فقال:" لا يمكنني ولا غيري دفع ذلك, وبذلك أخبرنا أسلافنا من اليهود عنه أنه قال: بعثت إلى الخلق كافة. إلا فرقة من فرق اليهود يقال لها العيسوية تقول بنبوته ومعجزاته, وتنكر أنه بعث إلى غير العرب, ولسنا على شيء مما هم عليه. ثم عطف على يهودي إلى جنبه وقال له: نحن قد جرى نشؤنا على اليهودية, وبالله ما أدري كيف نتخلص من هذا العربي؟ إلا أنه أقل ما يجب علينا أن نأخذ به أنفسنا النهي عن ذكره بسوء".
[8] مناظرة ابن قيم الجوزية لكبير الأحبار بمصر
قال ابن قيم الجوزية:" وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرئاسة, فقلت له في أثناء الكلام: أنتم بتكذيبكم محمدا صلى الله عليه و سلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة. فعجب من ذلك, وقال: مثلك يقول هذا الكلام. فقلت له: اسمع الآن تقريره, إذا قلتم: إن محمدا ملك ظالم قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة, ويقول: أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا وأوحى إلي كذا, ولم يكن من ذلك شيء, ويقول: أنه أباح لي سبي ذراري من كذبني وخالفني ونساءهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم, ولم يكن من ذلك شيء, وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم, فلا يخلو إما أن تقولوا أن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه, أو تقولوا إنه خفي عنه ولم يعلم به, فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل وكان من علم ذلك أعلم منه, وإن قلتم بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته وإطلاعه عليه فلا يخلو إما أن يكون قادرا على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك, أولا, فإن لم يكن قادرا فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية, وإن كان قادرا وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته, ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ولا يدعو بدعوة إلا استجابها له فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء فضلا عن رب الأرض والسماء, فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه وهذه عندكم شهادة زور وكذب.
فلما سمع ذاك قال: معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق من اتبعه أفلح وسعد.
قلت: فما لك لا تدخل في دينه؟
قال: إنما بعث إلى الأميين الذين لا كتاب لهم, وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه.
[9] جواب ابن حزم على اعتراض لنصراني على مسألة الأكل والشرب في الجنة
قال أبو محمد: وعارضني يوما نصراني كان قاضيا على نصارى قرطبة في هذا وكان يتكرر على مجلسي فقلت له أو ليس فيما عندكم في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال لتلاميذه ليلة أكل معهم الفصح- وفيها أُخِذَ بزعمهم- وقد سقاهم كأسا من خمر وقال إني لا أشربها معكم أبدا حتى تشربوها معي في الملكوت عن يمين الله تعالى, وقال في قصة الفقير المسمى العازار الذي كان مطرحا على باب الغني تلحس الكلاب جراح قروحه وأن ذلك الغني نظر إليه في الجنة متكئا في حجر إبراهيم عليه السلام فناداه وهو في النار يا أبى يا إبراهيم ابعث إلي العازار بشيء من ماء يبل به لساني, وهذا نص على أن في الجنة شرابا من ماء وخمر فسكت النصراني وانقطع.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[22 Dec 2005, 08:13 م]ـ
له صلة بما نشر على الرابط http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=17162#post17162
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 Jan 2006, 08:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[هشام محمد جبر]ــــــــ[17 Sep 2008, 02:42 م]ـ
أخي الكريم / جزاك الله خيرا
لكن أين المناظرة الشهيرة التي يذكرها الخطباء بل والمحدثون؛ والتي دارت بين المأمون وأحد النصارى، والتي فيها أن النصراني عمد إلى الإنجيل فكتب منه ثلاث نسخ محرفة ثم أعطاها إلى القساوسة ففرحوا بها، وأجزلوا له العطاء، وكذلك فعل بالتوراة، ولما عمل في القرآن مثل ذلك ردوه عليه فأسلم.
ملحوظة ذكر القصة أحد المحدثين الكبار وعزاها إلى ابن خلكان في وفيات الأعيان وبحثت عنها فلم أجدها.
ـ[هشام محمد جبر]ــــــــ[18 Sep 2008, 08:31 م]ـ
الحمدُ لله لقد عثرت على تلك المناظرة وها هي للفائدة، وهي بالمناسبة لها تعلق وثيق بالقرآن العظيم
ذَكرَ القُرطبيُّ:: في تفسيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ? ????? ?????? ?????•??? ?????????? ??????? ????? ???????????? ??? ?. [الحجر]
ذكرَ قِصةً بسندِهِ إِلَى يحيى بنِ أَكْثَمَ يَقولُ: كان للمأمونِ - وهو أمير إذ ذاك - مجلسُ نظرٍ، فَدَخَلَ فِي جُملةِ النَّاسِ رَجُلٌ يَهودي حَسنَ الثَّوبِ حَسَنَ الوجهِ طيبَ الرائحةِ، قال: فتكلم فأحسن الكلامَ والعبارةَ، قال: فلما تقوض المجلسُ دعاه المأمونُ فقال له: إسرائيليٌّ؟ قال: نعم. قال له: أَسلِمْ حتى أفعلَ بك وأصنع، ووعَدَه. فقال: ديني ودين آبائي! وانصرف. قال: فلما كان بعدَ سنةٍ جاءنا مُسلِمَاً، قال: فتكلمَ عَلى الفِقهِ فأحسن الكلامَ؛ فلما تقوض المجلسُ دعاه المأمونُ وقال: ألست صاحبنا بالأمسِ؟ قَال له: بلى. قال: فَما كان سببُ إسلامِك؟ قال: انصرفتُ من حضرتِك فأحببتُ أن أمتحن هذه الأديانَ، وأنت تراني حَسنَ الخَطِ، فعمدتُ إلى التوراةِ فكتبتُ ثلاثَ نسخٍ فزدتُ فيها ونقصتُ، وأدخلتُها البَيعَةَ فَاشتَريَتْ مِني، وعمدتُ إلى الإنجيلِ فكتبتُ ثَلاثَ نُسخٍ فَزِدتُ فِيها ونَقَصتُ، وأدخلتُها الكنيسةَ فَاشتَريَتْ مِني، وعمدتُ إلى القُرآنِ فعَمِلْتُ ثَلاثَ نُسخٍ فَزِدتُ فِيها ونَقَصتُ، وأدخلتُها الوراقين فتصفحوها، فلمَّا أن وجدوا فيها الزيادةَ والنُّقْصانَ رموا بها فلم يشتروها؛ فعَلِمتُ أنَّ هذا كتابٌ محفوظٌ، فكان هذا سبب إسلامي.
معلم للغة العربية وباحث
¥