ثم تعالوا لتنظروا حماقة النصارى من جهة أخرى: هم يعتقدون أنهم بصنيعهم ذاك يثبتون أن القرآن ليس من عند الله ... ويغيب عنهم أن القرآن على فرض أنه من عند محمد صلى الله عليه وسلم فهو من كلام العرب الذي ينبغي أن يخضع له عنق النحوي وأعناق قواعد النحوي. فالامر هنا لا يتعلق بوحي أوحي أو افتراء افتري .... بل يتعلق بالحجة اللغوية. والنحاة المسلمون احتجوا بكلام الكفار من الجاهليين ولم يحتجوا بكلام أئمة المسلمين الذين تأخر بهم الزمان ... فلم يكن همهم النقاء العقدي بل النقاء اللغوي. وهل في الدنيا أنقى من لغة القرآن-على فرض أنه مفترى-:متواتر تكلم به عربي في بيئة عربية وتحدى به عربا فصحاء بلغاء .... لم ينتبهوا إلى أخطائه وانتبه إليها لكع بن لكع من نصراني أعجمي وعلماني أخذا اللغة العربية من كتاب: كيف تتكلم اللغة العربية في خمسة أيام بدون معلم!!!!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[16 Aug 2005, 03:12 م]ـ
بارك الله فيكم: أحسنتم وأجدتم وكلماتكم هذه رائعة:
[بدل هذه الإستراتيجية السلبية كان الأجدر بالمسلم أن يلزم خصومه بأنهم لا يعقلون ... فهم بادعائهم وجود أخطاء لغوية في القرآن قد نادوا على أنفسه بالجهل المركب .... وعلى المسلم أن يثبت عليهم ذلك ليلقمهم حجرا بدل الفرار الى كتب اللغة والبلاغة والنحو والصرف.
كيف ذلك؟]
نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وكان ينزل هذا القرآن على أفصح الرجال وأعلمهم بلغات العرب وكان له أعداء من العرب وغيرهم وقد كانوا يتشبثون بأي حجة تدل على أن هذا القرآن ليس من عند الله وأنه مختلق
أتراهم نسوا هذه الحجة أم أن لغتهم كانت ضعيفة وليست كمستوى لغة المستشرقين هؤلاء ولم يستطيعوا أن يجدوا هذه الحجة الدامغة لبيان أخطاء كلام الله
المشركون قالوا كما ذكره الله في كتابه (إنما يعلمه بشر) هذه أحد الانتقادات
فماذا كان الرد (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)
هل جاء المشرك العربي وقال إنه يخالف قواعد العرب
بل إن الله أجرى على ألسنة المشركين وصف هذا الكلام بأنه عربي بالغ البيان
أعتقد أننا أعطينا هؤلاء المستشرقين أكبر من حجمهم، والجدال مع المخالفين إذا كان الحَكم والخصم واحدا فقل لي بأي طريقة نتحاور
فإذا كان هذا المستشرق إذا ذكرت له شاهدا عربيا إما من شعراء العرب أو من كلامهم قال ولكنه لا يوافق معلوماتي فكيف إذا هذا الحوار نحن نتحاور على قانون العرب في خطابهم فهل تكلموا بمثل هذه القاعدة التي نتحاور عليها؟ إذا كان الجواب بنعم: لابد أن ينقطع النقاش
وأما مسألة الاختيار فهذا أمر آخر، المهم أن لا ترد بأنه خالف اللسان العربي
المقرئ
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 Aug 2005, 03:55 م]ـ
أحسنتَ يا أبا عبد المعز.
وقد كانت هذه الفكرة تعتمل في ذهني، فأحسنت سبكها، وأجدتَ في التعبير عنها.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Aug 2005, 12:17 ص]ـ
1 ـ أحسنتم وأجدتم، ولا زلت أستغرب كيف يجادل المخالف ممن فيه مسكة من عقل في هذه الأمور، أتُراه يريد أين يكون أجهل من أبي جهل، لقد كان العرب متوافرون والقرآن ينزل بين ظهرانيهم، وهم الحجة في معرفة كلامهم من مفرداته وتراكيبه وأساليبه، فهل استنكروا منه شيئًا؟
إن من يتطاول اليوم على القرآن بالإبطال من جهة اللغة أو البلاغة أو غيرها إنما يصف نفسه بالجهل المطبق جدًّا.
قال الطاهربن عاشور: ((روى أن ابن الراوندى ـ وكان يزن بالإلحاد ـ قال لابن الأعرابي: أتقول العرب: لباس التقوى؟
فقال ابن الأعرابي: لا بَاسْ لا بَاسْ، وإذا أنجى الله الناس، فلا نَجَّى ذلك الرأس.
هبك يابن الرواندي تنكر أن يكون محمد نبيا، أفتنكر أن يكون فصيحا عربيا؟)).
2 ـ وكما ذكر أخي المقرئ في أمر المستشرقين المغرضين الذين لا يخضعون في نقاشهم إلى الأسلوب العلمي الحيادي الجادِّ، بل قصدهم التهويش والتزييف، فأنَّى لك أن تُقنِعهم، وليس على هؤلاء لومٌ؛ لأن هؤلاء يخالفونك من أول الطريق، ولهم هدف يريدون الوصول إليه، لكن اللوم كل اللوم على من هو من بني جلدتنا ويتلقف أفكارهم وآراءهم على انها وحي مسلم لا يقع فيه الخطأ ويبثه عبر وسائل الإعلام أو قاعات التدريس على طلابه.
¥