ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[24 Jun 2005, 11:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
أخي الكريم عبد الرحيم، أظن هذه الشبهة فرع من الشبهة الكبرى حول أسباب النزول: فقد عمد أعداء الدين من نصارى و ملاحدة إلى الآيات التي نزلت في مناسبة معينة، واعتبروا أن ذلك دليلاً على أن القرآن ليس من عند الله، ولكنه ينزل " حسب الطلب "، على حد تعبيرهم (العلمي طبعاً!) .. ثم صنفوا هذه الآيات: فجعلوا منها آيات أنزلت " تحقيقاً لرغبة " النبي عليه الصلاة والسلام .. ثم جعلوا منها آيات أنزلت " تحقيقاً " لرغبات الصحابة .. و جعلوا منها آيات أنزلت موافقة لما صرح به بعض الصحابة لفظاً أو معنى .. و جعلوا منها آيات أنزلت إيضاحاً لمشكل أو استدراكاً أو استثناء.
انظر تناول الأخ متعلم (و هو من تلامذة الدكتور إبراهيم عوض) لهذه الشبهة العامة حول أسباب النزول بالنقض في رده القصير على كتاب النص المؤسس .. و قد أرفقت كلام الأخ متعلم بأكمله في الملف المرفق بهذه المشاركة.
و الله الموفق.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[24 Jun 2005, 11:53 م]ـ
أخي الداعية الكبير د. هشام نفع الله بك ...
كان ردي على شبهة كون الصحابة الكرام رضوان الله عليهم مصدر القرآن الكريم كما يلي:
=========================================
أما شبهة أخذه عن الصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فهي شبهة واهية، لعدة أسباب:
1. ما نزل من قرآن كريم مؤيداً لمواقف بعض الصحابة، له حكم أسباب النزول تماماً. والله جل جلاله بعلمه السابق الأزلي علم أن فلاناً من الصحابة سيقول كذا وكذا، وسينزل من القرآن الكريم بُعيدها ما يقارب لفظ الصحابي.
ولا يعني ذلك أن الآية القرآنية الكريمة، كان سيتغير لفظها لو غير الصحابي لفظه.
مثال: آيات الظهار في أول سورة المجادلة، لا يمكن القول أنها لم تكن لتنزل لو أن هلال بن أمية لم يظاهر زوجته ـ رضي الله عنها.
بل الحق إن الله تعالى علِمَ بعلمه السابق أنها ستأتي إلى رسول الله وتشتكي إليه، ومن ثم سيتنزل من القرآن الكريم المعجز في ذلك الوقت الإجابة عن سؤالها.
وكذا الحال بالنسبة لما نزل من القرآن الكريم، موافقاً ـ كما يزعمون ـ لبعض الصحابة.
2. ما تنزل من القرآن الكريم في ذلك قليل جداً لا يكاد يذكر، (ذكر ابن حجر في فتح الباري 1\ 505، شرح باب: ما جاء في القبلة: إنها لا تزيد عن خمسة عشرة مرة.) ولا يصح أن ينبني عليه تعميم.
3. الإعجاز في النظم بين الآيات التي لها سبب نزول، أو التي حصل اتفاق بينها وقول صحابي لهو دليل كونها من مصدر إلهي واحد. فلا يعقل أن تجتمع أساليب عدد من الصحابة في دفتي مصحف واحد بهذا التنسيق البديع المحكم دون خلل.
4. في ذلك تكريم للصحابة رضوان الله عليهم.
5. لما ترسخت مبادئ الإسلام العامة في عقول الصحابة، وتركز الإيمان في قلوبهم؛ أنطقهم الله تعالى بما يوافق سنته في الكون والحياة. وكم من مسلم يستطيع الحكم على أي قضية من قضايا الحياة المعاصرة دون أن يحفظ ما يؤيد ما ذهب إليه من الكتاب والسنة، ولكنه لما عرف مبادئ الإسلام العامة، وتدخل الإيمان العميق قلبه، وتحركت كل جوارحه بمختلف العمل الصالح .. سدَّد الله تعالى طريقه وهداه صراطه المستقيم. قال تعالى في سورة البقرة: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) ".
6. كان في نزول تلك الآيات من القرآن الكريم فتنة وامتحاناً لقوة إيمان الصحابة.
7. لو كان أمر تأليف القرآن الكريم بتلك السهولة، فما الذي منع ابن أبي سرح من زعم النبوة، وكان عندها سيجد دعماً غير محدود من مختلف أعداء الإسلام.
8. ما الذي دعا ابن أبي سرح أن يعود إلى الإسلام من جديد؟! ولماذا لم يلتحق بمجموعة المتنبئين، أو يحشد له أتباعاً كما جمعوا؟
9. توفر همة المشركين واليهود والمنافقين لمعارضة القرآن الكريم، ولو كان تأليف مثله سهلاً ميسراً لوضوعو الأموال والملذات بين يدي ابن أبي سرح كي يؤلف سورة واحدة على الأقل. ولكن التاريخ لم يثبت أي محاولة ـ على الأقل محاولة ـ للقيام بتلك المعارضة.
فهل كان عبد الله بن أبي بن سلول سيدع تلك الفرصة تفلت من بين يديه، لو كانت بتلك السهولة؟
10. هذا دليل عدم تصرف سيدنا محمد بما يتنزل عليه من وحي، فلو كان الأمر متروكاً للنبي، لكان هواه يقتضي مخالفة قول كل صحابي؛ حتى لا يدع أي مجال للشك فيه. ولتبقى له الزعامة المطلقة بلا شريك، كما هو هوى كل نفس بشرية، ولكنها النبوة.
إن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ الذين لم يتزعزع إيمانهم قيد أنملة بسبب ذلك، لهم الأحرى بالشك من أولئك الذين يزعمون اتباع المنهج العلمي الموضوعي.
وسبحان الله العظيم، لا إله إلا هو! إن ما يعده منتقدوا القرآن الكريم، شبهة دامغة ضده. ينقلب دائماً حجة قوية، ودليلاً إضافياً على إلهية مصدره!!
كما أن ما سبق مثال واضح على تخبط المواقع التنصيرية على غير هدى في تحديد المصدر البشري المزعوم، الذي أخذ منه سيدنا محمد القرآن الكريم.
========================
ولكن سؤالي محدد هنا أكثر في شبهة آية النساء: " لا يستوي القاعدون ... "
¥