يا أيها الذين أُوتُوا الكتاب آمِنوا بما نزَّلْنا مصدِّقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردَّها على أدبارها ونلعنهم كما لعنَّا أصحاب السبت لَعْنًا "، مع أن النص القرآنى يقول: " أو نلعنهم " (بـ " أو " لا بالواو)، كما أنه يخلو من المفعول المطلق: " لَعْنًا ". وفوق ذلك فإن هذه الآية موجهة إلى اليهود، فما معنى تسميتهم فى " الضلال المبين " بـ " عبادنا المؤمنين "، والنصارى يعدون اليهود كَفَرَةً كُفْرًا لا كفر بعده ولا قبله؟ أترك المخابيل مع هذه المسألة وحدها يحاولون أن يجدوا لها حلا، وهيهات! وإلا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير