ويسخر لوكسنبرغ من فهم العرب حيث يجعلون لفظة (قسورة) بمعنى (الأسد) وهي تعني (الحمار)، ويجعلون لفظة (الحمار) في قوله تعالى (وانظر إلى حمارك .... ) الآيةبمعنى البهيمة، ومعناها الصحيح كما في السريانية (صفة للإنسان).
ويذهب لوكسنبرغ إلى أنّ لفظة (الطعام) في الآية تعني (العقل والفهم) كما في السريانية (طعما) وفي بعض المصاحف ترسم لفظة (طعامك) محذوفة الألف (طعمك) وهذا يشبه قول العامة (كلام بلا طعمه) بمعنى بلا فهم. و (الشراب) هي (شربا) في السريانية، و (يتسنه) في السريانية تعني لم يتغيّر. وبذلك يكون التفسير الصحيح للآية (انظر إلى حالك وعقلك لم يتغير).
والمراد بقوله تعالى: (وانظر إلى حمارك ... ) الآية لا يمكن بلوغه إلا بتحوير رسم اللفظة فتكون (جمارك) ومعناها في السريانية (كمالك) من الكمال والتمام، فقوله تعالى (انظر إلى حمارك ... ). معناه: إذاً انظر إلى كمالك، وبذلك يستقيم معنى اللفظة مع السياق العام للآية.
وهكذا على هذا النحو يمضي المدعو لوكسنبورغ في قراءته للقرآن. ولم يجد النقّاد الغربيون ما يثيرهم في هذه الرسالة بحق إلا تلك التحويرات التي أجراها الكاتب بإلغاء آيات الجهاد، والتأويل العجيب لقوله تعال: ... (حور مقصوراتفي الخيام ... ) الآية.
وقوله تعالى (كذلك وزوجناهم بحور عين).
ويستغرق لوكسنبرغ في تحليل معنى (حور العين) أربعين صفحة من كتابه (من 221 إلى 260)، ويخرج علينا في نهاية المطاف بتفسير مضحك وهو أن لفظة (الحور) صفة للعنب الأبيض، وأن لفظة (عين) صفة لبريق الحجارة الكريمة، والمعنى الذي ذهل عنه المفسرون طيلة قرون هو أن طمع المجاهدين والشهداء في الجنة حيث الحوريات وَهْمٌ، إذ لا ينتظرهم إلا جِفانُ من العنب!!.
كيف ذلك؟ إنّ لفظة (زوّجَ) في الآية والتي تعني النكاح أخطأ الكُتّاب في رسمها بعد الإعجام، والأصحّ أنها (روّح) أي: أراح وأنعشَ، ومعنى الآية إذاً هو روّحنا عليكم بجفنات بيضٍ وجواهر من بللور، وليس المراد من ذلك النساء البيض الواسعات الأعين. وعن قوله تعالى: (ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون) يقول إنّ المراد من لفظة أزواج في الآية، بناء على ما وصل إليه من استنتاجات، أنواع، أي لهم فيها أنواع من الثمار!!، وقوله تعالى: (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم و لا جان) لا يعني في نظرية لوكسنبورغ إلا جفنات الجنة التي لم يدنسها قبلهم إنس ولا جان، غير أنّ أوّل الآية لا يؤيّد زعمه حيث لم يقدّم تفسيراً ما المراد بـ (قاصرات الطرف).
إنّ أدق دراسة نقدية خرجت لهذا الكتاب، بعيداً عن العرض السريع الذي قامت به مجلات ومواقع غربية، ذلك البحث القيّم الذي شارك فيه ثلاثة من الباحثين: م. سيف الله، ومحمد غنيم، وشبلي زمان والمنشور بموقع Islamic Awareness تحت عنوان:
From Alphonse Mingana to Christoph Luxenberg
[Arabic Script & The Alleged Syriac Origins of the Qur'an
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Oct 2006, 03:47 ص]ـ
أخي الكريم الباجي وفقه الله:
هل خرج البحث , وفي أي مجلة , وحبذا لو تتحفنا به كاملاً.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[02 Oct 2006, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الباجي ولو أن كلام هذا الدعي متهافت لا يحتاج للرد
ولكن ......... ماذا نفعل في زمان أضحى فيه القسورة حماراً؟؟؟؟
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[03 Oct 2006, 01:32 ص]ـ
أخي الباجي
ارجو منك أن تضع اسم المجلة حتى نفهم الموضوع جيدا
فأنا أعاني من أمثال هؤلاء في ألمانيا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Oct 2006, 05:22 م]ـ
جزى الله شيخنا الباجي خيرًا على هذه الفصلة القيمة، وقد سبق لي من عامين تقريبًا سؤال المستشرق الألماني الدكتور موراني عن هذا الأبتر لوكسنبرج فأجابني بما يفيد أنه نكرة في عالم البحث "العلمي" الاستشراقي، بل إن كتابه ليس له مكان يذكر في الدراسات المعاصرة , وإن مؤلفه ترك فيه معايير البحث الموضوعي وجاء بآراء لا يوافق عليها أحد تقريبا.
وسؤالي للدكتور موراني وجوابه عليه موجودان في الملتقى على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2114
من المشاركة رقم 6 وما بعدها.
والحمد لله أولاً وآخرًا.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[09 Oct 2006, 06:06 م]ـ
أحسن الله إليك أخي
لكن هذا ليس في الغرب فقط.
فقد وقع تحت يدي كتاب من هذا القبيل بعنوان: الفرقان لابن الخطيب جمع القرآن وتدوينه، هجاؤه ورسمه، تلاوته وقراءاته، وجوب ترجمته وإذاعته. نشر دار الكتب العلمية بيروت.
اشتريت الكتاب لأهمية موضوعه وظناً مني أن مؤلفه من أهل العلم لما أطلق على نفسه (ابن الخطيب) مع ملاحظة أنه لم يكتب اسمه الحقيقي على طرة الكتاب وإنما اكتفى بما تقدم. وإنما كتب اسمه بعد الإهداء بخط دقيق: محمد محمد عبد اللطيف. دون بيانات عنه وكان هذا أول الغدر كما يقال.
فإذا ما تصفحت موضوعات الكتاب وجدت ما لا يقوله مسلم.
ويكفي فقط أن تقرأ قوله:
التناقض الموجود في رسم المصحف
والناظر لهذا الاختلاف الذي أوردنا بعضه يرى أن الرسم القديم يقلب معاني الألفاظ ويشوهها تشويهاً شنيعاً ويعكس معناها بدرجة تكفر قاريه وتحرف معانيه .............
هذه فقرة نقلتها من صفحة فتحتها بعفوية لنقل شيء يسير منه وما خفي كان أعظم.