" أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وزيد بن عمرو بن نفيل وعبدالله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث كانوا ثم صنم لهم يجتمعون إليه قد اتخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيدا كانوا يعظمونه وينحرون له الجزور ثم يأكلون ويشربون الخمر ويعكفون عليه فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوبا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب الثالثة فلما رأوا ذلك اغتموا له وأعظموا ذلك فقال عثمان بن الحويرث ماله قد أكثر التنكس إن هذا لأمر قد حدث وذلك في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل عثمان يقول أيا صنم العيد الذي صف حوله صناديد وفد من بعيد ومن قرب تنكست مغلوبا فما ذاك قل لنا أذاك سفيه أم تنكست للعتب ... ".
إذن ورقة ظل يعبد الأصنام طيلة 60 سنة.
وأكد تلك الحادثة يوم ولادة سيدنا محمد في السيرة الحلبية: 1/ 116 " وذكر أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل وعبد الله بن جحش كانوا يجتمعون إلى صنم فدخلوا عليه ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوه منكسا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب انقلابا عنيفا فردوه فانقلب كذلك الثالثة ".
خرج ورقة بن نوفل يطلب الدين الأصح بعد أن استمر في عبادة الأصنام 60 سنة، فما الدين الذي اتبعه؟
جاء في الاستيعاب في أثناء الحديث عن زيد بن عمرو (أحد مصادر القرآن بحسب الزملاء النصارى) 2/ 616 " ومن خبره في ذلك خرج في الجاهلية يطلب الدين هو وورقة بن نوفل فلقيا اليهود فعرضت عليهما يهود دينهم فتهود ورقة.
ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم فترك ورقة اليهودية وتنصر وأبى زيد بن عمرو أن يأتي شيئا من ذلك وقال: ما هذا إلا كدين قومنا نشرك ويشركون ... ".
هل لاحظتم زيد بن عمرو اعتبر النصرانية شرك لا يختلف عن شرك المشركين .. قارنوا ذلك بعقيدة ورقة مصدر القرآن ..
فلننتقل الآن إلى مناقشة وضع ورقة كأستاذ عميق في النصرانية ..
حقيقة الموقف بهدوء وموضوعية ...
عبد ورقة وأصحابه الأصنام ستين عاماً ولم يطلعوا على أي كتاب من الأديان الأخرى
انقلب الصنم الذي كانوا يعبدونه بعد ولادة سيدنا محمد
خرج في رحلة البحث عن الحقيقة كل من ورقة وزيد بحثا عن الدين الحنيف (المستقيم)
تهودا لما التقيا باليهود وتعلما على يديهما
هل تهودا في لحظة؟!
من المؤكد أنهما بقيا عند اليهود ليتعلما
ثم التقيا بعض النصارى الذين عرضوا دينهم
رفض زيد النصرانية لأنها ديانة تقوم على الشرك.
وافق ورقة.
نفهم من هنا من خلال دراسة شخصية ورقة أن شخصيته لينة سهلة الانقياد للآخرين
بينما لزيد شخصية قوية.
وأيضاً: ورقة لم يكن عنده تلك الخلفية الثقافية التي تؤهله أن يحكم في صحة الأديان.
بسهولة غادر اليهودية واعتنق المسيحية ولا أدري ماذا كان سيفعل لو قابل هندياً؟!
المهم:
لاحظ تناقض الحداد في أثناء حديثه عن تأثر محمد بالموحدين ... ذكر معلمي محمد من الموحدين:
قس بن ساعدة 29 كلمة، أسعد الحميري32، المتلمس40، سيف بن ذي يزن 41، صرمة 66، وكيع 117، زيد بن عمرو 270، أمية بن الصلت 493.
أما ورقة المسكين فقط (23 كلمة)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
وعاد وذكرهم ص272 ولم يذكر ورقة بينهم؟؟!!
وقد يقول قائل ربما الأستاذ الحداد قصد أنه نصراني وليس موحداً فنقول له قد وقع في تناقض لأنه قال ص145:" وورقة بن نوفل .. الذي ربما تنصر ".
وفي ص149 اقرأ بتأمل " .. ورقة بن نوفل، ابن عم خديجة، ذاك القس الحنيف المتنصر (؟) الذي ترجم الإنجيل ". [علامة الاستفهام منه ونحن نضع أمامها!!]
وكان زميله الحريري أشجع منه فقد صرح في فصل عنوانه " نصرانية القس ورقة "
ما شاء الله، إن دين النصارى يصل فيه الإنسان إلى أعلى المراتب بسرعة البرق!!
صار ورقة (قس مكة) في زمن قياسي وبعد تقلبه بين الوثنية واليهودية!!؟؟!!
وانظر إلى عبارته التي أدان نفسه بها بنفسه
" لقد قيل عن القس ورقة أنه كان على دين موسى ثم صار على دين عيسى .. " ص16.
(قيل) أي أنه يشك في ذلك وما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
ثم يذكر أن الحنيفية هي التحنث وهي الأبيونية وهي النصرانية.
¥