ذكر أن الخليفة العباسي المأمون قد جمع بين كلثوم بن عمرو العتابي (ت 202 هـ) وابن فروة النصراني وقال لهما: تكلما وأوجزا، فقال العتابي لابن فروة: ما تقول في عيسى المسيح؟
قال ابن فروة: أقول أنه من الله.
قال العتابي: صدقت ولكن؛ (من) تقع على أربع جهات لا خامس لها:
1. من كالبعض من الكل على سبيل التجزيء.
2. أو كالوليد من الوالد على سبيل التناسل.
3. أو كالخل من الخمر على سبيل الاستحالة (التحول)
4. أو كالصنعة من الصانع على سبيل الخلق من الخالق. أم عندك شيء تذكره غير ذلك؟
قال ابن فروة: لا بد أن تكون هذه الوجوه، فما أنت تجيبني إن تقلدت مقالةً منها؟
قال العتابي: إن قلت على سبيل التجزيء كفرت، وإن قلت على سبيل التناسل كفرت، وإن قلت على سبيل الفعل كالصنعة من الصانع (المخلوق من الخالق) فقد أصبت.
فقال ابن فروة: فما تركت لي قولا أقوله .. وانقطع.
"انظر عيون المناظرات ص248، وانظر الحوار الإسلامي المسيحي.بسام داوود العجك.ص175 - 176."
=========
الحوار بين القاضي الباقلاني وبين ملك الروم:
دخل القاضي أبو بكر الباقلاني في سفارته لعضد الدولة ملك الروم في القسطنطينية فرأى عنده بعض بطارقته ورهابنته فقال له: كيف أنت وكيف الأهل والأولاد؟
فتعجب ملك الروم منه وقال: ذكر من أرسلك في كتاب السفارة أنك لسان أهل الأرض ومتقدم على علماء الأمة أما علمت أنا ننزه هؤلاء من الأهل والولد؟
فقال القاضي أبو بكر: أنتم لا تنزهون الله سبحانه عن الأهل والولد، وتنزهونهم؟!
(ولهذه المناظرة بقية ممتعة)
========
مناظرة ابن القيم لأحد رؤساء اليهود:
يقول أبن القيم وقد جرى لي مناظرة مع أكبر من تشير إليه اليهود بالعلم والرئاسة، فقلت له في أثناء الكلام: أنهم تكذيبهم محمد ? قد شتم الله أعظم شتيمة.
فتعجب من ذلك، وقال: مثلك يقول هذا!
فقلت له: أسمع الآن تقريره، إذا قلتم أن محمداً ملك ظالم، قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله وقد أقام ثلاثة وعشرين سنة يدعي أنه رسول أرسله إلى الخلق كافة، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا وأوصى إلي كذا، ولم يكن من ذلك شيء ويقول أنه أباح لي سبي ذراري من كذبني وخالفني ونسائهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم، ولم يكن من ذلك شيء وهو يدأب في تغيير الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم
فلا يخلو: إما أن تقولوا أن الله سبحانه وتعالى كان يطلع على ذلك ويشهده ويعلمه، أو تقولوا أنه خفي عنه ولم يعلم به؛ فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل، وكان من علم ذلك أعلم منه، وأن قلتم بل كان بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليهِ فلا يخلو: إما أن يكون قادراً على تغييره والأخذ على يده ومنعه من ذلك أولاً، فإن لم يكن قادراً فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية، وإن كان قادراً وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد عن الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا ظفر به ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى أحد من العقلاء فضلاً عن رب الأرض والسماء، فكيف وهو يشهد له إقراره على دعوته وتأييده بكلامه، وهذه عندكم شهادة زور وكذب.
فلما سمع ذلك قال: معاذ الله أن يفعل هذا بكاذب مفتر، بل هو نبي صادق من أتبعة أفلح وسعد.
قلت: فمالك لا تدخل في دينة؟
قال: إنما بعث للأميين الذين لا كتاب لهم، وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه.
فقلت له: غلبت كل الغلب، فإن قد علم الخاص والعام أنه أخبر أنه رسول الله إلى جميع الخلق، وأن من لم يتبعه فهو كافر من أهل الجحيم، وقاتل اليهود والنصارى وهم أهل كتاب،فإذا صحت رسالته لزم تصديقه في كل ما أخبر به، فأمسك ولم يجد جواباً.
=====
أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله:
يذكر أنه اجتمع طائفة من الملاحدة بأبي حنيفة-رحمه الله- فقالوا ما الدلالة على وجود الصانع؟
فقال: دعوني فخاطري مشغول بأمر غريب.
قالوا: ما هو؟
قال: بلغني أن في دجلة سفينة عظيمة مملوءة من أصناف الأمتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعه من غير أن يحركها أحد ولا يقودها أحد.
قالوا: أمجنون أنت؟!
قال: وما ذاك؟
قالوا: إن هذا لا يصدقه عاقل!!
¥