تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم أن تلك الآيات المزعومة أسلوبها ركيك جداً و لا يصلح بأن نقول أنه من القرآن الكريم حتى و إن كانت مما نسخ.

نحن و إن كانت هناك روايات فإننا أولاً نبحث في سند الرواية و إذا كان سندها صحيح نبحث إذا كانت هذه الرواية يمكن أن نقول أنها تدل على نسخ التلاوة و إذا لم يمكن طرحنا هذه الرواية لأنها تخالف القرآن الكريم

أما أنتم تعانون من مشكلة وجود هذه الروايات في كتبكم الصحيحة و أمامكم أمران، إمام أن تعتقدوا بصحة تلك الروايات فتكونوا ممن يقول بتحريف القرآن الكريم و بالتالي تكفرون أنفسكم، و إما أن تعترفوا بعدم صحة كل ما في تلك الكتب فينتهي الأمر.

كلمات علماء الشيعة في نفي التحريف

طلبتِ أقوال علمائنا في نفي التحريف و هذا أمر غريب، لأنكِ عندما بحثتِ عن علماء الشيعة الذين يقولون بالتحريف لا بد أن يصادفكِ أقوال العلماء الذين يقولون بعدم التحريف، إلا إذا كنتِ قد نقلتِ تلك الأقوال بشكل أعمى من أحد الذين يعادون الشيعة.

ليست مشكلة سأنقل لكِ بعض الأقوال:

1 _ الشيخ الصدوق

يقول الشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي، الملقّب بالصدوق ـ المتوفّى سنة 381 ـ: «إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله على نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس باكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشر سورة، وعندنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة. ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب. وما روي ـ من ثواب قراءة كلّ سورة من القرآن، وثواب من ختم القرآن كلّه، وجواز قراءة سورتين في ركعة والنهي عن القران بين سورتين في ركعة فريضة ـ تصديق لما في قلناه في أمر القرآن، وأن مبلغه ما في أيدي الناس. وكذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كله في ليلة واحدة، وأنه لا يجوز أن يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام تصديق لما قلناه أيضاً.

بل تقول: إنه قدر نزل من الوحي الذي ليس من القرآن ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آية، وذلك مثل ... كلّه وحي ليس بقرآن، ولو كان قرآناً لكان مقروناً به وموصولاً إليه غير مفصول عنه كما قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام لمّا جمعه، فلما جاء به فقال لهم: هذه كتاب الله ربكم كما أنزل على نبيكم لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك، فانصرف وهو يقول: فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون. وقال الصادق عليه السلام: القرآن واحد، نزل من عند واحد، على نبي واحد، وإنما الإختلاف من جهة الرواة ... »

رسالة الإعتقادات، المطبوعة مع شرح الباب الحادي عشر ص 93.

2 - الشيخ المفيد:

ويقول الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الملقّب بالمفيد، البغدادي ـ المتوفّى سنة 413 ـ: «وقد قال جماعة من أهل الإمامة: إنه لم ينقص من كلمة، ولا من آية، ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين (عليه السّلام) من تأويله، وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز.

وعندي أنّ هذا القول أشبه من مقال من ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل، والله أسأل توفيقه للصواب»

أوائل المقالات في المذاهب المختارات: 55 ـ 56.

3 - الشريف المرتضى

ويقول الشريف المرتضى على بن الحسين الموسوي، الملقّب بعلم الهدى ـ المتوفّى سنة 436 ـ: «إنّ العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبدان، والحوادث الكبار، والوقائع الوقائع العظام، والكتب المشهورة، واشعار العرب المسطورة، فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حدّ لم يبلغه في ما ذكرناه، لأنّ القرآن معجزة النبوّة، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينيّة، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية، حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيّراً أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟!».

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير