ـ[حسام مجدي]ــــــــ[26 Jun 2005, 09:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
أخي .. و الله أعلم .. فإن اجتهادي في الرد على تلك الشبهه هو ما يلي ..
يعلم جميع من درس تاريخ الغزوات في عهد الرسول عليه الصلاةو السلام .. كيف أن الأمر كان صعبًا على نفوس الصحابة لما كانوا هم فيه من هوان و ضعف .. هذا في عهد فجر الإسلام.
و كذلك فإن الإسلام قد عانى بعد أن قويت شوكته أيضًا من أمرآخر .. ألا و هو المنافقين ..
هؤلاء القوم الذين كانوا يصدون المؤمنين عن القتال , ويحبون أن يزينوا لهم القعود عن القتال في سبيل الله سبحانه و تعالى.
مما سبق نفهم أن الإسلام كان يعاني من كلا الأمرين ..
-1 الرهبه في نفوس الصحابه رضوان الله عليهم , مثل ما فيقوله تعالى " وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ "
و أيضًا في قوله سبحانه و تعالى " إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَتَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " ..
و كذلك في قوله عزّ و جلّ " إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ "
و يدل كل هذا أن الشيطان كان يوسوس في صدور المؤمنين ليثنيهم عن الجهاد.
-2 المنافقين .. في قوله تعالى " إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
و كذلك قوله سبحانه و تعالى " وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا "
و كذلك أيضًا في قوله سبحانه و تعالى ..
" فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ * وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ "
و هذه الآيات تبين تمامًا كيف كان هؤلاء القوم يصدون عن سبيل الله و يفتنون المؤمنين عن الصدقات والجهاد في سبيل الله ..
و قد يقول قائل بإذن الله سبحانه و تعالى ..
بالله عليك ما علاقة هذا بالشبهه؟؟؟!!
أقول بحمد الله هي علاقة وثيقة ..
فكما تكرم أخي الحبيب و استاذي " عبد الرحيم " و نظيرة " د. هشام عزمي " - أكرمهم الله سبحانه و تعالى و رفع قدرهم - و كما هو متفقٌ بين أهلالإسلام إن الآية الكريمة " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون .. ". كانت مكتوبه هكذا في علم الله الأزلي و في اللوح المحفوظ.
فقد جعل الله سبحانه و تعالى الآية الكريمة تنزل بجزء منها أولًا بهذا الشكل " لا يستوي القاعدون من المؤمنين .. " ..
و قدر الله سبحانه و تعالى أن يكون " ابن مكتوم " الأعمى موجودًا ليقول كلامه عن أنه أعمى و لا يقدر على الجهاد .. ليعرف كل شخص من هم المقصودين " بأولي الضرر " ..
فلو كانت الآية الكريمة نزلت هكذا " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدو .. ".في أول أمرها ..
¥