تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكل آية مدح الله فيها التوراة أو الإنجيل كقوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} (46) سورة المائدة

فهي مدح لكتبه التي أنزلها، وأما النسخ التي طالها التحريف والتغيير- على القول بوقوعه- فلا يقول عاقل إنها المرادة من هذا، بل جعلها مقصودة سفسطة ظاهرة وتوهيم يراد به التلبيس والله المستعان

والمقصود بالنسخ أن الكتاب الذي تعبد الله به الناس بعد مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرآن،

وقد بين الله أن بعث رسوله إلى العالمين كما قال تعالى

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107) سورة الأنبياء

وبين أن القرآن ينسخ ما في الشرائع السابقة كما قال تعالى:

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) سورة الأعراف

فكل ما نص فيه الله تبارك وتعالى عليه في القرآن من أحكام وفي الكتب السابقة ما يخالفها فهو ناسخ لها مزيل للأمر بالتعبد بها

وما في الكتب السابقةلا يخلو إما:

أن يكون خبرا كالإخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وكماله وكالقصص وأخبار الأمم السابقة واليوم الآخر

وإما أن يكون حكما وأمرا ونهيا وتشريعا

فإن كان خبرا

فلا يخلو إما:

أن يوافق ما في كتاب الله

أو يعارضه

أو لا يعارضه ولا يوافقه

فإن وافقه فلا إشكال بالتصديق بما فيهما

وإن عارضه كان دليلا على وقوع التحريف في الكتب السابقة وامتداد أيدي المبدلين إليها والمحرفين فيها إذ يستحيل نسخ الأخبار، وهذا ليس للهوى ولكنه إملاء العقل والمنطق الذي دل على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام،

وإما أن يكون خبرا لم يأت ذكره في القرآن وليس في القرآن ما يصدقه ولا يكذبه فهو

من جنس ماقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم)

ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم.

وإن كان ما جاء في الكتب السابقة حكما كالأوامر والنواهي والتشريع فلا يخلو أيضا إما

أن يكون موافقا فالعمل بشريعة الإسلام ولا يسمى ما جاء في الإسلام ناسخا بل إن الشرائع الكلية كالصلاة والصيام والصدقة والحج الشرائع الكلية التي أمر الله بها الأمم السابقة لم تنسخ وإنما النسخ لبعض تفاصيلها وهيئاتها

وإن كان مخالفا معارضا فهو إما أن يكون من المنسوخ الثابت حقا في كتبهم لكن نسخ في شريعتنا كما قد يقع النسخ في شرعنا فقد تنسخ بعض الآيات آيات أخرى وإما أن يكون من المحرف المبدل على قول من قال بتبديل ألفاظ الكتب السابقة من علمائنا

وإن كان من الأمور التي لم يأت فيها نص في شريعتنا فهل شرع ما قبلنا شرع لنا محل خلاف بين أهل العلم ليس هذا محل بسطه

وأما مسألة تبديل وتحريف ألفاظ الكتب السابقة فليست من المسائل العقدية التي يجب على المسلمين اعتقاد شئ فيها ولا يترتب على ا ختيار قول فيها تبديع ولا تفسيق ولا تكفير

وإنما يلبس بها بعض أهل الكتاب وهي عادتهم كا قال الله فيهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير