فانظر دكتور كيف تقابل الإيمان المطلق بالبحث العلمي، فتنسب لنا الإيمان - ونعما هو - وتنفرد عنا بالعلم، فهل تجد في ديننا الحنيف مصداق ما تقول؟ هل قرأت القرآن دكتور جيدا فعلمت إلى أي منهج عقلي يدعو؟ الإيمان دكتور عندنا لا يكون إيمانا إلا إذا كان نابعا من علم ومعرفة صحيحتين، وإيمان المقلد عند علمائنا مختلف فيه. فيحتاج الواحد منا أن يقيم دلائل على ما يؤمن به، ولو كانت مجملة بسيطة في نظر كبار أهل العقل والحكمة.
د: أجدني في غنى أن أحدثك عن ديننا الذي أنشأ المناخ العلمي، ودعا إلى الاحتكام إلى العقل، وشيد حضارة إنسانية، وأقام دولة الحق والعدل، واستعلى على جميع العنصريات، ورقى في الإنسان الاعتبارات المعنوية، وجعل التقوى ميزان التفاضل بين الناس ...
وكذلك أجدني غير مضطر إلى تذكيرك بالخلل الكبير الذي تعاني منه المناهج الغربية في دراستها وتحليلها للإسلاميات خاصة، وأديان الشرق عامة، وأكبر معضلات هذه المناهج (الإنفصامية)، فهي تفصم الحقائق وتشطرها، وتحول دون رؤية متكاملة لها.
فمثلا - كما أسلفت القول - السيرة النبوية لا تصلح مصدرا لتاريخ الإسلام لأسباب ارتأوها، بينما جزء منها وهو مرويات شعر الحنفاء؛ صحيحة ونصوص سليمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار، لا بل هي مصدر مهم من مصادر القرآن الكريم.
القرآن لا يصلح مصدرا لدراسة الحالة العقلية والعلمية والاجتماعية التي كان عليها العرب ... بينما الشعر يصلح لذلك.
صحيح البخاري وغيره من المصادر المعتمدة، والمثبتة صحة نسبتها، وصحة ما فيها بأدلة علمية ... ووفق منهج البحث التاريخي ... = لا تصلح لدراسة الشريعة ... وهي في نفسها مشكوك فيها، وعبارة عن كلام لبعض الأتقياء نسبوه للرسول الكريم، وعادات وسنن للعرب الأوائل والمجتمعات الجاهلية حُسبت من الإسلام.
بينما كتاب الأغاني، ومروج الذهب للمسعودي، والحيوان للجاحظ، وحياة الحيوان للدميري ... = مصادر مهمة، وعليها يبني كثير من المستشرقين بحوثهم في رد الإسلام إلى أصول عبرية أو بيزنطية ... بل وفي نقض الإسلام جملة ...
أطلت عليك دكتور، نرجع إلى السؤال الأول: هل هذا الشعر له تأثير من أي نوع على القرآن؟ بعد ذلك تحدثنا د: عن المنهج العلمي الذي أثبت به هذا الشعر، ثم تبين لنا بالمنهج العلمي كيفية استفادة القرآن منه، إذا كان جوابك إيجابيا.
وعندها ربما أقف عن البحث معك، ويتولى من هو أقدر من الدكاترة في الملتقى زمام البحث، بعلم وعقل و موضوعية. بعيدا عن التشنجات والاتهامات والتعريضات والغمزات، فقد علم كل أناس مشربهم منذ زمن، وما هو إلا البحث، وقد يكون تكرارا لما مضت عليه السنون، وبَانَ زيفُه وضعفُه منذ قرون.
ـ[موراني]ــــــــ[13 May 2005, 10:31 م]ـ
الباجي المحترم ,
مشاركتي تتزامن مع مشاركتك: أنظر الى التوقيت.
لا أنوي أن أتدخل فيما طرحت من الأسئلة لأنها تخرج من موضوع هذه المشاركة للأخ ابراهيم عوض.
غير أنني أود أن أنبّهك على أمر واحد: كثيرا ما تذكر أفكار (المستشرقين) وتسألني عن رأيي عما قالوا به ....
فأقول: ما أنا وهؤلاء؟
في الختام: السيرة النبوية (حققه وأخرجه مستشرق ألماني ـ وهذا من باب الافتخار من جانبي ..... )
هذه السيرة لابن اسحاق (ابن هشام) وما اليها من الروايات الأخرى , وما جاء عند الزبير بن البكار .... وهلم جرا) هي من أهم المصادر لعصر النبوة. فلا أظن أن هناك باحث جدي اليوم يشك في هذا المصدر , بل يعتبره من المصادر الرئيسية للبحث وما اليها لدى المتأخرون (نسبيا) في أسباب النزول.
ـ[الباجي]ــــــــ[14 May 2005, 09:04 م]ـ
يا دكتور موراني: وهل ما سألتك عنه إلا في لب موضوع الدكتور إبراهيم؟
الدكتور موراني يقول: الغريب أنّ صاحب هذه المشاركة الطويلة والجيدة لا ينوي , كما يبدو لي , الحوار حول ما طرحه من القضايا لها أهميتها منذ أكثر من القرن).
ففيما سيناقش الدكتور إبراهيم إذا لم يناقشك فيما سألتُك عنه؟
دكتور موراني: أنا سألتُك وأعرف سلفا إجابتك، بل أنت أجبتَ عن سؤالي في مشاركتيك 2 و5، ولكن أحببت أن يكون الجواب أصرح من ذلك.
أما ما يتعلق بما أذكره من أراء المستشرقين وأسألك عنه، فأحب أن توضحها لي لمعرفتك بهم، كما أوضحت رأي شولتس الآن، وأحب كذلك أن أعرف موقفك مما يقولون فما البأس في ذلك؟
وبالنسبة لكتب السيرة: المهم فيها هل تعتمدون ما صح فيها أما تتخيرون ما تحبون وتتركون الباقي؟ هذا محور البحث، أما التحقيق فذاك شأن آخر.
ـ[موراني]ــــــــ[14 May 2005, 11:12 م]ـ
السؤال:
وبالنسبة لكتب السيرة: المهم فيها هل تعتمدون ما صح فيها أما تتخيرون ما تحبون وتتركون الباقي؟ هذا محور البحث،
الاجابة: أتمني أن تكون بخير وعافية.
أما أنا: فلا أجتنب شيئا من التراث ولا أترك منه الباقي , بل أعتمد على كل ما جاء فيه.
وأظن أن هذا يكفي في هذا الحوار.
¥