ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Jan 2006, 12:40 ص]ـ
و نعم الرأي ما أبديت أخي الفاضل، و كنت قد رأيت مثله أو قريبا منه من مدة - بعدما تلقيت رسالة من الإخوة المشرفين يطلبون مني المشاركة بإبداء الرأي في ذلك الموضوع المطروح للمناقشة و المشاورة - و لكني آثرت التروي و التريث في إبداء ما استقر عليه النظر، لأمور سبقت - أنت - إلى ذكرها، و لما لمسه - كاتب هذا - من ميل عام في الملتقى إلى الاشتغال به - مع ما ألمح إليه بعض الإخوة من الانشغال عما هو أولى و ألصق بمقصود الملتقى و موضوعه - فينظر إلى القول المخالف كأنه الصوت النشاز، فانتظرت حتى ينتهي الطرح و يهدأ الحماس، و يأتي وقت الفكر و التدبر.
- و أشد ما أخشاه أن يكون الملتقى المقترح مقرا لجمع و طرح كل الشبهات المثارة حول القرآن الكريم - قديمها و حاضرها و جديدها - ليصبح مكانا جامعا لكل الشبهات المبهمات، و التشكيكات الموهمات، و التناقضات الواهيات، فنجمع - بأيدينا - قاذورات الكافرين و الكارهين و المنافقين في مكان واحد، ثم ننفق من الجهد و الفكر و الوقت ما ننفق لتنظيفه و تطهيره، و مهما فعلنا فلن تنمحي آثار تلك القاذورات عند الغالب الأعم من مرتادي تلك المواقع، بل تترك شبها و ظنونا أكثر مما تكشف و تزيل، إلا من عصم ربي و كان متمكنا من علمه و دينه.
- و يمكن تشبيه مثل ذلك الملتقى المقترح ببئر يلقي فيه القوم جيفهم و قاذوراتهم حتى تمتلئ و تفيض و تلقي ببعض ما فيها حولها، ليصيب من يصيب من المارة و الحائمين، و لينزح منها الكفرة و من في قلبه مرض، ثم يلقونه أمام بعض منا من العوام و الجهال و صغار السن و ضعاف العقل، و يقولون لهم: انظروا كم في القرآن من تناقضات و اختلافات - بزعمهم - و يأتون لهم بعشرات الأمثلة، و يدلونهم على مافي مثل ذلك الموقع؟
- نعم: إذا عرضت شبهة نكشفها و ندفعها، و إذا عنَ إشكال نزيله و نحله، كلّ في حينه و محله، و لكن لا نجمع ذلك في محل واحد
- هذا ما أراه صوابا،
و أحسب ان رأيي هذا صواب يحتمل الخطأ، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[23 Jan 2006, 06:01 م]ـ
بارك الله في الأخوين الكريمين ونفعَ بهما، واسمحا لي أن أوافقكما على أكثر ما قلتماه، ولكن: الدين النصيحة، والمستشار مؤتمَن:
وإماتة الشبهة أو تركها ميتة، أولى من إحيائها ومن ثم محاولة إمراضها أو إماتتها
هل أمات ابن حنبل وابن تيمية الشبهات أم ... تركوها ميتة؟!
بل لولا ردودهما لماتت السُنَّة ..
عندما تصدى الأئمة للرد على الشبهات، سكتَ من هم دونهم.
أما حين يسكت الأئمة وأهل العلم، سيضطر العوام ـ وأشباههم ـ للرد، فيفسدون أكثر مما يصلحون.
وسبق بيان أمثلة على ذلك في بعض مشاركات ابنكم وتلميذكم الفقير الضعيف. ومنها قيام أحد مترجمي القرآن الكريم بترجيح ضياع بعض نصوص القرآن الكريم، وأحد المدافعين عن القرآن بالإكثار من الأدلة على أن تارح والد إبراهيم وليس آزر، وتوجيه أن مريم أخت هارون بتكلف يغني عنه حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
قارن علو همة الإمامين (ابن حنبل وابن تيمية) مقابل دعوى إماتة الباطل بالسكوت عنه، التي كانت حجة خبيثة من رجل خبيث (سعد زغلول) تجاه طروحات الخبيث الآخر (طه حسين) ..
انظر: علو الهمة فكانت همة محمد رشيد رضا في الرد على شبهات المنصرين رغم تهديد الحكومة المعينة من الاحتلال البريطاني له، قائلاً: إن الرد على الشبهات فرض كفاية .. ورغم شعوره بتهافت الشبهات، لكنه نظرَ إلى أنه في الناس عوام.
فإن كان المقصود استحداث ميدان للمعركة ـ وهي معركة بلاشك ـ فيجب اتخاذ العدة اللازمة التي أمر الله بها
المعركة موجودة، وننزهكم عن الفرار يوم الزحف!! بدعوى أن العدو أضعف من أن يواجَه.
ومِن العدة التدريب والمِران على مناظرة مثيري الشبهات حول القرآن الكريم، وهذا فن لا يُتقَن بالدراسة النظرية فقط .. بل يُتقن بالممارسة العملية كعلوم التجويد والفرائض والخطابة ..
" كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع، مناظرة تقطع دابرهم .. لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حَصَلَ بكلامه شفاء الصدور، وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامُه العلم واليقين ".
ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل: 1/ 357
¥