تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأول/ 26/ 30)، "وإخوته ألفان وسبعمائةٍ ذوو بأس" (أخبار الأيام الأول/ 26/ 32)، وفى الترجمة اليسوعية: "فجعل منهم سبعين ألف حمّالٍ وثمانين ألف قطّاعٍ على الجبل وثلاثة آلافٍ وكلاءَ لتشغيل الشعب" (أخبار الأيام الثانى/ 2/ 18) ".

وبالنسبة لقولك، يا دكتور مورانى، عن بُوهْل ودعواه بتحريف القرى: "وأَمَّا بحث Buhl حول تحريف القرآنِ فلم أَجدِ المصدرَ المذكور إلى الآن، لأَنَّ ما بأيدينا هو "دائرة المعارف الإسلامية" الجديدة، وليس فيها هذا"، فقد رجعتُ إلى مادة "قرآن" التى كتبها هذا المستشرق فى " Shorter Encyclopaedia of Islam" ( بريل ولوزاك/ 1961م)، فوجدته يقول إن الوحى الذى كان محمد يتلقاه ليس هو القرآن الذى نقرؤه الآن، إذ يدَّعِى أن ذلك الوحى قد أعيدت صياغته بحيث أخذ الشكل الحالىّ المسجوع (ص 273/ النهر الأول). كما جاء أيضا فى مادة "محمد" بنفس الموسوعة وبقلمه هو نفسه كذلك أن ما كان محمد يسمعه من وحى ليس هو ما نراه اليوم فى القرآن، إذ كان لا يتلقى إلا الأساسيات، التى كان يتوسع فيها فيما بعد (393/ 2، و394/ 1). فهل هذا كلام علمى؟ أم هو، كما ينبغى أن نصفه دون أدنى تردد، كذب وتدليس واختراع حاقد سخيف؟ وإلا فكيف عرف بوهل بما كان يحدث؟ أكان يتجسس على محمد من ثَقْب الباب فيراه وهو يبدّل ويحوّل فى النص القرآنى، وقد تصبب العرق من جبهته، وزوجته تسعفه بأكواب عصير الليمون البارد "لزوم ترويق الدم" حتى يستطيع أن يُتِمّ المهمة الشاقة؟ إن ذلك لو كان حدث كما يزعم بوهل لشنّع به الكفار تشنيعا رهيبا على النبى الكريم ولأبدى المسلمون استغرابهم على الأقل وتساءلوا عن السبب الذى حدا به إلى تغيير نصوص الوحى على هذا النحو! ثم هل عثر بُوهْل على شىء من نصوص الوحى الأصلية حسب زعمه الأخرق جَعَله يقول ما قال؟ أم على الأقل هل هناك رواية فَهِم سيادته منها هذا؟ إنه لا هذا ولا ذاك، لكن الشياطين لا يستحون! وإلا فما الذى يمكن قوله فى رجل يأتى بعد أربعة عشر قرنا فيدَّعى حدوث أشياء قبل هذه القرون المتطاولة لم يذكرها أحد أيا كان، ولا أثارها أحد أيا كان؟

إن العجيب أن يقول بوهل عن القرآن إنه، عند نزوله، لم يكن ذا فواصل، مع أن المستشرقين، ومنهم بوهل نفسه، يتهمونه صلى الله عليه وسلم بأنه كان يسجع فى القرآن (أى منذ بداية الدعوة) تقليدا للكهان (المرجع السابق/ 293/ 2، و27/ 2). فأىّ تناقض هذا؟ ألا يرى القارئ أن الإساءة إليه صلى الله عليه وسلم هى المقصودة فى الحالتين؟ ثم أليست هذه، يا دكتور مورانى، وأرجو ألا تغضب منى، هى السفاهة بذاتها وعينها وقضّها وقضيضها؟ يا أستاذ بوهل، أنت حرٌّ فى كفرك بمحمد، لكنك (ثلاثة أيمان بالله العظيم) لستَ حرًّا فى هذه المزاعم الكاذبة التى لا يقبلها العلم فى أى مكان أو زمان وتحت أىّ مسوِّغ! وأرجو مرة أخرى ألا تغضب منى يا دكتور مورانى! لاحظ أننى لم أطالب بُوْهل بالإيمان بالقرآن، وكذلك لن أطالبه أبد الآبدين، على الأقل لأنه مات منذ وقت طويل وشبع موتا! ويمكن القراءَ الكرامَ أن يرجعوا، بغية المزيد من التفصيل فى هذه النقطة، إلى كتابىَّ: "مصدر القرآن- دراسة لشبهات المستشرقين والمبشرين حول الوحى المحمدى" (مكتبة زهراء الشرق/ القاهرة/ 1417هـ- 1997م/ 190 - 196)، و"دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية- أضاليل وأباطيل" (مكتبة البلد الأمين/ القاهرة/ 1491هـ- 1989م/ 7 - 9).

كذلك يكذب بوهل حين يزعم أن علماء النفس يوافقون المؤلفين البيزنطيين الذين اتهموا الرسول عليه السلام بأنه لم يكن ينزل عليه وحى ولا يحزنون، بل كان مصابا بالصَّرْع، وإن حاول المستشرق الماكر بعد هذا أن يتظاهر بالحياد والتواضع قائلا: "إن علينا بطبيعة الحال أن نترك لأولئك المحللين مهمة تحديد الطبيعة الدقيقة لحالته" (393/ 2)، وذلك دون أن يذكر لنا أسماء هؤلاء المحللين النفسانيين المزعومين، ولا على أى أساس قالوا ذلك إن كانوا قالوه فعلا، وهل عُرِضَتْ عليهم أعراض الوحى التى كانت تنتاب الرسول عليه الصلاة والسلام حين نزول القرآن عليه عرضًا أمينًا. وقد كان جيبون حاسما فى وصف هذا الاتهام للرسول عليه السلام بالصَّرْع بأنه "ادعاء سخيف من اليونانيين" ( Gibbon, The Decline and Fall of the Roman Empire, William Benton, Chicago- London, 1978,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير