وختاما/ فلست مع هذه الفكرة كما أني لست ضدها، وأشعر أنها لم تنضج ولم تختمر حق التخمير
ولن تتخمر طالما أننا ننتظر .. وننتظر .. والشبهات تتضخم، والمتأثرين سلبياً بها يتزايدون .. بل تختمر بـ ((المُفاعَلة)).
و أشد ما أخشاه أن يكون الملتقى المقترح مقرا لجمع و طرح كل الشبهات المثارة حول القرآن الكريم - قديمها و حاضرها و جديدها - ليصبح مكانا جامعا لكل الشبهات المبهمات، و التشكيكات الموهمات، و التناقضات الواهيات، فنجمع - بأيدينا - قاذورات الكافرين و الكارهين و المنافقين في مكان واحد، ثم ننفق من الجهد و الفكر و الوقت ما ننفق لتنظيفه و تطهيره، و مهما فعلنا فلن تنمحي آثار تلك القاذورات عند الغالب الأعم من مرتادي تلك المواقع، بل تترك شبها و ظنونا أكثر مما تكشف و تزيل، إلا من عصم ربي و كان متمكنا من علمه و دينه.
الحمد لله بأن بيَّنتم أن الشبهات موجودة معلومة، فلا داعي لاختراعها. وليست ((((كل)))) الشبهات تظهَرُ تهافَتها لـ ((كل)) الناس. بل لعلي لا أغالي إن قلت: كل الدعاة.
ومَن قال إن الشبهات ستزيد؟!
هي موجودة، ونحن (المتخصصين بالقرآن الكريم والأشد غيرة عليه) أجهلُ الناس بها.
الجميل في تخصيص ملتقى كهذا، أنَّ الرد على الشبهات سيكون تحت أنظار إخوة كرام من علمائنا، كأخوينا ابن الشجري والدكتور (أبو بكر خليل)، يُسدِّدون رميَنا، ويُصلِحونَ عِوَجَنا، ويدعون لنا في ظاهر الغيب.
وين لنا بأمثل أفضالِهم سوى في هذا الملتقى؟
أوافق الإخوة بشدة على منع دخولِ (المخالِف) إلى منتدى كهذا، وإلا فسيتحول إلى منتدى مهاترات، ننزه هذا الملتقى المبارك عنه ..
والطرح الأسلم والأحسن أن يُفتَح في الملتقى بابٌ لفتاوى وأسئلة العامة (من مسلمين وغيرهم)، يوَجَّه السؤال للأخ المشرف (على البريد الخاص) فيعرض الأخ المشرف السؤال على متخصصين من أهل العلم في منتدى لا يراه غيرهم، ثم يخرج بالجواب علمياً محكماً جميلاً بديعاً يليق بعلو وسمو القرآن الكريم. ومن ثم يُخرَج للعموم بأبهى حُلَّة ...
ويكون الجواب موضوعاً في (خزانة) كلما احتاجه الدعاة سيجدونه؛ فالشبهة ذاتها ستتكرر مرات ومرات ..
نعم: إذا عرضت شبهة نكشفها و ندفعها، و إذا عنَ إشكال نزيله و نحله، كلّ في حينه و محله، و لكن لا نجمع ذلك في محل واحد
لا فُضَّ فوك أخي المكرم، فالرد البطيء الهادئ أوقع أثراً في المخالف من الرد السريع المنفعل .. وهذا مُجرَّب.
وبه سيعلم المخالِف مقدار علمك ويُقدِّر لك الرجوع إلى مختلف المراجع والمصادر المُعِينة للرد عليها، لأجله.
وأرى ـ والله أعلم ـ ألا يُفتح مجال لمناقشة قضية ما، في حين أن قضية أخرى ما زال الرد عليها ليس محكماً من جميع الجهات.
ختاماً:
لقد فتحَ الله سبحانه وتعالى لنا بهذا الملتقى المبارك باباً لأجرٍ ينفعنا بعد الموت: ففيه العلم الذي يُنتَفعُ به، والصالحون الذين يدعون لكم ..
انظر إلى شبهة دعوى " أن القصص القرآني أساطير "، بزعامة طه حسين ومحمد خلف الله. فرغم أنها كانت شبهة متهافتة في زمانها، إلا أن ذلك لم يمنع الردود العلمية عليها .. وقد نفعَنا الله بعلمِ إخوة لنا طواهم التراب في ردها، فكانت ردودهم علماً يُنتفَع به.
زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون.
بهذا المقياس يجب أن تكون ردودنا علمية هادئة على شبهات لا تقل عنها طرافة: كدعوى الجذور الوثنية للديانة الإسلامية، وصرع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ووجود المُعرَّب في القرآن الكريم ... الخ.
فكلها شبهات تبدو لنا متهافتة، ولكن التركيز والتكرار والتكرار لها في وسائل إعلام لا نملك 1% من قوتها يجعل لها قبولاً ـ أو على الأقل وجهة نظر ـ لدى كثير من أصحاب بعض (مراكز القوى) والتأثير في الوطن العربي .. فضلاً عن حيرة كثير من الدعاة ـ وخاصة في دول غربية ـ، كيف يردون على شبهات كهذه؟!
ولنا في إثارة شبهة دعوى (رضاعة الكبير) على إحدى الفضائيات العربية وتأثيرها على عوام المسلمين، قبل أسابيع .. خير مثال قريب على ذلك.
اللهم اجعلنا ممن يسلك سبيل أئمة أهل السنة (ابن تيمية وابن حنبل) فالتمثل بالكرام فلاح ..
أسأل العلي القدير أن يوفقنا لما فيه رضاه، وأن يستعملنا لخدمة دينه ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Jan 2006, 08:37 م]ـ
أخي الكريم ابن الشجري , و د. أبو بكر خليل:
شكر الله لكما ما سطرتما , واسأل الله أن لا يحرمكما الأجر والمثوبة , وأنا أتفق معكما فيما طرحتما , وتخوفكما في محله , بل إني أشترك معكما فيه , إذ المشروع يحتاج إلى طاقات كبيرة بل لست مبالغاً إن قلت: إنه مشروع دول ومؤسسات عالمية لا أفراد.
وعملنا لا يعدو فتح ملتقى يجمع فيه ما تفرق في غيره , وأن يكون له عناية خاصة, فهو حقيقة ليس المشروع بذاته , وإنما اللبنة الأولى فيه.
لكن ألا تريان أن رسم صورة مثالية في الذهن لهذا المشروع من معوقات العمل , كما أن الإرتجالية من علامات الفشل.
إن ترك هذا الميدان بحجة عدم الجاهزية , أو خوض غماره بلا تخطيط , كلاهما طرفان مرفوضان كما تفضلتما.
فدعونا نبدأ بدايات بسيطة نحاول أن نسدد فيها , ونقارب , ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة , نعم سيحصل أخطاء , وتجاوزات , وهكذا العمل البشري , لنصحح الخطأ , ولنسعى للأفضل , والعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
كم مشروعٍ بدأ بدايات يسيرة ما تصور أصحابه أن يبلغ ما بلغ , والله بارك وسدّد , والواقع يشهد بذلك.
وإني بعد حديثكما يحدوني الأمل أن تكونا من أوائل من سيضع هذه اللبنة , سدد الله على الخير طريقنا جميعاً.
¥