تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

" يا أهل العدوان من عبادنا الضالين: تسفكون دماء البهائم أضحيات تبتغون مغفرة ورحمة من لدُنّا عما اقترفت أيديكم من قتل وزنى وإثم وعدوان * إنما أضحية الحق قلبٌ طهيرٌ يتفجر رحمة ومحبة وسلاما لعبادنا ورفقا بالبهائم فلن ينالنا لحومُها ولا دماؤها ولكن ينالنا تقوى المتقين " (الأضحى/ 7 – 8).

" وهبط الذين اتبعوا الطاغوت إلى دركٍ سحيقٍ فاشْتَرَوُا الحربَ بالسلام والسلبَ بالإحسان والزنى بالعفة والكفرَ بالإيمان فخسرت تجارتهم وكسبوا عذابا وبيلا * واقترفوا الفحشاء والمنكر والبغى سعيًا وراء جنة الزنى يوعَدونها وَعْدًا غَرورًا وثوابًا إفكًا من الشيطان، ألا بُعْدًا لجَنّة الكافرين وتَعْسًا لمن بها يُوعَدون * وافترَوْا على لساننا الكذب: " بأنا اشترينا من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيلنا وعدًا علينا حَقًّا فى الإنجيل ". ألا إن المفترين كاذبون. فإنا لا نشترى نفوس المجرمين إنما اشتراها الشيطان اللعين * وأشركونا فى عصبة تقتل وتسلب عبادنا وفرضوا لنا فى خمس ما يغنم الغزاة المجرمون * وبرّأهم المنافقون فقالوا: " وما قتلتموهم ولكن الله قتلهم ". ألا إنا لا نقتل عيالنا لنغنم مع القتلة والمعتدين " (الطاغوت / 6 – 1).

" يا أيها الذين كفروا من عبادنا الضالين: لقد جعلتم من جناتنا مواخر للزناة ومغاور للقتلة ومخادع رِجْس للزانيات ونُزُل دعارة للسُّكارَى والمجرمين " (الكبائر / 1) ... إلخ.

ومن الواضح أن مَثَلهم حين يتظاهرون بالعيب على دين رب العالمين كَمَثَل المومس التى لا يعجبها عفة الحرائر الشريفات فتذهب تعيبهن قائلةً فى تباهٍ وتشامخٍ كاذبٍ داعرٍ إنها عشيقة لفلان وفلان من أكابر القوم وليست زوجة لرجل لا هو صاحب شهرة ولا ذو منصب كبير من السفلة المجرمين!

ماذا فى إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والصلاة والصيام؟

وماذا فى الصلاة فى المساجد بحيث يُزْرِى عليها الكَفَرَة المارقون؟ ألا يصلون فى الكنائس؟ أكل من صلى منهم يذهب إلى مخدعه فيصلِّى؟ إن الصلاة فى الإسلام تجوز فى أى مكان: فى الشارع، وفى الحقل، وفى المصنع، وفى ميدان القتال، وفى السَّفَر، وفى الحَضَر ... ذلك أن الله سبحانه فى كل مكان، ولا بد من عبادته فى كل حين، وإلا فلو انتظر الإنسان حتى يعود إلى كِسْر داره ويدخل مخدعه فلن يصلى ركعة واحدة إن شاء الله، وهذا ما حدث فى بلادكم، حيث لا تذكرون الله إلا كل أسبوعٍ مرة. وهذا بالنسبة للعجائز وأمثالهم، أما الشبان والشابات فإنهم لم يعودوا يعبدون الله ولا مرة كل مائة عام، فقَسَتْ قلوبهم، فبئس الاقتراح اللعين من القوم الملاعين! والعبرة فى كل حال بإخلاص النية وتطهير القلب من الرياء، أما اتهام الآخرين بالنفاق زورا وبهتانا عاطلا مع باطل، واحتقار عبادة الموحدين وإظهار التنطُّس والاشمئزاز منها، فهو بعينه الكِبْر وجمود القلب الذى أَصْلَى المسيحُ عليه السلام اليهودَ بسببه قوارصَ الكلمات وقوارضَ اللعنات!

ثم ماذا فى الصيام؟ أليس فى دينكم صيام أيضا؟

وماذا فى الأضاحى؟ إنكم تُظْهِرون الشفقة عليها، فهل نفهم من هذا أنكم لا تذبحون الحيوانات ولا تتسمَّمون بها؟ وهل يكره الله من عباده أن يُطْعِموا من أضاحيهم الفقراء والمساكين؟ فأين المحبة والرحمة التى تصدِّعون رؤوسنا بها ليل نهار؟ أم إن اللحم لا يصلح إلا إذا كان من جسد المسيح تأكلونه كما يفعل الوثنيون؟ كيف يا إلهى يأكل الإنسان جسد ربه ويشرب دمه؟ ومن غبائكم وجهلكم تسمّونه " الخروف " كما أفهمكم يوحنا فى هلاويسه (رؤيا / 5/ 6 فصاعدا. وفى إنجيل يوحنا أنه " حَمَل " / 1/ 29، 36)، فيا لكم من خرفان غبية بليدة تسمِّى ربَّها خروفا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير