تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تعالى جحيم النار فى قعر جهنم، كفر وشرك وإثم)، وحدث ما توقعت بعد عشر سنين من صدام بين السلطة والشباب المتدين خلال النصف الأول من عقد التسعينيات. وأنا الآن فى غربتي عن بلدي الحبيب أخشى من نبوءة ثالثة: إننا إن لم نصلح أمرنا بأيدينا فسيأتي الدمار. فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى الى الله. إن الله بصير بالعباد". هذا العريان الطـ .. ـز، الذى يحب التجميز، يرى أنه قادر على التنبؤ، لا نبوءة واحدة بل ثلاث نبوءات فى عينه وعين كل عدو للإسلام والمسلمين، كل نبوءة تنطح النبوءة التى قبلها، أما رسول الله فقد أصدر "جنابُه الواطى" هو ومسيلمته بشأنه فرمانا كاوبوويًّا بأنه لا ولن يعرف شيئا من أمور الغيب (من خلال وحى السماء طبعا، فنحن لا نؤمن بأنه يعرف الغيب من تلقاء نفسه)! وبالمناسبة فإن سجاح كانت قد أعلنت فى بداية المسرحية الهزلية أنها لا توافق مسيلمة على دعواه الرسالة، لكن بعد اجتماع الخيمة التى طيَّبها لها مسيلمة بالطيوب الحادة النفاذة التى تعمل عمل السحر فى النساء، وبعد ... وبعد ... عادت فسلمت قلاعها له! مبارك عليك يا سجاح تسليم القلاع! أما الخطوة الثالثة فقد تكون ادعاءها النبوة ذاتها، ويومها لن يعزّ عليها أن تتنصل مما قالته هى ومسيلمتها من قبل، إذ من الممكن جدا أن تقول إن النبوة التى تدّعيها تختلف عن النبوة التى كانت تقول إن محمدا قد وضع بمجيئه بدعوته حدا لها! ألم تقل هى ومسيلمتها إن النبى هو من يأتى بكتاب نبوءات؟ فها هى ذى تتنبأ، وتأتى تنبؤاتها كفلق الصبح! لا أطلع الله عليها صبحا، ولا جعلها تبصر مساء! وعلى أية حال فالشيخ طنطاوى، الذى لا أُحِبّه ولا أُعْجَب به حتى مذ كان مفتيا، لم يطلق على نفسه أى لقب، بل الآخرون هم الذين يطلقون هذه الألقاب عليه. وفى سياقنا هذا نجد أن صحيفة "الوفد" هى التى سمته: "شيخ الأزهر" و"الإمام الأكبر"، أما مسيلمة وسجاح فهما اللذان يحرصان على إطلاق الألقاب على نفسيهما، حتى لو كانت ألقابا كفرية كلقب "الرسول"، الذى يمكن أن يتلقب بعده الشيخ أحمد بلقب "النبوة" إذا ما اقتضت ظروف الخيانة والعداء لدين محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلن النبوة بدوره! ألم يكن يعترض فى البداية على ادعاء رشاد "ساعة لقلبك" بأنه رسول، ثم لَحَسَ هذا الاعتراض وأصبح الكاهن الأكبر فى معبد المغدور الكافر عليه لعنة الله؟ فما الذى يمنعه من أن ينتقل من هذا إلى ادعاء النبوة لنفسه؟

أما النقطة الثانية التى يهاجم شيخَ الأزهر بسببها فهى قوله إن الشيخ طنطاوى يحتكر الكلام فى الدين لنفسه. ولست أظن أن هناك مسلما يستطيع أن يدعى احتكار الكلام فى الدين الذى تريد سَجَاحنا، ومن قبلها مسيلمتها، أن يحتكراه لنفسيهما دون البشر أجمعين على ما فى موقفهما من اتباع للهوى الشارد الساقط الذى لا تضبطه أصول علمية أو تحرّجات أخلاقية، بل يخضع لانفلات مهووس يأبى إلا ادعاء الرسالة ذاتها تقف وراءه وتشجعه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وكذلك ادعاء المقدرة على التنبؤ على ما رأينا فى كلام منصور منذ قليل. على أن ليس معنى هذا أن الكلام فى الدين ينبغى أن يُتْرَك سداحَ مداحَ لكل من هب ودب، بل لا بد من اقتصاره على من تؤهله طبيعة دراسته للخوض فى مثل هذه الدراسات التى تحتاج إلى التخصص فيها شأنها شأن أى حقل آخر من حقول العلم، سواء كان التخصص رسميا أو أخذه الكاتب على عاتقه فتخصص فى هذا الموضوع من تلقاء نفسه وحرص بكل ما يستطيع من جهدٍ على التعمق فيه. ومع ذلك كله فالواقع الذى لا يستطيع أكذب كذوب أن يمارى فيه هو أن أحدا لا يستطيع أن يمنع أحدا من الكلام فى الدين، وسجاحنا نفسها أكبر برهان على ما نقول، فرغم أن الجميع يعرف ارتباطها بأمريكا وأهداف أمريكا فى المنطقة وضرب الإسلام فها هى ذى تكتب ما تريد ويُحْتَفَى به أعظم الاحتفاء ويُنْشَر لها فى المواقع الألكترونية المختلفة، بل تخصَّص لها بعضُ المواقع تخصيصا، دون أن يمنعها من الكلام والكتابة مانعٌ أيًّا كان. ولقد جمعتنى مناظرة علمية على الهواء فى التلفاز المصرى منذ بضع سنوات بأحد الزملاء من الأساتذة الجامعيين، وكان مما قلته ردا على مناظرى العلمانى (أو فلنقل بصريح العبارة: "الشيوعى" دون لف أو دوران): إن أحدا لا يستطيع أن يجبر أحدا فى الإسلام على اعتناق رأى ليس مقتنعا به

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير