تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التنصيري ومجالاته!

وقد وقف الباحث عند طرق التنصيريين لإبطال أصالة القرآن عن طريق الترجمة التي شغلت بها الكنيسة لتزويد المنصرين بسلاح خطير عبر تزييفه بسبب تشويه الترجمة وإضافة المقدمات والتعليقات والملاحق التفسيرية إليها، ثم عن طريق البحوث التنصيرية التي وضعت حول القرآن تتناول مصادره وتاريخه، وكذلك إصدار الدوريات والقواميس ودوائر المعارف المتخصصة في دراسة القرآن لتأكيد تزييفه وتشويهه .. ثم الحرص على ترويج تلك المزاعم وإثارة الشبهات التي اختلقوها حول القرآن باعتبارة " هرطقة مسيحية "، وأنه مجرد تلفيق من التوراة والإنجيل وتكرار لقصص التوراة متجاهلين الأساليب الفكرية التي قررها القرآن لتأكيد صدقه وأنه منزل من عند الله سبحانه على الرسول مثل أسلوب التحدي بالإتيان بمثله أو بمثل عشر سور منه أو بسورة واحدة .. وكذلك أسلوب المقارنة بين القرآن وغيره من الكتب السماوية لتأكيد صدقه وكشف زيفها وكذبها .. وكذلك أسلوب النقد التاريخي من خلال تقرير أمية الرسول العربي وأعجمية من اتهموهم بتعليمه القرآن في زعمهم!

وجاء الفصل الثاني لتفنيد مزاعم الجدل التنصيري للطعن في صدق القرآن الكريم وأصالته؛ وقد ابتدأها بسرد وجوه تهافت الادعاء بأن القرآن تلفيق من اليهودية والنصرانية كاشفا عن حدود العلاقة بين القرآن وبين التوراة والإنجيل، وهي علاقة هيمنة عليها وتصديق لها وتفصيل لما أجملته مع التأكيد على ما أصابها من تحريف وتزييف .. كما وقف عند ادعاء المنصرين أخذ الرسول القرآن عن بعض الشخصيات النصرانية مثل بحيرا الراهب وورقة بن نوفل .. ويدحض هذه المزاعم كون العهد القديم والجديد لم يكتبا بالعربية في ذلك العصر حتى يفيد منهما الرسول العربي الأمي، بل كتبا بعد عدة قرون، فضلا عن اختلاف كتب العهد القديم نفسه: توراة السامرة، والترجمة السبعينية وتوراة العبرانيين (ص67) .. ومثل ذلك اختلاف نسخ العهد الجديد باختلاف الكنائس: نسخة الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك والأقباط والأرمن .. ثم يقف المؤلف عند قضية الاختلاف بين اليهودية والمسيحية وافسلام في أصول الإيمان: الألوهية والنبوة واليوم الآخر والكتب السماوية والملائكة والقدر .. وكذلك مواقفها الأخلاقية: المعرفة والتربية والسلوك والمجتمع والعلم .. كما ناقش قضية تأثير الإسلام في اليهودية والنصرانية من حيث المبادئ والأفكار التي تأثرت بها حركات الإصلاح عندهم ..

كما عرض وجوه تهافت الادعاء بأن القصص القرآني تكرار لقصص التوراة والإنجيل وأهمها: اختلاف منهج القصص القرآني عما في العهدين القديم والجديد من حيث المصدر والخيال القصصي والتشخيص البياني والتصريح والتلميح والتجريد والتنويع وخواتيم القصص؛ وكذلك تباين أهداف القصص بينهما وبين القرآن؛ كما أن القرآن ذكر بعض القصص التي لم تذكر في التوراة والإنجيل وهي إما قصص كاملة، وإما تفاصيل دقيقة .. ومن هذه المقارنة يتضح تهافت الجدل التنصيري في ادعائه تكرار القرآن لقصص العهد القديم والجديد .. ولكي يؤكد هذه النتيجة استعرض نماذج من تلك القصص المشتركة بينها وهي: قصة خلق العالم، وقصة الطوفان، وقصة يوسف عليه السلام ..

أما الفصل الثالث فقد أفرده لعرض مظاهر ووجوه الإعجاز القرآني التي قررها كثير من العلماء والباحثين في القرآن وهي: الإعجاز البياني أو البلاغي الذي يقوم على اللفظ والمعنى والنظم والتصوير الفني؛ ثم الإعجاز الإخباري الذي يتناول قصص الأمم الغابرة، وكذلك الغيبيات والتنبؤات؛ ثم الإعجاز التشريعي وما يتسم به من مرونة وشمولية ويسر؛ ثم الإعجاز العقلي حيث عُنِي القرآن بمخاطبة العقل الإنساني مستخدما الأدلة المنطقية والبراهين المقنعة وهو يقرر كثيرا من القضايا بعيدا عن الوهم والظن والهوى .. وهذا ما جعل العقل المنصف يتبين خلوّ القرآن من التناقض والاختلاف .. كما يذكر وجها آخر للإعجاز القرآني عند بعضهم وهو الإعجاز القلبي وهو ما يتركه القرآن في نفس قارئه أو سامعه من آثار داخلية بالغة .. وإن كان هذا الأمر ذاتيا ولا يخضع للتعليل أو التوصيف والقياس فضلا عن عموميته ثم الإعجاز العلمي من خلال اشتمال القرآن على كثير من القضايا التي تنتمي إلى علوم الفلك والطب والجيولوجيا والزراعة والنبات والحيوان والتناسل والاقتصاد والتجارة والتاريخ والحضارة والبحار .. وقد شغل نفر من المفسرين والباحثين بهذا الجانب من الإعجاز القرآني وكشف مظاهره في مصنفاتهم من أمثال الرازي والجوهري وعبد الرزاق نوفل ومصطفى محمود والغمراوي والفندي وأحمد زكي وغيرهم .. وقد عرض المؤلف بعض الشواهد الدالة على هذا الإعجاز العلمي من مثل خلق العالم وبعض القضايا الفلكية والجيولوجية وخلق الإنسان والتي تساقطت في القرآن إشارات دالة عليها .. وإن كان يجب ألا يغيب عن البال كون القرآن كتاب هداية وتشريع في المقام الأول، وأن ما وجد فيه من قضايا العلم المتنوعة إنما هي تبع للجانب الدعوي فيه!

ولا يسعنا في الختام إلا التأكيد على أهمية هذا الكتاب وجدارته بالقراءة والتأمل

منقول من هنا ( http://www.aswat.4t.com/P0202.htm)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير