تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

” لعله من الضروري في نهاية هذا العرض أن نتكلم قليلاُ عن المؤلف والاسم المستعار له. جاء في المقالة المنشورة في نيويورك تايمز 2/ 3 / 2002 (وهي المقالة التي انتشرت بشكل كبير لاحقاً عبر الإنترنت) إشارة إلى أنّ مؤلف الكتاب هو كريستوف لوكسنبرج العالم باللغات السامية القديمة في المانيا. ومن الواضح جداً من خلال ذلك العرض أنّ هذا الشخص ليس عالماً باللغات السامية القديمة إنه واحد من أولئك الذين يتكلمون بعض اللهجة العربية، وليس له تمكن من الفصحى، وله معرفة بالسريانية بالقدْرِ الذي يمكّنه من استخدام القاموس السرياني، مع فهم سطحي لمنهجيات للغات السامية المقارنة. وكتابه ليس عمل عالم محترف، ولكنه عمل هاوٍ. ولست أعرف ماذا يعني كاتب مقال نيويورك تايمز (الكساندر ستيل) بقوله " في ألمانيا ". فحسب معلوماتي كريستوف لوكسنبرج ليس ألمانياً ولكنه مسيحي لبناني. والأمر لا يتعلّق بعالمٍ بفقه اللغة (فيلولوجي) جسور، ينفض الغبار عن كتب بلغات مهجورة في أقاليم المانية ثم يخرج على العالم بنشر نتائجه باسم مستعار ليتجنب التهديد بالموت من قبل المتطرفين المسلمين. باختصار إنه كاتب يكتب من برج عاجي كسلمان رشدي. وليس ثمة عالم باللسانيات في أوروبا أو أمريكا يحتاج إلى محو هويته، وليس له الحق في فعل ذلك. “.

القرآن لم يكتب باللغة العربية:

لقد نال كتاب لوكسنبرج من التقريظ ما لم ينله غيره في العقود الأخيرة.

يقول روبرت فينيكس Robert Phenix Jr وكورنيليا هورن Cornelia Horn من قسم اللاهوت بجامعة القديس توماس في دراستهما عن هذا الكتاب المنشورة بمجلة الدراسات السريانية. Journal of Syriac Studies, Vol.6, No.1, January2003.

” ليس ثمة عمل في تاريخ تفسير القرآن يماثل هذا العمل، ولا يوجد لذلك نظير إلا في الدراسات النقدية للإنجيل. وقد حرر لوكسنبرج الباحثين من سطوة التراث التقليدي للمفسرين المسلمين. وسواء أكان لوكسنبرج على صواب أم خطأ فيما جاء به إلا أنه وضع تفسير القرآن في منعطف حرج كان قد بلغه مفسرو الإنجيل قبل قرنٍ من الزمان. لقد أظهر هذا العمل لجميع مفسري القرآن قوة المنهج العلمي للفيلولوجيا وقيمتها في إنتاج نص قرآني أوضح “.

ويقول الباحثان في آخر عرضهما للكتاب:

” لا بدّ لأية دراسة علميّة للقرآن في المستقبل أن تأخذ هذا المنهج بعين الاعتبار .. لقد أبدى لوكسنبرغ ارتياباً في مسألة نقاء القرآن من حيث كونه نصّاً عربياً خالصاً، وعريّاً عن المعضلات اللاهوتية والفقه لغويّة التي تعرّضت لها تواريخ نقل النصوص المقدسة كالتوراة العبرية برواياتها المختلفة “.

ويقول الكسندر ستيل Alexander Stille في عرضه للكتاب الذي نشر في نيويورك تايمز2/ 3 / 2002 وهو بعنوان (نظرات راديكالية جديدة للإسلام وأصول القرآن)

Radical New Views of Islam and the Origins of the Koran

صفحة من إحدى نسخ المصاحف التي عثر عليها ب بصنعاء:

” يؤكد كريستوف لوكسنبرج العالم الألماني باللغات السامية القديمة أن القرآن قد أسيء فهمه كما أسيئت ترجمته على مدى قرون من الزمن. ولقد استند في بحثه على نسخ قديمة من القرآن [يعني مخطوطات مصحف صنعاء التي اكتشفت في العقود الأخيرة مدفونة بسقف المسجد] تظهر أن جزءاً من القرآن مأخوذ من نصوص مسيحية آرامية كانت موجودة قديماً ولكن أسيء فهمها من قبل المسلمين الذين جاءوا بعد ذلك وأعدوا نسخ القرآن الشائع بين الناس اليوم. ينطلق الكتاب من فكرة أنّ لغة الكتابة التي كانت سائدة في بلاد العرب قبل وإبان ظهور الإسلام هي اللغة الآرامية.

وكان الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية يُعرفون بالسريان، ويتكلمون الأرامية لغة الرُّها الواقعة في شمال غرب بلاد ما بين النهرين. وبسبب انتشار النصرانية على يد السريان في سوريا وبلاد الرافدين أصبحت السريانية لغة الكتابة في تلك البلاد وتجاوزتها إلى البلدان المجاورة كبلاد فارس والجزيرة العربية. ومن هنا يفترض لوكسنبرج أن القرآن نزل بِاللغة السريانية وهي لغة الكتابة في عصر نزول الوحي، ولذلك لا يمكن فهم الألفاظ الغامضة فيه إلا بردّها إلى أصلها السرياني.وأصول تفكير لوكسنبرج ترجع إلى دراسات وبحوث سابقة، ولعلّ من أهمها وأبرزها بحوث الفونس مينجانا Alphonse Mingana.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير