قال ابن عباس رضي الله عنه: بالقرآن. (جامع البيان 19/ 30) ,
وهذه منقبةٌ عظيمةٌ لمن دعا إلى الله تعالى بالقرآن العظيم وتفسيره للناس؛ فهو مجاهد, وهو في هذا مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم حين امتثل أمر الله له بقوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} (الأنبياء 45) , وقوله تعالى: {وأوحيَ إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} (الأنعام 19).
فلا يتم إنذار ولا بيان ولا حجة إلا بالوحي.
ومن تأمل سيرة سلف هذه الأمة في قرونها المفضلة وجد عنهم في ردِّ تأويل الجاهلين, وانتحال المبطلين, وتفاسير أهل الأهواء خَبَراً كثيراً, يستعين به في إبطال أصول كل انحراف جاء بعد زمانهم.
ومن جهاد مفسري السلف في ذلك: رَدُّ علي بن أبي طالب, وسعد بن أبي وقاص, وجابر بن عبد الله, وابن عباس رضي الله عنهم على تفاسير الخوارج لبعض الآيات. وكذا رَدُّ ابن أبزى, وأبي مجلز, وسعيد بن جبير, وأبي جعفر الباقر, والحسن, وقتادة, ويحيى بن سلاَّم, وأحمد بن حنبل, وابن قتيبة, وغيرهم على تأويلات الخوارج والرافضة والقدرية والمعتزلة لعدد من الآيات.
فاستخراج مناهج السلف في الرد على تفاسير أهل الأهواء وإبطالها, والتعرُّف على أصول الانحراف في التفسير وأسبابه وبذوره الأولى مطلبٌ مهم في هذا الباب؛ فما من خطاٍ وانحرافٍ في تفسير آيةٍ وقع بعد عهد السلف إلا وله مثالٌ سابق في ذلك العهد, أشار علماؤهم إليه, ونبَّهوا عليه, وحَذَّروا منه, ووَضَّحوا الصواب فيه أوضح بيان, وبكُلِّ سبيل, فأبطلوا بذلك طرائق أهل الأهواء في التفسير, وقطعوا به أصول مناهج منحرفة ما فَتِئَ أعداء الإسلام يبعثونَها بكلِّ لباسٍ في كلِّ زمان.
وإن في العناية بمنهج السلف في هذا الباب, وما لهم فيه من سابقة وحسن بلاء, يوفِّرُ على المفسِّر من بعدهم وقتاً وجهداً كبيرين يبذلهما في كشفِ أخطاء وانحرافات التفسير في كُلِّ عصر, ومن ثَمَّ تصحيحها وبيان الحق فيها بلا التباس, والتَوَفُّر بعد ذلك الواجب على غيره من واجبات المفسر الكثيرة التي تمسُّ الحاجة إليها.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[16 Dec 2005, 03:02 م]ـ
أشكركم على هذه الفكرة الرائدة، وأؤكد على ما قاله الأخ أبو بيان من وجوب وضع الضوابط للكتابة في هذه الزاوية.
أعانكم الله دائماً.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[17 Dec 2005, 08:01 م]ـ
الأخ الدكتور / أحمد بارك الله فيك.
وأشكرك على غيرتك على كتاب الله عز وجل، وهو جهد مشكور إن شاء الله.
ومداخلتي عبارة عن طلب إيضاح للمقصد من وراء هذا الجهد، فالذي فهمته الرد على المشكيكين والطاعنين في القرآن وفي صحته، ومما قرأته من الأخ أبي ريان أنه فهم أن المراد ما في كتب التفاسير من التفاسير الباطلة والشاذة.
فإن كان المقصد هو الأول فالموضوع متشعب ويحتاج إلى تصنيف وتفريع، فهناك طعون المستشرقين، وهناك طعون بعض الفرق الإسلامية، وهناك طعون العلمانين، وغيرهم.
أضاف إلى ذلك تصنيف مطاعنهم من حيث الموضوع، مثل الطعن في تواتر القرآن، والطعن فيما يتعلق بالقراءات، والطعن بالتعارض بين الآيات، والطعن بالتعارض مع مواكبة العصر.
وعلى كل ففكرة ممتازة، والله أسأل أن يجعل أجرها في ميزان حسناتك، وألا يحرم الاخوة المشاركين الأجر والمثوية
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Dec 2005, 08:35 م]ـ
وفقك الله يا دكتور ناصر,
وأغلب الظن أن كنيتي أبا بيان,
وقصدي مما كتبتُ أن أنبه إلى الاهتمام بجهود السلف في الرد على المعاصرين في جميع الشبهات, وليس تولي الرد على ما في كتب السابقين من باطل وشاذ, فهذا باب آخر كُتب فيه شيئٌ طيب, ويتأخر في الوجوب- في نظري- على ما الإخوة بصدده وفقهم الله.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[17 Dec 2005, 08:53 م]ـ
الأخ أبو بيان
عذراً على الخطأ في كنيتك، وقد كان ما طرحته مجرد فهم يحتمل الصواب والخطأ، وقد بينته زادك الله بياناً يا أبا بيان
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[17 Dec 2005, 11:02 م]ـ
مقترح رائع، و مشروع فذ .....
أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتك ...
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Dec 2005, 11:46 م]ـ
الأخ الدكتور أحمد حفظك الله:
نعم الاقتراح، وإن كنت أعده واجباً شرعياً اتجاه المختصين الذين وفقهم الله لهذا الاختصاص، ولعل هذه البنود خطوطاً عريضة والأمر قابل للتفصيل أكثر وأهم ما أراه قابلاً للزيادة هو انتقاء اللغة في توجيه الخطاب بأن تكون واضحة سهلة لتصل الرسالة لأكبر شريحة ممكنة، وهذا يعني الابتعاد عن اللغة التي يحتاج القارئ العادي فيها إلى قاموس يضعه بجانبه ليفهم المكتوب فالبلاغة أن يعبر الكاتب عما يريد بأسلوب مفهوم غير متكلف وبعبارة سليمة فصيحة فسر على بركة الله أيدكم الله بروح القدس
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Dec 2005, 08:58 ص]ـ
مشروع جيد، ولو كان فيمن يشرف عليه مَن يجيد بعض اللغات: الإنجليزية - الفرنسية - الألمانية ... لكان حسنًا.
وفقكم الله، وشكرًا لفضيلة الدكتور أحمد.
¥