تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مصريا فى هذا العصر الكئيب. وهى ظاهرة مدمرة ومرشحة للتكرار طالما بقى الحال على ما هو عليه. ولكن فى المرات القادمة قد يكونون أكثر مهارة وخبرة وكفاءة واستعدادا بحيث يفلتون ويقتلون ابرياء اسرائيليين. الضحايا ايضا من اليهود الاسرائيليين المدنيين صرعى العمليات الانتحارية التى جعلوها استشهادية. ان تلك العمليات الانتحارية هى سلاح اولئك الضعاف الضحايا العرب والمسلمين، وبدلا من أن يتوجه الكفاح ضد المستبد وهو العدو الحقيقى الذى افقرهم وعذبهم وأذلهم وصادر حقوقهم فانه بغسيل المخ يتوجه نحو اسرائيل فى ظل أكبر حملة دعائية استمرت لأكثر من خمسين عاما تحاصر العقل العربى المسلم من طفولته الى كهولته تدفعه دفعا الى كراهية كل ما هو اسرائيلى ويهودى. والشباب العربى المسلم هم الضحية.

فى أى بلد فى العالم تجد الشباب عنوان الاقبال على الحياة والتفتح والانفتاح على المستقبل لأنه المستقبل. أما فى مصر والشرق الأوسط تجد الشباب منغلقا مشدودا للماضى يفكر فى الموت اكثر من الحياة، يريد أن يرحل الى الجنة مفجرا نفسه ومعه "بعض الكفرة" ليدخلهم النار ليتمتع هو بالحور العين فى الجنة بعد أن فقد أمله فى الزواج والعمل والسكن. المشكلة أن عدد الشباب هو الأضخم فى نسبة السكان واذا كانوا سيظلون بهذه العقلية المريضة الانتحارية فسينجح التخطيط الجهنمى للمستبدين العرب الذين قرروا تأجيل المعركة النهائية مع اسرائيل للأجيال القادمة مقابل أن يتمتعوا هم وحدهم باحتكار السلطة والثروة فى هذا الجيل. أذن فالمستقبل يحمل مخاطرجدية لعمليات انتحارية مقبلة طالما ظلت الثقافة التراثية السلفية سائدة يعززها الأستبداد والفساد. والعمليات الانتحارية سلاح فتاك لا تعرف متى وأين وكيف يضرب. ولا سبيل لمواجهة هذا السلاح الا بسلاح فكرى عقلى اسلامى من داخل الثقافة الاسلامية ذاتها ليعرف كيف يخاطبها ويقنعها.

المحصلة النهائية أن تلك الانفاقات الرسمية على مستوى القمة لن تجدى شيئا فى اقناع الشباب المطحون والناقم والمأزوم. بل ستتزيدها تفاقما لأن اولئك الحكام المستبدين المكروهين انما يعبرون عن أنفسهم وليس عن شعوبهم وبالتالى فان الكراهية لهم لا بد أن تنعكس على ما أسهموا فى انجازه خصوصا اذا كان الشباب المأزوم يعتبرها "استسلاما مخزيا للعدو الصهيونى" حسب تعبيرهم.

لا بد من الاصلاح الديمقراطى والاصلاح الدينى لتجذير السلام فى الشرق الاوسط والا ستظلون تكتبون اتفاقات رسمية على الماء لن تمنع القادم من أنهار الدماء".

ـ[البحر الرائق]ــــــــ[10 Mar 2006, 02:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و كفى، و سلام على عباده الذين اصطفى،

و بعد

استاذنا الفاضل / د. ابراهيم

جزاك الله خيرا على ما قدمت و ما اوضحت من شبهات هذا الأفاك الأثيم، وجعل ذلك فى ميزان حسناتك، و أنا أبشرك بأن نبتة السوء هذه لم و لن تجد أرضا خصبة فى مصر أرض الكنانة، ومهما أنشأوا من مراكز كمركز ابن خلدون أو غيره فلن يفلحوا، و الله متم نوره و لو كره الكافرون.

لكن لى مؤاخذة على استاذنا و هى بعض الالفاظ التى و ردت فى المقال التى لا تتناسب مع ملتقانا الكريم، و انا أعلم انها خرجت من استاذنا الفاضل من باب التهكم و السخرية بأعداء الاسلام، لكن كنت أتمنى أن يعرض عنها شيخنا تنزيها له و لملتقانا - ملتقى أهل التفسير -عن هذه الالفاظ.

ثم اننى أرى أن هناك منهجية أخرى للتعامل مع مثل هذه المقالات. وهى أن ننقل مقال الخصم كاملا دون تدخل فى نصه ثم نبدأ فى سرد مجمل النقاط ثم نبدأ فى دحض هذه الشبهات واحدة بعد الأخرى.

و أنا أرى ان أحمد صبحى هذا قد كرس همه الأكبر فى هدم السنة و عدم الاعتراف بحجيتها و كونها من مصادر التشريع و الانتقاص الغريب و غير المبرر من شأن النبى صلى الله عليه و سلم، و هذا الأمر الرد عليه أيسر مما يمكن، لكن الأمر الذى يقلق هو انهم يهدمون السنة و يستدلون على هدمها بالقرآن مما قد يجعل من لا حظ لهم من العلم يصدقون هذا الإفك العريض، وهو بذلك يفعل ما فعله الخوارج حيث استدلوا على كفر على بالقرآن و قالوا:إن عليا حكم الرجال فى دين الله، و الله يقول (إن الحكم إلا لله)

و ما نحب ان يتعلمه الناس انه ليس كل من استشهد بالقرآن كلامه صحيح، إذ العبرة بمناطات الدليل و توجيهاته و الاستشهاد به فى محله و ليس مجرد الاستشهاد.

و الغريب أيضا أنهم يستدلون على عدم حجية السنة بالسنة، فيقولون قال رسول الله (من كتب عنى شيئا سوى القرآن فليمحه)

و أستطيع أن أجزم قائلا إن هذه الخطط تسير وفق خطوات منظمة بدأت بالطعن فى السنة بالطعن فى حملة السنة اولا ثم الطعن فى نصوص السنة ليصلوا بعد ذلك إلى الطعن فى القرآن، فمن المؤكد أنهم لا يسعون لتكون الحاكمية للقرآن وحده دون السنة، فهذا و سيلة لا غاية، بل الغاية عندهم هدم الدين برمته و لتكون الحاكمية للبيت الابيض و السى اى ايه و لنقع نحن المسلمين فى نقاشات متعددة فرعية لدرجة أن ننشغل بهذه الحوارات عن مخططهم الرئيسى

اسأل الله أن يعيننى لأكتب مقالا موسعا حول حجية السنة و كونها من الوحى الإلهى.

و فى النهاية أشكر لسيادتكم هذه الغيرة على الاسلام راجيا من الله أن يجعل ذلك فى ميزان حسناتك و أن يجزيك خير الجزاء.

ـــــــــــــــــــــــ

البحر الرائق -أحمد محمود على

ليسانس تربية - قسم اللغة العربية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير