تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن ذلك ما جاء في صفحة (هل القرآن معصوم؟): أثناء الحديث عن حالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين نزول الوحي: " وقال علماء المسلمين إنه كان يُؤخذ من الدنيا (القرآن المجيد لدَرْوزة) ... لما أُصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر، وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم (القرآن المجيد دروزة ص54) ". [1]

ومما حرَّفت صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) في النقل عن كتب دروزة، ومما جاء فيها: " وقد فصّل الأستاذ دروزة " موقف القران السلبي" من المعجزة، في (سيرة الرسول 225 - 226) قال: وقف الزعماء إزاء هذا الموقف القراني من تحديهم، واخذوا يطالبون النبي ص. بالمعجزات والآيات برهانا على صدق دعواه اولا؛ ثم اخذوا يدعمون مطالبهم بتحد اخر، وهو سنة الانبياء السابيقن الذين جاؤوا بالآيات والمعجزات (الإسراء 90 – 93؛ الحجر 6 - 7؛ الفرقان 7 - 8؛ القصص 48؛ الانبياء 5 ولا نغدو الحق اذا قلنا إن المستفاد من الايات القرانية المكية أن الموقف تجاه هذا التحدي المتكرر كان سلبيا ... ".

لكن، من يقرأ ما كتبَ دروزة في تحليله لموقف المشركين من معجزة القرآن الكريم، يجد قوله: " وننبه مع ذلك، إلى أن الموقف السلبي الذي تمثله النصوص القرآنية، لم يكن سلبياً بوجه عام .. أما من ناحية الحِجاج والبرهنة والتدليل والتنبيه إلى أهداف الدعوة النبوية، فإنها كانت إيجابية كل الإيجابية، وهذه نقطة جديرة بالتنبيه في صدد الرسالة المحمدية ". ثم أخذَ يذكر الأدلة في الحكمة من كون معجزة القرآن الكريم فيما يحمله؛ لأنها مزية من مزاياه. تلك المعجزة ترشِّحه للخلود والعموم، بعكس معجزات الأنبياء الأخرى، التي وقعت وانقضت.

رسالة الإسلام حيَّة خالدة، لذا وجبَ أن يكون دليلها حياً خالداً كخلودها. [2]

ومما قال محمد عزة دروزة في مقدمة كتاب " القرآن والمبشرون " فاضحاً تحريف " الأستاذ الحداد " ومَن ما زال ينقل عنه!: " قرأت في صيف سنة 1968م أربعة كتب مطبوعة [3] في مطبعة حريصا البولسية في لبنان لمبشر سمى نفسه الأستاذ الحداد، بعنوان مشترك هو: " دروس قرآنية " ... والخوري مطَّلِع على كتب تفسير المسلمين ... غير أنه جرى على بتر ما ينقل واللعب فيه. حيث يهمل تتمات مهمة، كما ظهر لي يقيناً مما نقله من كتبي (القرآن المجيد) و (عصر النبي) و (سيرة الرسول) التي ينقل عنها كثيراً. حيث أورد روايات منها أوردتها فيها للتفنيد، فرواها دون تفنيدي لها ..

والخوري الحداد وأمثاله أذكى من أن يجهلوا أنهم أعجز من أن ينالوا من القرآن والرسالة الإسلامية ورسولها العظيم .. بل هم يعرفون أن هذه الكتب لن يكون لها رواج بين المسلمين. والمتبادَر أنهم إنما يكتبونها بقصد تشويه القرآن والرسالة المحمدية وتهوينها في نظر بني مللهم؛ إبقاءً لهم على ما هم عليه، ليظلوا مطايا لهم يركبونها، وبقراً يحلبونها، ومدرار منافع ومآرب يجنونها. كما وصفت آية التوبة أمثالهم المتقدمين: " إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .. (34) " ". [4]

ثم أخذ يُفصِّل الرد على الأب الحداد، في تحريفه عما نقل عنه وعن غيره من المتقدمين والمتأخرين من علماء المسلمين ... بل تحريفه المقصود في نقله عن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة!! وقد وقع كتاب دروزة في أكثر من أربعمائة وخمسين صفحة.

فإن كان حال " الأستاذ الحداد " أحد أقطاب المنصرين المهاجمين للقرآن الكريم هكذا، فكيف التلاميذ؟! [5]

وصدق الله العظيم " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " [آل عمران: 71].


ملاحظة: تبين لي من خلال تتبع المواضِعِ التي بتَروا فيها أقوال المفسرين عن سياقها .. الخ أنهم يبحثون عن تفاسير ليست بين أيدي العامة كتفسير النسفي الذي نقلوا عنه كثيراً. بكتابة المجلد والصفحة دون ذكر الآية الكريمة .. والطبعة المتوفرة لدي أيضاً قديمة والبحث فيها مزعج لدرجة أن الآيات فيها غير مرقمة!!
وكنت أضطر لقراءة المجلد كاملاً .. وكان كما توقعت فالنسفي ـ رحمه الله ـ بريء مما نسبوا إليه.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير