تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3ـ القائمون على هذا الأمر ومن سيتولى حاره وقاره، هل عاشوا مع كتب القوم زمنا من أعمارهم، فدرسوها وعلموا لسانها، أم الدفوعات ستكون من أصولنا، التي هي محل طعنهم، وغرض نبلهم، فماهي الأصول المشتركة التي يمكن التنازع والتحاكم إليها، وهل تم درسها والعلم بها، خاصة العلوم اللسانية والعقلية والفلسفية والمنطقية وماسار مسارها.

4ـ هل ستكون صفحات مفتوحة، لكل من أراد أن يضع فكره، ويطرح مالديه، أم أن الأمر مقصور على نخبة معينة ممن كملت آلتهم لهذا الأمر.

5ـ هل تصور شرعية مثل هذا الطرح على الملأ، وأثره على غر ربما لايحسن دفع الشبهة عن قلبه، وهل ستتخذ التحوطات الواجبة لدرء مثل هذه المفسدة، وهل يحسن أن يكون نقاش مثل هذه المسائل وتناولها مطروحا للجميع.

6ـ رأينا مثل هذا الطرح في الملتقى العلمي، وقد كان طرحا مزعجا، والتعامل معه مقلقا، ومن خلال المطالعة تيقنت أن المجادلة والحوار والمخالفة في الرأي لا تجدي في مثل هذه الصفحات أكثر من إعجاب كل ذي رأي برأيه، فإن كان المقصود استحداث ميدان للمعركة ـ وهي معركة بلاشك ـ فيجب اتخاذ العدة اللازمة التي أمر الله بها، وإن كان المراد العلم الصافي والحجة الدامغة والكلمة الطيبة، فلا أظن نجاح مثل هذا النوع من المناظرة والمدافعة في مثل هذه الصفحات، فهل قام في أذهان الأخوة الكرام تصور كامل عن كيفية التعاطي مع مايطرح، وكيف سيحسم فيه الخلاف، الذي لايخالجني الشك بأنه سيكون غالبا في نهاية كل معركة إغلاق صفحتها أو الطلب من الجميع بالتوقف عن الطرح ـ عندها سيصمونكم بالاقصائية وعدم الاعتراف (بالآخر) الذي لا أعرف من أين أتانا هذا المصطلح الجديد ـ كما سبق في مواطن عدة في الملتقى العلمي، لأن المخالف في هذا الأمر غالبا غير ناشد للحق أو هو ضالته، إنما الانتصار والظفر والغلبة، خاصة وأنه لابد من التعرض لبعض الأسماء التي ستجد من يدافع عنها ولابد.

7ـ إن للقران خصوماً أقلقهم الحق وهو منتصر عليهم ولاشك، تبناهم الشيطان وألبسهم مسوحه، وأسكنهم مساكنه وأطعمهم من طعامه، وسقاهم من سقائه كأسا رويا، فهل قام أهل القرآن أو من أراد أن يقرأ تعويذته على مثل نصر أبو زيد والجابري وأركون وأدونيس والنابلسي وشحرور وبعرور وأمثال هذه الشلة، هل قاموا بتتبع مشاريعهم وجمع كتبهم والعكوف عليها والنظر في الكتب التي تصدت لها أو لبعضها، إنها مدرسة كاملة لايكفي أن ينطلق المتصدي لها من خلفيته الشرعية فحسب، بل لابد من جمع كتبهم التي لن تسعفه نقوده في جمعها لكثرتها، وأسعارها الباهضة التي ضاهت بها الكتاب النادر، ثم هل سيحسن النظر فيها والتعامل معها، وهل سيصبر على اصطلائه بنارها، والصبر على زبدها وغثائها، لا أعرف أنه أفلح في ذلك إلا قلة قليلة، صبرت واحتسبت ماسيضيع عليها من ساعات عمرها وماستفقده من علم شرعي كان تحصيله أحب إليها، لكن لابد لكل ثغرة من جندي مسلم يقوم عليها، وينظر ويسأل الله أن يقيمه مقاما حسنا.

8ـ الكمال والتأنق لاحدود لهما، لكن هل ترون أن الملتقى العلمي قد استوى سوقه، وأعطى ثمرته، حتى يمكن التوسع إلى فتح أبواب هي في حد ذاتها تحتاج إلى قيام مواقع عدة متخصصة لاموقع واحد، فضلا عن أن يكون جزء من موقع، لا أدري.

في ظني أن هناك جوانب مهمة ربما لا تقل أهمية عن هذه الفكرة، مع ذلك أرى أنها بمعزل عن تناولها والإفادة في ظلها، عدا كتابات هنا وهناك، كالجانب البلاغي والنحوي والفقهي، وكطرح كتابات (بحثية) جادة يستفيد منها الجميع، بعيدا عن اللغة الأكاديمية التي يقل طعمها في الغالب، عن غيرها من الأساليب الكتابية.

هذه أسئلة تطرح نفسها، وتساؤلات بودي أن ينظر فيها الإخوة الكرام، ويحاولوا الإجابة عليها في أنفسهم، لعل فيها مايفيد إن شاء الله.

***************

فإن كانت قد بيتت النية وانعقد العزم على تجسيد هذه الفكرة، فلابد من الأخذ في الاعتبار لبعض الأمور:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير