تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Jan 2006, 05:35 م]ـ

أحسنت أخي الكريم في طرح هذه الفكرة القيمة والتي تخامر نفس كل غيور لكن الجهود الفردية المشكورة إذا اجتمعت في قالب واحد ستكون بعون الله مثمرة نافعة ومؤدية للغرض المنشود وكلنا بعون الله يد واحدة في سبيل الدفاع عن دستورنا ومصدر عزنا والله لا يضيع أجر من احسن عملا ...

ـ[ابن الشجري]ــــــــ[22 Jan 2006, 10:50 م]ـ

لا أدري هل تنفع المشورة بعد انعقاد العزيمة، لكن لحق من له حق علي في إبدائها لزمني إرسالها.

منذ الوهلة الأولى التي اطلعت فيها على هذه الفكرة، وإنا متردد في طرح مالدي، وهكذا في بعض مايستشار فيه المرء من رأي يولده عن فكر عميق وتجربة فاحصة وبصيرة مسددة، والعاقل يجد هذه الصعوبة تعتور فكره في مواطن كثيرة من مواطن الرأي، لا لضعف أو عجز في التصور، إنما لمحاولة جادة في طرح الرأي السديد العميق دون المرتجل، ووضع البدائل عند عدم استحسان الطرح المقترح، وأذكر أنه مر بي في بعض الأسئلة التي كان يطرحها التوحيدي على ابن مسكويه، في سبب تردد المرء وعزوف فكره عن اتخاذ الرأي السديد لنفسه في كثير من المرات، بينما يمحصه كل تمحيص لمن استشاره، فأجاب: بأن المرء يملك من نفسه مالايملك من أمر غيره، وقد لايعاب في كثير من تصرفاته الشخصية، بينما قد يلحقه العيب الشديد في بعض أرائه التي يطرحها للآخرين فيأخذوا بها ويبنوا عليها، فتراه يجتهد في سداد الرأي لغيره ما لا يجتهد لنفسه، حتى لايلحقه عيب أو وسم بضعف الرأي وزلل في الفكر أو قريبا من هذا الجواب.

ومن هنا كان الكثير من أهل الرأي ومن عرفوا بسداده، يستحثون من كان دونهم في طرح مالديهم وإن صغر سنهم، كما يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه في ذلك.

لهذا كان ترددي في طرح مالدي حتى لزمني طرحه، ذلك أني أحسب نفسي داخل أسوار الملتقى لاخارجه، ومن هنا كان النظر قصيرا في إبداء الرأي بخلاف من يطل من على أسواره.

والرأي السديد في مثل هذا الموطن لن يكتمل إلا ممن تحلى بخصال، أهمها العلم التام بهذا الفن، والخبرة التي تدل بعواقب أمره وتستجلي أواخرها، ولسان هذا العلم فلكل علم لسان تكسبه الدربة ومثاقفة النظار، والتجربة الناضجة في هذا المعترك.

أما أن يأتي المشير بقوله: هذه فكرة حسنة وهذه سيئة، فظني أن هذا لا يتعدى أوائل الرأي.

وسأجتهد في طرح مالدي في أطر مرقمة حتى أجمع شتات الفكر.

لكن هناك أسئلة تلح بطرحها، وقد يكون في أعطافها شيئا من بوادر الرأي:

1ـ من المعني بهذا الطرح: هل هم أبناء جلدتنا، أم أهل الاستشراق، أم الجهلة من المسلمين، أم نحن، أم الأمر ليس مؤطرا أو داخل تفؤية معينة، بل سيكون كسائر المنتديات التي أصبحت تعج بأرباب الفساد لا كثرهم الله، والذين يتكاثرون بل يبيضون في مثل تلك المواقع، بيضا فاسدا، يحتمل أن يكون مصابا بانفولنزا الطيور التي أقلقت العالم بأسره، والتي يخشى أن يكون حاملا فيها فيروسا يصيب السليم والمعافى منه مالا تحمد عقباه.

فلابد من تحديد الخصوم ـ فهذا درب سبيله المجادلة التي لاتخلو من المغالبة والمخاصمة ـ أما أن نجلب النار إلى قرصنا، ونستثير القاصي والداني، أو نجادل أنفسنا فنختلق الشبهة ونجيب عليها، فلا آمن من احتراق القرص، خاصة وأن الأرض زلقة، والقرص في ملة، وإماتة الشبهة أو تركها ميتة، أولى من إحيائها ومن ثم محاولة إمراضها أو إماتتها، الله أعلم.

2ـ لا أظن تصور الفكرة الهادفة بمعزل عن الذهن المتوقد الصافي، ولا يعني عدم قيامه بدعواها، عدم اقتناعه بجدواها، لكن تعلمون بارك الله فيكم أن اكتمال بعض مفردات أي أمر، يقف حائلا عن البدء فيه، عند أهل الرأي السديد، بل هذا منظور شرعي ومطلب دينيي، وهو النظر في عاقبة الأمر هل يمكن السير إلى نهايته، أم أن الطريق مشوك لايؤمن عثاره، وقد نبه الشاطبي رحمه الله إلى هذا المطلب النفيس في موافقاته، وبين أنه مطلب شرعي ودلل عليه، فمواصلة الأعمال الفاضلة مطلب شرعي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير